موسكو – (رياليست عربي): المنتدى الدولي الأول “المشترك بين الأديان” القيادات الروحية والمجتمعية
تحت عنوان “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين”
ألكسندر أوشيفسكي الرئيس المشارك للغرفة الإجتماعية الدولية
في 7 مايو 2024، عُقد الاجتماع الأول عبر الإنترنت للمنتدى المشترك بين الأديان لرجال الدين والمجتمع “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين”. وضم اللقاء رجال دين وشخصيات دينية وعامة بارزة من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ومولدوفا وألمانيا وسلوفاكيا واليونان وسوريا وإيران والعراق وسلطنة عمان وليبيا والمملكة المغربية ولبنان والمملكة العربية السعودية والجزائر. ، اليمن، مصر، تونس، الكويت، موريتانيا، الإمارات، فلسطين، أوسيتيا الجنوبية.
تم الإعلان عن منتدى رجال الدين والمجتمع “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين” في اجتماع مشترك للغرفة العامة الدولية “الغرفة الإجتماعية الدولية” ومجلس حكماء شعوب شمال القوقاز في محج قلعة في 26 فبراير 2024، ومؤتمره ، وتنظم الفعاليات طوال عام 2024. في 1 مارس 2024، نشرت الغرفة الإجتماعية الدولية نداءً إلى الزعماء الروحيين لديانات العالم يدعو إلى الحوار حول الحماية المشتركة للمؤمنين والوساطة من أجل عالم عادل. وفي 29 مارس 2024، أُقيم إفطار دبلوماسي بين الأديان في مسجد كاتدرائية مينسك تحت رعاية المنتدى، جمع دبلوماسيين من 12 دولة ورجال دين من 4 ديانات.
وكانت الخطوة التالية بعد سلسلة من المناقشات وجهاً لوجه وعبر الإنترنت هي عقد اجتماع واسع النطاق عبر مؤتمرات الفيديو. وأدار الجلسة رئيس هيئة رئاسة الغرفة العامة الدولية لدورة 2020-2025، ألكسندر أولشيفسكي. وأشار في كلمته الترحيبية بالمشاركين إلى أنه “تم نشر النداء الخاص بمبادرة عقد المنتدى خلال شهر رمضان المبارك للمسلمين والصوم الكبير للمسيحيين. ويعقد اجتماع اليوم عبر الإنترنت في أيام العطلة الرئيسية للمؤمنين الأرثوذكس – عيد الفصح المجيد. وهذا أمر رمزي – لأن صوت أصحاب النوايا الحسنة هذه الأيام أقوى من أي وقت مضى.
وفي هذه المرحلة، يشارك بالفعل ممثلو 34 دولة و5 ديانات في المنتدى. إن المجتمعين هنا لديهم وجهات نظر دينية وسياسية مختلفة، ولكننا متحدون في دعم القيم الإنسانية العالمية، في السعي لتحقيق الخير والسلام والعدالة والحوار والتفاهم المتبادل. ولهذا السبب ترتبط موضوعات الاجتماع ارتباطا وثيقا بحماية المؤمنين والوساطة من أجل عالم عادل، فالتعاون باسم الحفاظ على حياة الناس هو اليوم أهم واجب على رجال الدين والشخصيات العامة.
ويظل الإيمان مشتركًا بين الناس حتى على طرفي الصراعات المسلحة. إذا غابت الفطرة السليمة والقدرة على التفاوض من السياسة، وانتصرت كراهية البشر والطموحات الانتحارية، فإن الإيمان والوصايا الدينية فقط هي التي يمكن أن تصبح الأساس للتفاهم المتبادل والتسوية، ووقف الحروب والمتاعب والدمار. إن الأديان التي بنيت الحضارة على وصاياها على مدى قرون، هي التي يجب أن تنقذها اليوم، وأن تصبح أيديولوجية حسن الجوار ومواصلة التطور.
كل الذين اجتمعوا هنا هم أشخاص يتمتعون بمزايا عظيمة وأفعال ملموسة وحسن نية وإيمان عميق وصادق. هذه قوة هائلة، وكل حياة يتم إنقاذها نتيجة لأعمالنا ومناقشاتنا المشتركة تستحق أي وقت وجهد نبذله، وكل خطوة تقربنا من تحقيق السلام هي وفاء حقيقي لواجبنا الأخلاقي. ليس هناك سياسة أو طموح أو مصلحة ذاتية في هذا الاجتماع، المشاركون فيه لا يحركهم إلا الخير الخالص وتجسيد الوصايا التي نؤمن بها.
ألكسندر سيرغييفيتش أولشيفسكي: إن الإسهام في إنقاذ الأرواح يستحق كل الوقت والجهد
تم تحديد عدد من أهداف برنامج المنتدى في كلمته التي ألقاها نائب رئيس الإدارة الروحية لمسلمي الاتحاد الروسي، إلدار حضرة نوريمانوف. وأشار قائلاً : “اليوم، للأسف، يمكننا أن نقول إن محاولات التحريض على الكراهية والعداء بين الأديان وتدنيس المقامات الدينية غالبًا ما تسير جنبًا إلى جنب، وهي في جوهرها روابط في سلسلة واحدة، إن أزمة الروحانية في العديد من المجتمعات، وفقدان المبادئ التوجيهية الأخلاقية، وانخفاض قيمة القيم الروحية والأخلاقية التقليدية لها تأثير سلبي على حياة الناس وأسلوب حياتهم. نحن، كممثلين لرجال الدين، نشأنا في إيماننا وتقاليدنا، وندعو إلى كل ما هو جيد وروحي، يجب أن نقدم خدمتنا ووعظنا للناس، ونذكرهم بأهمية وقيمة الحياة، ونزرع الخوف من الله، والمشاعر الطيبة مثل الرحمة في قلوب وأرواح المؤمنين، والاستجابة، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، وخاصةً، أعتقد أنه ينبغي علينا تنمية احترام الإنسان، بغض النظر عن عقيدته وأصله. بالنسبة لنا نحن المسلمين، فإن احترام الجنس البشري هو أمر به الله تعالى نفسه في القرآن الكريم : “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاختلاف أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ” سورة الروم الآية (30:22)؛ “يا أيها الناس! إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» سورة الحجرات –الآية (49: 13). وبالتالي، فإن تنمية احترام الإنسان، وعلى نطاق أوسع، للجنس البشري بأكمله، هو جزء من إيماننا، وأنا متأكد من أن هذا هو الطريق بالنسبة لنا جميعًا إلى مستقبل إبداعي، إلى تعايش متناغم بغير صراع بين الشعوب المختلفة. والثقافات الدينية.
