أنقرة – (رياليست عربي): ذكر مصدر في المعارضة السورية أن الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المتحالفة معه قد يطلق اليوم الثلاثاء عملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، طبقاً لوكالة “نوفوستي” الروسية.
إنذار خطير
بعد أن خرجت هذه المعلومات، تكشف بكل وضوح انسحاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قمة غلاسكو بالأمس، وعاد على وجه السرعة إلى أنقرة، متذرعاً بخلافات مع بريطانيا، إلا أن الواقع يبين أن إطلاق المعركة اليوم سيفتح كل الخيارت وكل السيناريوهات الممكنة، فمن جهة تم تحديد منطقتي أعزاز في شمال حلب، وتل أبيض في ريف الرقة في الشمال الشرقي من سوريا، وهذا يعني فتح جبهتين كل واحدة منهما على حدى، فضلاً عن أن جبهة أعزاز تحيط بها وعلى مقربة منها الكثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، إلى جانب أن اتفاق أعلن عنه مؤخراً يقضي بانتشار الجيش السوري في مناطق سيطرته بالشرق السوري وتحديداً منطقة عين عيسى الاستراتيجية والتي هي أيضاً تتبع لريف الرقة ما يعني قرب المعركة إن حصلت من نقاط حساسة قد تشعل أكثر من جبهة خاصة وإن تم استهداف نقاط خارج مواقع قوات سوريا الديمقراطية – قسد.
بالتالي، المنطقة أمام سيناريو خطير، لعل جوابه تحدد مع انسحاب أردوغان من القمة، بعد معلومات تحدثت عن أن في نية الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، توجيه إنذار وتحذير لنظيره التركي ضد ما سمّي مواقفه المتهورة، والتي من ضمنها العملية العسكرية على قسد، هذا من جهة.
من جهةٍ أخرى، تنظيم قسد موالٍ للقوات الأمريكية، ما يعني أن ثمة تقاطع مصالح فكيف سيحيد أردوغان من عدم المساس بالمصالح الأمريكية في المنقطة وهي على تماس مباشر مع المناطق الكردية التي يتشاركونها، فهل تخلت واشنطن عنهم وتركتهم لمصيرهم؟ وهل فعلاً لا يمكن لأردوغان الإقدام على هكذا عمل دونما ضوء أخضر أمريكي؟
التحليلات كثيرة، لكن لا يمكن تحديدها بالشكل الصحيح، لأن ثمة “قطبة مخفية” تبين أن هناك خلاف ما بين أنقرة وواشنطن، وأن تركيا تتصرف منفردة وهذا غير صحيح.
توسيع النفوذ
إن غاية العملية العسكرية التركية ليست ضرب الأكراد أو الحفاظ على الأمن القومي التركي، بل إن عين تركيا منذ زمنٍ بعيد على مناطق حيوية واستراتيجية تريد الاستحواذ عليها بأي شكل، وبعد فشل وكلائها من الجماعات الإرهابية المسلحة لم يبقَ أمامها سوى العمل العسكري عسى ولعل أن تنجح في مسعاها مبدئياً.
لدى تركيا ثلاثة مناطق استراتيجية تسعى لها لتأمين حدودها، وهي تل رفعت ومنبج وعين العرب، إذ أن هدف العملية العسكرية بحسب الرواية التركية هي صد قسد مسافة 30 كلم إلى الوراء من مناطق تواجدها، فهذه المناطق حيوية بالنسبة لانقرة لجهة تأمين المناطق المحاذية لها، لصد أي هجمات محتملة للاكراد، فضلاً عن أن هذه المناطق تشكل للمعارضة المسلحة التابعة لنظام (أردوغان) نقطة انطلاق ليس فقط ضد الأكراد بل ضد نقاط الجيش السوري خاصة في مناطق ريف حلب.
أيضاً تريد تركيا من الاستحواذ على تلك المناطق لقطع صلة قسد مع عفرين خاصة بسيطرة تركيا على منطقة تل رفعت، أما السيطرة على منبج فهي تحول دون توسيع قوات الجيش السوري لنفوذه في الخارطة العسكرية على حساب بقية الفاعلين وتحديداً المعارضة المسلحة، حيث يستخدم ذلك الإنجاز العسكري في الضغط عليها خلال العملية السياسية.
السيناريوهات متعددة وخطيرة، لكن ودون أن تدري تركيا قد توحد جبهة الأكراد مع دمشق، وقد يدخل لاعبون على خط المعركة لم يكونوا في حسابات السياسة التركية، فماذا سيكون موقف روسيا ومعها الولايات المتحدة.. هذا ما سيتبين في الساعات القليلة القادمة.
خاص وكالة رياليست.