إن واجبنا الأخلاقي كمؤمنين يرتبط دائمًا بواجب ديني، بتحقيق مصيرنا على الأرض، في عالم البشر. إحدى هذه المجالات هي مهمتنا لحفظ السلام، والدبلوماسية العامة والروحية، التي تتمثل أهدافها في حل النزاعات، والدعوة إلى نتيجة عادلة لأي مواجهة، والمسؤولية عن مصائر وحياة الناس، وخاصة المدنيين. وبالتالي، يمكن وصف أهداف خدمتنا الدبلوماسية بأنها تكون بمثابة جسر للصداقة والحوار، ووسيط بين الأطراف، لإقامة وتعزيز روابط الصداقة والتعاون المفيد.
إلدار حضرت نورإيمانوف : غالباً ما تسير محاولات التحريض على الكراهية بين الأديان وتدنيس الأضرحة جنباً إلى جنب
ومن الأراضي المقدسة، أعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ممثل عن الكنيسة الأرثوذكسية في القدس – مطران سبسطية ثيودوسيوس (عطالله حنا)، النائب البطريركي في أبرشية عكا والمناطق التابعة لها، رئيس محكمة الكنيسة في الأراضي المقدسة، عن تأييده لأفكار المنتدى،وأشار في كلمته بشكل خاص إلى الأحداث وقال:
أيها الأحباء أيها الأخوة والأخوات المشاركون في الإجتماع الأول للمنتدى الدولي لرجال الدين والمجتمع عبر الإنترنيت
أحييكم أيها الأحباء من رحاب مدينة القدس، وأود أولاً أن أهنىء جميع المحتفلين بعيد القيامة قائلاً : المسيح قام ، خريستوس فوسكريس
أود أن أعايد الكنسية الأرثوذكسية الروسية و وكل الكنائس الأرثوذكسية في العالم. رسالتنا اليوم وفي هذا العيد هي رسالتنا كما في كل عيد هي رسالة المحبة والاخوة والرحمة والإنسانية
إيماننا يعلمنا المحبة التي لاحدود لها، المحبة غير المشروطة. نحن نحب كل إنسان ونتمنى الخير لكل إنسان ونرفض مظاهر الكراهية والعنصرية بكافة أشاكلها وألوانها.
ما أحلى وما أجمل أيها الأحبة أن نلتقي في هذا الملتقى وفي هذا الإجتماع لكي نؤكد جميع ومن كل الاديان ومن كل المذاهب أننا أخوة في إنتمائنا الإنساني وكلنا خلقنا الله، الله في خلقة لم يميز بين إنسان وإنسان آخر ،كلنا مخلوقون بنفس الطريقة، ويجب أن نحب بعضنا بعضا وأن نحترم بعضنا بعضاً.
أتمنى أيها الأحباء أن تتحقق العدالة في فلسطين ، الفلسطينيون هم شعب متحضر ومثققف ، شعب يعشق الحرية والكرامة. هذا الشعب يستحق أن يعيش بسلام، ولذلك فلنرفع الصوت عاليا أيها الأحباء مطالبين بأن يتحقق السلام الحقيقي المبني على العدالة لكي ينعم شعبنا الفلسطيني في بلده بالحرية والإستقلال مثل باقي شعوب العالم .
ولكن هناك مطلب أساسي وهنالك مطلباً مهماً نشدد عليه في هذه الأيام وهو ما أكدته المرجعيات الروحية في القدس والمرجعيات المسيحية وخاصة في يوم القيامة وهو :
أننا نطالب بوقف الحرب في غزة لكي ينعم أهلنا في غزة بحياة أفضل، هم محاصرون ويتعرضون للموت والخراب، ونحن بدورنا وإنطلاقا من قيمنا الإنسانية والروحية نطالب بوقف هذه الحرب التدميرية التي يدفع فاتورتها الأبرياء والمدنيين وخاصة شريحة الأطفاال من أبناء شعبنا، نتمنى أن تتوقف كل الحروب في كل مكان في هذا العالم، ونتمنى أن تتوقف النزاعات في كل أرجاء العالم. نحن لانريد حروباً ولانريد قتلاً وموتاً بل نريد سلاماً ومحبة وأخوّة بين الإنسان وأخيه الإنسان.
في أوكرانيا اليوم وبسبب الحرب الدائرة هناك والتي نتمنى أن تنتهي ، هناك إضهاد وإستهداف للكنسية الأرثوذكسية الشقيقة والأصلية والعريقة في أوكرانيا والتي يرأسها سيادة المتروبوليت أنفوريوس، هناك إستهداف لهذه الكنسية، وإضطهاد لهذه الكنسية، هناك تنكيل بالأساقفة ورجال الدين ومحاولات لمضايقة هذه الكنسية القانونية والشرعية والتي نعترف بها، لذا نحن نطالبكم أيها الأحباء بأن تتبنوا موقفاً واضحاً يطالب بوقف الإضطهاد الذي تتعرض له الكنسية الأرثوذكسية في أوكرانيا، فهي الكنسية الأرثوذكسية الشرعية الوحيدة التي نعترف بها. يجب أن يتوقف هذا الإطضهاد.
في هذا الزمن الذي نسمع فيه الشعارات في الغرب عن حرية العبادة والتعبير وحريات مختلفة والخ ، نرى أن هناك صمتاً مطبقا على هذا الإنتهاك الخطير لحقوق الإنسان، إستهداقف كنسية مرتبطة بتاريخ أوكرانيا وهوية أوكرانيا، ونحن نعبر عن تضامننا مع هذه الكنسية ومع كافة رجال الدين فيها الملاحقين والمضطهدين فإننا نطالب بوقف بهذا الإضطهاد والإستهداف الذي يطالهم .
نحن نرفض أيها الأحباء أن يضطهد أي إنسان في هذا العالم بسبب إنتمائه الديني أو المذهبي أو العرقي أو بسبب لون بشرته. كل البشر هم أخوة في الإنتماء إلى البشري ، ولايجوز أن يضطهد أحد بسبب إنتمائه الديني.
أحييكم أيها الأحباء وأتمنى لهذا الملتقي التوفيق والنجاح ومن القدس لكم ألف تحية
المسيح قام
ومن جانب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، نقل السفير البابوي المطران أنتي جوزيتش، تمنياته، قائلاً في رسالته: “أطلب من الرب الرحيم البركات وجميع أنواع المرافق لمثل هذا الحدث المهم، حتى يتم العمل لصالح جميع الناس ذوي النوايا الحسنة باسم إقامة عالم عادل عالم العد والقبول “.
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس : لا أحد يجوز له إضطهاد أي أحد آخر بسبب إنتمائه الديني
تحدث كاهن كنيسة سيدة دمشق للروم الملكيين الكاثوليك “الروم الكاثوليك” الأب الياس زحلاوي (سورية)، معرباً عن دعمه الفاعل لمبادرات المنتدى لبناء السلام، وذكّر، من بين أمور أخرى، بالتجربة التاريخية الفريدة لسورية، حيث تم بناء نموذج للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين يستحق الإقتداء به، ثم تم نقله في القرن السابع إلى القدس ومصر والأندلس، حيث كان المسلمون والمسيحيون على مدى قرون وكان اليهود يتعايشون بمحبة وحسن جوار.
الأب إلياس زحلاوي : نحن نتطلع بفارغ الصبر إلى مستقبل يجلب لنا السلام والمحبة
وثمن الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية الدكتور محمد بشاري (الإمارات العربية المتحدة) عاليا مبادرات وأفكار المنتدى، كما أكد لزملائه دعمه الكامل ومشاركته في الأفكارالخيرّة المقترحة.
الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة : جميع الأديان تدافع عن قدسية الحياة وقداسة الأسرة
الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تحدث ممثلاً عنها الأسقف غينادي شكيل (أوكرانيا)، عميد كنيسة القديس بطرس. سيرافيم ساروف، أبرشية خيرسون في بدعوة للتدخل في الوضع الوحشي للاضطهاد الذي يتعرض له رجال الدين في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية وبقصة عن الفظائع التي تحدث ضد الكهنة الذين يؤدون واجبهم
برتويري غينادي شكيل – الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية: لا ينبغي على الدولة أن تضطهد أي دين
الدكتور حيدر عبد الله عصفور (العراق)، رئيس ممثلية الديانة الزرادشتية، إحدى الديانات القديمة، تحدث معرباً عن وجهات نظره حول الخلل الإنساني والسياسي والاجتماعي بسبب الاختلافات في الدين أو المعتقد، ودور رجال الدين في رفع الوعي العام بالسلام، كما أشاد بأهمية تشكيل لجنة دولية من الزعماء الروحيين للمساعدة في حل النزاعات الدولية والكوارث الإنسانية .
دكتور حيدر عبد الله عصفور : الوساطة ضرورية لوقف إراقة الدماء
إيفان زاخاروف، رئيس إدارة العمل مع دول الشرقين الأدنى والأوسط في الإدارة الموحدة للبث الخارجي لدى المجموعة الدولية للإعلام ” روسيا سيغودنيا”، تحدث عن اعتبارات مهمة حول خصوصيات التعاون في مجال خدمة المعلومات.
إيفان يوريفيتش زخاروف: لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء الأعمال المعادية للدين والمدمرة في عدد من البلدان
وقدم الفيلسوف والمؤرخ رئيس المؤسسة الدولية للفنون البروفيسور فلاديمير بولشاكوف (روسيا) عددًا من المقترحات العملية المبنية على خبرته في التقريب بين الأديان.
البروفيسور فلاديمير بولشاكوف: إن الحوار بين الأديان هو أحد أسس العالم العادل
وأعرب رئيس طائفة الأرمن البروتستانت القس الدكتور هاروتيون سليميان (سورية) عن دعم طائفته لهذه الأفطار وأكد أيضاً استعداده للمشاركة بفعالية في مهمة الوساطة من أجل عالم عادل.
القس الدكتور هاروتيون سليميان رئيس طائفة الارمن البروتستانت : الدين يعرف كيف يهزم المؤذي “العاض”، بالحب والرحمة والتفاهم
فلاديمير بوكارسكي (مولدوفا)، مؤرخ وعالم سياسي ورئيس المشروع الإعلامي “الحضارة الأرثوذكسية”، تحدث عن اضطهاد الأرثوذكسية في مولدوفا والاتجاهات الخطيرة في بلدان رابطة الدول المستقلة.
فلاديمير بوكارسكي : هناك هجوم عالمي من قبل الغرب الجماعي على الأديان التقليدية
موقف الزملاء من إيران عبر عنه سماحة السيد مرتضوي مساعد الشؤون الدولية لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، طرح محاور هامة مشيراً من خلالها إلى ضرورة التفاعل والعمل في هذا الإتجاه لتحقيق السلام والوئام ونبذ الحروب والنزاعات
سماحة السيد مرتضوي: الوحدة من أجل حياة الإنسان وروحه هي الأخوة بحد ذاتها
وتحدث نيابة عن منظمة دول التعاون الإسلامي(المملكة العربية السعودية).، مدير العلاقات الدولية والاتصالات باتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي، السيد أشرف حيدري (تونس).
مدير العلاقات والتواصل الدولي السيد أشرف حيدري: إن الحوار بين الأديان والثقافات هو الأساس لترويج السلام
الشيخ مشتاق باقر العيداني (العراق)، رجل دين، باحث في الشريعة الإسلامية، متخصص في حوار الأديان والمذاهب وتعزيز التعايش السلمي، قدم تقريراً موضوعياً حول موضوع “كيفية بناء السلام في المجتمع”.
فضيلة الشيخ مشتاق باقر العيداني : أساس بناء السلام هو الاحترام المتبادل للجوهر المشترك بين البشر
الشيخ الدكتور فارس السلمو الطائي – فيرهاد أبراموفيتش، سفير السلام العالمي الأمين العام المؤسس للمنظمة العالمية للسلام لبناء الإنسان والاوطان. (ألمانيا) عن خبرته الواسعة في أعمال حفظ السلام في مختلف بلدان العالم.
الشيخ الدكتور فارس السلمو الطائي، فيرهاد أبراموفيتش: في الدين، توجد الركيزة وتكمن القواعد الأساسية للسلام
وأيد مستشار المجلس السياسي الأعلى “صنعاء”، عضو رابطة علماء اليمن الشيخ الدكتور محمد طاهر أنعم المقترحات التي قدمها زملاؤه في قرارات الملتقى، كما أبدى استعداده للمساهمة بكل السبل الممكنة في تنفيذها.
الشيخ الدكتور محمد طاهر أنعم: نحن بحاجة ماسة إلى تشكيل إتحاد دولي حضاري
وحول روحانية بناء فلسفة السلام، طرحت عدد من الاعتبارات العميقة والأفكار العملية لفضيلة الشيخ الدكتور محمد البوكيلي (المملكة المغربية) – داعية إسلامي، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، باحث في مجال الحوار بين الحضارات والأديان، منسق ماجستير في الهجرة والثقافة والدين، كلية الآداب، جامعة الملك محمد الخامس.
فضيلة الدكتور العلامة محمد البوكيلي : لقد وصلنا إلى وضع أصبح فيه الناس يعيشون في حالة من فقدان الصواب “الجنون”.
كما وشارك في المنتدى الدكتور نزار الخالد رئيس اتحاد الاعلاميين الاسيوي الافريقي ، مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للتضامن مع شعوب اسيا و افريقيا، موجها رسالة للمشاركين جاء فيها:
شكراً جزيلاً للسيد الكسندر اولشيفسكي رئيس الغرفة والشكر موصول للسيد الدكتور نواف ابراهيم نائب الرئيس وجميع العاملين في الغرفة على الدعوة لهذا المؤتمر والإعداد والتنظيم المتميز ، ونتمنى النجاح والتوفيق والسداد لجميع دعاة السلام فوق كل أرض وتحت كل سماء وأن ينعم العالم كل العالم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والازدهار، معبرا عن استعد الاتحاد والمنظمة على الدعم والتعاون من اجل السير قدما نحو بناء عالم يعمه الأمن والسلام والإستقرار والوئام وحسن الجوار والتعايش بين الحضارات. و مؤكدا على ضرورة السير قدما في هذا الاتجاه لتحقيق هذه الغايات الانسانية الخيرة.
القضايا الإنسانية وحقوق الإنسان الحالية تناولتها كلمة ممثلي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي – الدكتور محمد بكار (تونس)، المحامي المستشار للمحكمة الجنائية الدولية، الأمين العام لإتحاد حقوقي الساحل و الصحراء، مستشار مجلس شيوخ ليبيا، رئيس جمعية محامي وحقوقي المتوسط، بالنيابة تحدث الدكتورة الميلادي (تونس) – أستاذة الاقتصاد والإدارة بجامعة قرطاج، مساعدة لدى المحكمة الجنائية الدولية، ممثلة اتحاد المحامين العرب في مجلس حقوق الإنسان بجنيف.
د. رتيبة الميلادي: أفضل القوانين والمفاهيم مأخوذة من أديان العالم
وتحدث أحد المبادرين الرئيسيين للمنتدى، وهو أقدم مفتي دول رابطة الدول المستقلة، ومفتي الرابطة الدينية الإسلامية في جمهورية بيلاروسيا أبو بكر حضرت شعبانوفيتش، عن التهديدات التي تواجهها الإنسانية من خلال محاولات إحياء الأيديولوجية النازية وأهمية الإنتباه إلى ذلك، في ذكرى مآسي الحربين العالميتين. كما قدم عددًا من المقترحات العملية لمقرر المنتدى، بما في ذلك الحماية الدولية للمقدسات الدينية والموافقة على وضع دولي خاص لرجال الدين، مما يضمن لهم أداء واجبهم دون عوائق في تقديم المساعدة الروحية لجميع المحتاجين.
المفتي العام لبيلاروسيا الشيخ أبو بكر حضرت شعبانوفيتش : هناك حاجة ملحة إلى وضع دولي خاص برجال الدين
تحدث الشيخ حسن حمدي ياسين الزكري (العراق)، رجل دين، مدير مكتب المؤسسة العراقية “التقريب والحوار” للنهج الثقافي الإنساني في البصرة، حول اهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والتربوية ومنظمات المجتمع المدني في نشر السلام والأخلاق الحميدة.
الشيخ حسن حمدي ياسين الزكري: هذا اللقاء المبارك يعزز ثقافة السلام والوئام
وقد طرحت أفكار ومقترحات عملية هامة للإقرار من قبل الأب مارتن هرمز داوود المتحدث الرسمي باسم ديوان اوقاف الديانات المسيحية و الايزيدية والصابئية (العراق).
الأب مارتن هرمز داوود: اليوم ،على رجل الدين أن يتحلى بالشجاعة وأن يواجه بجرأة الأفكار السامة
وأكد عالم الدين ومستشار العلاقات لرئيس الوقف السني في العراق، الشيخ نوفل الحمداني الدعم الكامل لمبادرات المنتدى في الشرق الأوسط والاستعداد لاستخدام كافة الموارد لتنفيذها.
الشيخ نوفل الحمداني: كل مشارك من بين الأخوة المحترمين في المنتدى يمكنه أن يقدم مساهمة كبيرة في إغناء الحوار الدولي
كما قدمت مقترحات هامة للبناء عليها من قبل ممثل وزارة الأوقاف السورية مدير مركز الشام الإسلامي الدولي لمواجهة الإرهاب والتطرف، والعمل على نشر قيم التسامح والوسطية الشيخ أحمد الأفيوني
الشيخ أحمد الأفيوني: إن هذا المنتدى يمثل مساعدة ودعماً مهماً وفي الوقت المناسب للشعب الفلسطيني المعذب
الدكتور خالد علي الجعمي (اليمن)، خبير في النظام القضائي والسياسة الشرعية، مستشار في التحكيم الدولي، رئيس مركز الإنصاف للحقوق والتنمية، مدير دائرة الأوقاف والإرشاد بالساحل، أيد أيضًا بشكل بناء ماتم تداوله من مقترحات وأفكار
الدكتور المستشار خالد علي الجعمي: الجهود الموحدة للمؤمنين من مختلف البلدان والأديان حققت نجاحًا مذهلاً في مواجهة أعداء السلام
وأشار رجل الدين وإمام مسجد الشيخ صالح الخطيب من لبنان محمد عماد الدين الشيخ صالح آل الشيخ في كلمته إلى الأهمية البالغة لاتباع مبادئ الأديان العالمية ونظام القانون الدولي القائم أصلاً عليها،وأعرب عن خالص امتنانه لقيادة الغرفة الإجتماعية الدولية وجميع منظمي هذا المنتدى الفريد من رجال الدين والمجتمع، مؤكداً على استعداده لأن يكون صوت العدالة والسلام، داعماً لكل مقترح يخدم الحرية والسلام للشعب الفلسطيني وكل الشعوب.
أرسل رسالة مكتوبة نظراً لعدم القدرة التقنية على التواصل عبر الفيديو جاء فيها :
أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد .
جئتُكم من حُضنِ جبلِ عكارَ اللبنانيِّ الدافئِ صوتاً مُحبَّاً للسلام وللشعوب العالمية وللديانات السماوية التي تدعو لوِحدةِ الخالق سبحانه وتعالى الذي قال في قرآنه الكريم بعدَ بسم الله الرحمن الرحيم:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد – اللَّهُ الصَّمَد – لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ – وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد} [الإخلاص ]
وفي قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ البقرة ]
صدق الله العلي العظيم
من هذا المَنطِقِ الإلهي الكريم جئتُ داعياً للمحبةِ والتضامنِ والتآلفِ والسلام بين شعوبِ العالم.
جئتكم لنبذِ التعصُّبِ والنفاقِ والمصالحِ الشخصيةِ الضَّيقة التي كانت وما زالت سبباً في امتصاص دماءِ الشعوبِ وتخلُّفِها، بلْ وقتلِها ودفنِها في مقابرِ التاريخِ الجماعية، والدليلُ على ذلك ما جرى ويجري في غزةَ العربية المناضلة الصامدة، وما جرى في بلدي لبنانَ وشقيقاتِ بلدي سورية والعراق وليبيا وتونِس وعدِّدْ ولا حرج.
لقد عانينا ونعاني من الظلمِ والقهرِ الدوليَيْن والقتلِ والتشريدِ وتمزيقِ الصفِّ العربي، وغيرِ العربي في روسيا وأوكرانيا وإيران وأفغانستان وفنزويلا وكوبا و و و .
منذُ فجرِ التاريخِ والإنسانُ يقتلُ أخاه الإنسانَ وقصةُ قابيل كيف قتلَ أخاهُ هابيل تحدَّثتْ عنها الكتب السماوية ( التوراة والإنجيل والقرآن الكريم).
ومن يقرأْ التاريخ ومفرداتِه الكثيرة يجدْ كيفَ غزَتْ الشعوبُ القديمة بعضَها بعضاً من آشوريين وحثِّيينَ وفراعنة وآراميين في الشرق ، ولم تكن أوروبا بعيدةً عن هذه الأحداث قديماً وحديثاً، وكيف قامت الصراعاتُ في مقدونيا والبلقان قبل الميلاد، وغزواتُ الاسكندر المقدوني بارزةً للعيانِ في عام 332 قبل ميلاد السيد المسيح، وكيفَ استطاعَ أن يحطِّمَ الإمبراطوريةَ الفارسية وأن يحتلَّ آسيا الصغرى (تركيا حاليا) وانتقلَ إلى بلاد الشام، وفتحَ معظمَها بالقوة، وانتقل من سورية ولبنان وفلسطين إلى مصر فاحتلَّها ونُصِّبَ عليها فرعوناً.
وكيف اتجهَ إلى العراق فبلادِ فارس وصولاً إلى السند وغرب الهند، وبعد هذه الفتوحات العظيمة التي فتحها تقاسَمَ قُوّادُهُ إمبَراطوريَّتَهُ وتحاربوا ضدَّ بعضُهم البعض.
ويأتي دورُ روما لتَحِلَّ محلَّ المقدونيين اليونانيين ليسيطروا من جديدٍ على هذا العالم، وتبقى النزاعاتُ مستمرةً بين الفرسِ والرومانِ حتى قامت الدولةُ العربية الإسلامية فقضَتْ على الإمبَراطوريَّتَيْن السابِقَتَيْن.
ونظراً للجَشَعِ والقتْلِ والمصالحِ الشخصيةِ تمزَّقَتْ الإمبراطوريَّة العربية، وظهرَتْ أمريكا وظهرت النازية في ألمانيا وكان من نِتاجِها الحربُ العالميةُ الأولى والثانية، وها هي الحرب العالميةُ الثالثة تبْرُزُ عَضَلاتِها في أوكرانيا والشرق الأوسط، وكان مِن ذلك ردَّةُ الفعلِ الروسية المباركة في العملية الخاصة بقيادة الرئيس بوتين حفِظَهُ الله، وطوفانُ الأقصى في غزة والخطوات المباركة التي قادَها سيادة الرئيس بشارالأسد في سوريا ضدَّ العنجهية الدولية والاستعمارِ البغيضِ الذي يريدُ أن يَبْقى متسلِّطاً على العالم .
من خلالِ هذه المقدِّمة المُقْتَضَبَة نلاحِظُ أيها السادة ما عانَيْناهُ وما زلنا نعانيه، فلا بدَّ لرجال الدين من أن يكونَ لهم الكلمة المؤثرة في هذه الظروفِ الصعبة وأن يدعوا إلى الخيرِ والمحبةِ والسلام لكل شعوبِ الأرضِ حتى نرتقي في ديارِ الله إخوانا.
دَعونا ننطلِقْ من أَحَدِ مصادرِ التشريعِ الأساسية في القانون الدولي التي اعتمَدَتْهُ الأمم المتحدة وصَوَّتَتْ عليهِ غالبيةُ دولِ العالَمِ بعدَ مداولاتٍ استمرَّتْ مدةَ سنتين وهو عهدُ الإمامِ عليٍّ عليهِ السلام لمالكِ الأَشتر.
يُعتبر هذا العهد مدرسةً في فنِّ التعامُلِ معَ كافةِ الناس بأنَّهم أُخوةٌ، حيثُ قال الإمام علي عليه السلام :”وأَشْعِرْ قلبَك الرحمةَ للرعية ، والمحبةَ لهم، واللُّطْفَ بِهِم، ولا تَكونَنَّ عليهم سَبْعاً ضارياً تَغْتَنِمْ أكلَهُمْ؛ فإنهم صِنفان: إمّا أخٌ لكَ في الدين، وإما نَظيرٌ لكَ في الخلق، يُفرط مِنهم الزلَل، وتُعْرَضُ لَهم العِلَل، ويُؤتَى على أيْديهِم في العَمْدِ والخطأ، فأَعْطِهِم من عَفْوِكَ وصَفْحِكَ مِثْلَ الذي تُحِبُّ وترضى أن يُعطيكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وصَفْحِهِ؛ فإنَّكَ فوقَهُمْ، ووالي الأمرِ عليكَ فوقَكَ، واللهُ فوقَ مَنْ وَلّاكَ. وقد اسْتَكْفاكَ أَمْرَهُمْ وابْتلاكَ بهم. ولا تُنَصِّبَنَّ نَفْسَكَ لِحَربِ الله ؛ فإنهُ لا يدَ لَكَ بِنَقْمَتِهِ، ولا غِنى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ ورَحْمًتِه…”(نهج البلاغة).
فإذا جازَ لي أنْ أقولَ قولاً مُوجِزاً في هذا الصدد، فإنّي أُشيرُ إلى أنّه يَصْعُبُ على المرءِ أن يَجِدَ اختلافاً بينَ قانونِ الإمام والوثيقة الدُّوَليّة هذه من حيثُ الروح والأُسس، فليس من أساس في وثيقة حقوقِ الإنسان التي نشَرَتْها هيئةُ الأُمَمِ المتّحدة إلاّ وتَجِدْ له مثيلاً او ما يَزيدُ عنه في دستورِ الإمام علي (عليه السلام).
وفي هذا الصدد أُقَدِّمُ لكم مقارنةً تفصيليةً في ما نَشَرَتْهُ جامعةُ الدولِ العربية للمبدأِ الأولِ والذي يُعْتَبَرْ أَجَلَّ ما في وثيقة الأمم المتحدة: “يولَدُ الناسُ أحراراً متساوينً في الكرامةِ والحقوق، مزوَّدينَ بالعقلِ والضميرِ، وعليهم أن يعامِلوا بعضُهم بَعْضاً بروحِ الأُخوّة”
كتاب صوت العدالة الانسانية
أبتدِئُ في الشق الأول من هذا المبدأ “يُولَدُ الناسُ أحراراً متساوينَ في الكرامةِ والحقوق” يقول الإمام علي عليه السلام :”لا تَكُنْ عَبْدَ غيرِكَ وقد جَعَلَكَ اللهُ حُراًّ”، ويقولُ أيضا :”اَلْحَقُّ لاَ يَجْرِي لأحَدٍ إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ، وَلاَ يَجْرِي عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ”، هذه الآياتِ العَلويَّةِ الرفيعةِ توافِقُ الشِّقَّ الأولَ من الوثيقة روحاً ونصاً وليس في هذا المبدأ العلوي ما يحتاجُ إلى توضيح.
وفي الشقِّ الثاني من هذا المبدأ “مُزوَّدينَ بالعقلِ والضمير” وهو ما يتجلّى في قولِهِ لأحد خصومِه: “وقدْ أَذِنْتُ لَكَ أَنْ تكونَ مِنْ أمرِكَ على ما بدا لك”. فرغم السلطةِ التي كانت بيدِ الإمام عليه السلام ، فإن إيمانَهُ بمبدأِ أنَّ الإنسانَ حرٌ هو الذي جَعَلَهُ يُعطي خصْمَهُ حريةَ الاختيارِ وإقرارِهِ باختلافِ العقولِ والضمائِرِ، وهو ما يَتَجَسَّدُ في قولِه: ” وليسَ لي أنْ أَحْمِلَكم على ما تكرهون”. وفي قولِه أيضاً :”لم تكونوا في شيءٍ من حالاتكم مُكْرَهين “. وهنا يُخاطِبُ الناسَ جميعاً ، الصديق والعدو والمحب والمبغض دون استثناء، وفي قولٍ له يتوجهُ فيه إلى الآباء :” لا تُقْسِروا أولادَكم على أخْلاقِكم فإنّهُم مولودونَ لزمانٍ غيرِ زمانِكم”. وفيهِ إشارةٌ هنا إلى تخليصِ الأبناءِ بما يُفْرَضُ عليهِمْ منَ النَّزعَةِ الأَبَوِيَّةِ والإِكْراهِ على أنْ يَنْشأ َأبناؤهم على ما نشأوا عليهِ من الميولِ وبعضِ العادات، فالحريةُ في قانون الإمام علي عليه السلام لا يمكن تَقْييدُها حتّى بشروطٍ يَضَعُها الآباءُ قَسْراً على أبنائهم.
أمّا الشقُّ الأخيرُ من هذا المبدأ “وعليهِم أن يعامِلوا بعضُهم بعضاً بروحِ الأُخوّة”. فإنّنا نجدُ في عهدِهِ إلى الأشتر النخعي هذه القاعدة التي رسّخَتْ مفاهيمَ الأخوَّةِ الإنسانية بأقوالِهِ وأفعالِهِ، حيثُ قال: “الناسُ صنفان: إمّا أخٌ لكَ في الدين أو نظيرٌ لكَ في الخلق”، وقولُه في غير المسلمين:”أموالُهم كأموالِنا، ودِماؤهم كدِمائِنا” لذلك كان عليه السلام منارةً من القيمِ والأخلاقِ التي جسّدَها في سلوكِهِ فكان ملجأً للمسلمينَ وغيرِ المسلمين، واتّسع قلبُهُ للسائلين.
أتقدم بخالِصِ تقديري للسيد ألكسندر أولشيفسكي الرئيس المشارك للغرفة الاجتماعية الدولية دورة ٢٠٢٠-٢٠٢٥ والشكرُ موصولٌ للمفوضِ عنه مساعد رئيس الغرفة الاجتماعية الدولية لشؤونِ تطويرِ التعاوُنِ الدُّوليّ والتفاعلِ مع المؤسسات الإعلاميةِ الدكتور نواف ابراهيم
ولكافةِ القيّمينَ على العملِ الإستثنائيّ في هذا المنتدى الدوليّ الأول للزعماءِ الروحيّين ورجالِ الدين . وإنني كمشاركٍ في هذا اليوم سأكونُ صوتَ عدالةٍ وسلامٍ ، ومعَ كلِّ مُقترَحٍ يَخْدُمُ الأمم بِحريةٍ وسلام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد عماد الدين الشيخ صالح الخطيب
العبودية/ عكار/ لبنان
الشيخ محمد عماد الدين الشيخ صالح الشيخ : المنتدى الدولي لرجال الدين والمجتمع هو صوت العدالة والسلام
الكاتب الدكتور نواف إبراهيم (سورية)، مساعد رئيس هيئة رئاسة الغرفة الدولية العامة، الكاتب، مدير الترويج للمشاريع الدولية في المجموعة الدولية للإعلام “روسيا سيغودنيا،”سبوتنيك”، والذي قدم مساهمة كبيرة في تنظيم هذا المنتدى، تقدم بالشكر لجميع المشاركين وتحدث حول الفعاليات الأخرى المخطط لها تحت رعاية المنتدى والخطوات اللازمة لتوسيع جغرافيتها.
الدكتور نواف إبراهيم: يستطيع رجال الدين والمجتمع أن يحققوا الكثير فيما عجزت عنه الدبلوماسية الرسمية لتحقيق السلام
كما حضر المناقشة رئيس مجلس الخبراء في الغرفة الإجتماعية الدولية البطل الأولمبي في المبارزة الحائز على 5 ميداليات أولمبية بطل العالم 10 مرات ألكسندر رومانكوف (بيلاروسيا)، ورئيس مؤسسة القدس الدولية الشيخ ياسين حمود (فلسطين). الدكتور عبد الله مطير الشريكة أمين سر اللجنة العليا لتعزيز الوسطية، مدير مركز تعزيز الوسطية ، مجلس الوزراء (الكويت)، الرئيس الأول لبرلمان أوسيتيا الجنوبية البروفيسور كوستا دزوجاييف وغيرهم من الضيوف الكرام.
وفي تلخيص المناقشات، أشار المشاركون إلى أن بدء المنتدى المشترك بين الأديان لرجال الدين والمجتمع “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين” يعد حدثًا تاريخيًا ذات أهمية إنسانية كبيرة، إن القرار الذي تم اتخاذه لمنحها مكانة منصة حوار دولية دائمة بتشكيلة نوعية عالية من المشاركين، بالإضافة إلى مناخ الثقة والتفاهم المتبادل والرغبة المشتركة في تعميم الخير والسلام، يجب أن يضمن فعاليتها العملية العالية في خدمة الصالح العام.
وعقب الاجتماع، حدد رجال الدين والشخصيات العامة المشاركة الخطوات العملية التالية لعام 2024 واعتمدوا مقرراً ختامياً للجلسة تلاه الرئيس المشارك للغرفة الإجتماعية الدولية ألكسندر أولشيفسكي.يعكس مقاربات الحماية الدولية للأضرحة التي تعتبر ملكية عالمية، وموقفًا بشأن تجريم الملاحقات والتنكيل والاضطهاد بسبب الإيمان، وكذلك بشأن قمع مثل هذه الإجراءات والعقوبات المفروضة عليها، ورأي عام حول الحاجة إلى تنحية مثل هذا العبث جانبًا، الخلافات والأطماع باسم التعاون لإنقاذ حياة الناس، كما تم تسجيل اتجاهات التفاعل بين الأديان، والمبادرة بشأن الوضع القانوني الدولي الخاص لرجال الدين، والأفكار المتعلقة بتطوير الخدمة الدبلوماسية والإعلامية لرجال الدين كعنصر من عناصر الواجب الرعوي، كما تم تحديد الخطوات اللازمة لتشكيل بعثة وساطة بين الأديان من أجل السلام العادل، والتي ستعمل على تطوير عملية التفاوض والتفاعل مع أطراف النزاعات المسلحة، في المقام الأول في الأراضي المقدسة وعلى أراضي أوكرانيا.
كما قرر المشاركون في المنتدى إرسال بيانات منفصلة إلى المنظمات الدولية مع مطالبة بقمع اضطهاد رجال الدين الأرثوذكس على أراضي أوكرانيا واتخاذ تدابير عملية لضمان أمن المزارات الرئيسية للديانات الإبراهيمية في فلسطين.
الغرفة الإجتماعية الدولية “منتدى الأديان” 2024
إجتماع عبر الإنترنت للمنتدى الدولي “المشترك بين الأديان” لرجال الدين والمجتمع
تحت عنوان “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين”
07 مايو/آيار 2024
تبادلًا وتقديرًا كبيرًا للمبادرة النبيلة للغرفة العامة الدولية، الموضحة في خطابها خلال شهر رمضان المبارك والصوم الكبير، توصل المشاركون في المنتدى المشترك للقادة الروحيين والمجتم “من أجل سلام عادل وحماية المؤمنين”، إلى تفاهم متبادل حول ضرورة توحيد الجهود في حل القضايا الإنسانية الملحة.
ومن خلال اعتناقنا لوجهات نظر دينية وسياسية مختلفة، وكوننا نمثل 34 دولة و5 ديانات مختلفة، فإننا متحدون في دعم القيم الإنسانية العالمية، وفي سياق المناقشات الهادفة والمثمرة، حددنا عددًا من المواقف المشتركة على النحو التالي:
أولاً: الحياة هبة مقدسة وواحدة من أسمى القيم من وجهة نظر جميع الأديان التقليدية. إن التعاون باسم إنقاذ حياة الناس اليوم هو أهم وأنفع واجب على رجال الدين والشخصيات العامة.
ثانياً: يظل الإيمان مشتركًا بين الناس حتى على طرفي الصراع المسلح.
إذ أنه عندما يفتقد المنطق السليم والقدرة على التفاوض في السياسة، وينتصر بغض البشر والطموحات الانتحارية، فإن الإيمان والوصايا الدينية فقط هي التي يمكن أن تصبح الأساس للتفاهم المتبادل والتسوية، ووقف الحروب والمتاعب والدمار.
إن الأديان التي بنيت الحضارة على وصاياها على مدى قرون، هي التي يجب أن تنقذها اليوم، وأن تصبح أيديولوجية لحسن الجوار ومواصلة التطور. لقد حان الوقت لكي يتذكر رجال الدين واجبهم الرعوي ويقوموا به باعتبارهم الوسطاء والمصالحين الرئيسيين.
ثالثاً: إن اضطهاد الناس بسبب عقيدتهم، واضطهاد رجال الدين، وتدنيس الأضرحة والمقامات الدينية أمور غير مقبولة في المجتمع الحديث، وهي جريمة دولية مخزية للغاية ويجب على المجتمع الدولي قمعها بقسوة، ويجب على المبادرين والمشاركين في مثل هذه الاضطهادات أن يتحملوا المسؤولية غير المشروطة عنها وأن يخضعوا لعقوبات دولية شخصية.
رابعاً: في سياق النزاعات المسلحة، تنشأ تهديدات إضافية للمؤمنين، ومخاطر الخسارة وتدنيس وتدمير الأضرحة، وانخفاض مستوى الأمن للحجاج، ومن هنا فيما يتعلق بهذه القضايا، تظهر هناك حاجة ملحة للتفاعل المستمر بين الأديان، وتبادل المعلومات والخبرات، والدعم التنظيمي المتبادل لرجال الدين “القادة الروحيون” من مختلف الأديان والمجتمعات.
خامساً: إحدى المشاكل الكبرى اليوم هي محاولات القوى المدمرة تحويل النزاعات اللحظية في السياسة الخارجية إلى منظور المواجهات بين الأديان والأعراق، لإشعال نار العداء المدمرة بين المؤمنين من مختلف الأديان، ولذا فإنه من الواجب الأخلاقي لرجال الدين أن يتحدوا للعمل على منع هذه الإساءات التجديفية لحالات الإيمان.
سادساً: المقامات الدينية، حتى لو وجدت نفسها في منطقة قتال، تظل تراثًا عالميًا وتراثًا روحيًا. ويجب توفير الحماية الدولية لها، بغض النظر عن التغييرات في الأنظمة الوطنية والابتكارات التشريعية والظروف المحلية.
سابعاً: إن المنتدى المشترك بين الأديان لرجال الدين والمجتمع “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين” له أهمية كبيرة ويجب أن يصبح منصة حوار دائمة في مجال الخدمة الدبلوماسية وحفظ السلام، والتي ستترجم الأفكار الجيدة التي تم التعبير عنها في اجتماعاته إلى إجراءات عملية.
ثامناً: في إطار المنتدى باعتباره منبراً للحوار الدائم، سيتم تشكيل مجالس ولجان إشراف بين الأديان تعمل على تطوير التعاون والمساعدة المتبادلة بين رجال الدين والمجتمع :
• حماية المؤمنين من الاضطهاد.
• لحماية المقامات.
• التأكد من سلامة الحجاج.
• التصدي لتأثير التيارات الهدامة والحركات المتطرفة.
• الخدمة الإعلامية لرجال الدين.
تاسعاً: في إطار المنتدى باعتباره منصة حوار دائمة، سيتم تشكيل بعثة وساطة بين الأديان من أجل عالم عادل، لتطوير عملية التفاوض والتفاعل مع أطراف النزاعات، في المقام الأول في الأراضي المقدسة وعلى أراضي أوكرانيا.
عاشراً: في الظروف الحديثة، يتم تنفيذ الأنشطة والمهام المهنية لرجال الدين بشكل متزايد مع تعرض حياتهم وصحتهم وسلامتهم للخطر، مما يجعلها على قدم المساواة مع المهن ذات المكانة الخاصة وعلى خط واحد مثل الدبلوماسي والصحفي والطبيب، رئيس البعثة الإنسانية .
لقد أصبح من الضروري إنشاء وضع دولي خاص لرجال الدين إلى الجميع ، مما سيضمن الوصول دون عوائق إلى الرعايا، وتوفير المساعدة الروحية للمحتاجين، وإقامة الشعائر والطقوس، وسيمنع أيضًا التدخل في أنشطته الرعوية، ونحن نعتبر أنه من الضروري اعتماد قانون نموذجي للأمم المتحدة بشأن الوضع الدولي الخاص لرجال الدين، بالإضافة إلى توصيات لإدراج القواعد ذات الصلة في النظم التشريعية الوطنية.
الحادي عشر: نعتبر أنه من الضروري العمل بشكل مشترك على تطوير الخدمة الإعلامية والدبلوماسية لرجال الدين، من أجل التعبير بشكل أكثر وضوحًا وتأكيدًا عن موقف الأديان التقليدية ونقله بشكل أكثر فعالية باستخدام جميع وسائل الاتصال الحديثة، وتزويد المؤمنين بالمساعدة والتعليمات الرعوية في الوقت المناسب.
الثاني عشر: نعتقد أنه من المهم إرسال بيانات من المشاركين في المنتدى إلى المنظمات الدولية والحكومات الوطنية للمطالبة بوقف اضطهاد وملاحقة رجال الدين الأرثوذكس على أراضي أوكرانيا واتخاذ إجراءات عملية لسلامة مزارات الديانات الإبراهيمية على أرض فلسطين.
وإننا ندعو الزعماء الروحيين والشخصيات العامة من جميع أنحاء العالم إلى تجاوز الخلافات العقيمة من أجل الدفاع المشترك عن الإيمان والقيم والأسس التقليدية التي يأمر بها. وبروح منفتحة، ندعو الجميع إلى التعاون في إطار المبادرات تحت رعاية المنتدى وأعمال الخير المشتركة.
المنتدى الدولي لرجال الدين والمجتمع “من أجل السلام وحماية المؤمنين”
الغرفة الإجتماعية الدولية /موسكو 07.05.2024
نص رسالة الغرفة إلى المشاركين :
الغرفة الاجتماعية الدولية “الغرفة الدولية العامة” الدور التشريعي ل2020-2025
هيئة الرئاسة
تاريخ 10.05.2024
رقم 375/19م
زملائنا الأعزاء، السلام عليكم
نعرب عن احترامنا لكم بالنيابة عن الغرفة الاجتماعية الدولية ونعبر عن خالص امتناننا لخطبكم الهادفة ومشاركتكم الغنية في مناقشات المنتدى المشترك بين رجال الدين والمجتمع : “من أجل السلام العادل وحماية المؤمنين”، الذي عقد في 7 من شهر مايو/ أيار 2024.
كما نتقدم منكم بخالص الشكر والتقدير على دعم هذه المبادرة الجيدة ولجميع الزملاء الذين لم يتمكنوا لأسباب فنية أو غيرها من الاتصال بالاجتماع عبر الإنترنت، ولكنهم شاركوا بالأفكار التي تم التعبير عنها في المنتدى.
نحن نقدر عالياً تعاونكم وحكمتكم وخبرتكم وتفاعلكم الموثوق، إذ نتطلع إلى مشاركتكم في فعاليات المنتدى التالية التي ستعقد طوال فترة عام 2024، بما في ذلك تفعيل مهمة الوساطة بين الأديان من أجل عالم عادل ومن هنا نرسل إلى مقاماتكم الكريمة جميع المواد الناتجة عن عمل المنتدى، وسنكون سعداء بتلقي مبادراتكم واقتراحاتكم. كما ونغتنم هذه الفرصة، كي نؤكد لكم أنكم ستكونون دائمًا ضيوف الشرف الأعزاء لدينا في أي فعاليات أخرى للغرفة الاجتماعية الدولية.
مع التمنيات الطيبة،
ألكسندر أولشيفسكي، رئيس هيئة الرئاسة للغرفة الاجتماعية الدولية
الدكتور نواف إبراهيم، مساعد رئيس هيئة الرئاسة للغرفة الاجتماعية الدولية
موسكو 10 مايو/ أيار 2024
رابط االمحتوى المنقول عن الروسية على موقع الغرفة الإجتماعية الدولية
رابط تسجيل فيديو كلمات المشاركين في المنتدى:
https://www.youtube.com/@op-soyuz
رابط مقررات المنتدى
د.نواف إبراهيم مجلس إدارة الغرفة الإجتماعية الدولية.
خاص وكالة رياليست.