بغداد – (رياليست عربي): استنفرت الأذرع السياسية للفصائل المسلحة في العراق أتباعها لتعزيز وجودهم أمام المنطقة الخضراء وسط بغداد، ضمن الاعتصامات الجارية احتجاجاً على نتائج الانتخابات، وذلك مع قرب إعلان القضاء حكمه في الطعون المقدمة ضد النتائج، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
يأتي هذا الاستنفار على خلفية اقتراب موعد حسم النتيجة التي تم تقديمها، بعدما لقيت الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي معارضة واسعة من قوى تمثل الفصائل المسلحة، ويشارك أنصارها منذ نحو أسبوعين في احتجاجات عمت العاصمة بغداد.
ودخلت أزمة نتائج الانتخابات العراقية التي أجريت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مراحلها الأخيرة عقب بدء السلطات القضائية في البلاد، البت في الطعون المقدمة لها، خلال المدة المحددة وهي 10 أيام فقط.
التهديد بالمقاطعة
يبدو أن التصعيد الذي تمارسه الأحزاب السياسية العراقية لن يتوقف، خاصة مع الإيعاز للموالين لهذه الأحزاب التجمهر في حال خرجت النتائج غير مرضية، وهذا ما هو متوقع، ما يعني أن العراق مقبل على تصعيد شعبي كبير قد ينمو ويتطور ويتحول إلى حرب أهلية وقتال، وأكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري، أن اللجوء لمقاطعة العملية السياسية بالكامل بات خياراً مطروحاً للتحالف، مضيفاً في بيان، رفضهم فرض الإرادات وقد نلجأ لمقاطعة العملية السياسية بالكامل إذا لم تعالج الطعون بشكل حقيقي وجاد، مبيناً أن “ممثلة الأمم المتحدة تتحكم بالمفوضية ولها دور سلبي وتدخلات خارج نطاق عملها.
بالتالي، هذا بحد ذاته تلويح تصعيدي يبدو أنه إجراء تمت الموافقة عليه مسبقاً.
وبينما تشير المعلومات حيال استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي إلى هذه الفصائل تحت ذريعة إرسالة رسالة أولى، يبدو أن الرسائل ستتكرر وتتوسع، حتى الولايات المتحدة لم تسلم من التهديدات، محذرين إياها من مغبة محاولة اغتيال أي شخصية قيادية تابعة لهم تحت ذريعة تورطها بعملية الاغتيال تلك.
إلا أن نتائج الطعون لن تحقق من أمرها شيء وستبقى الفروقات طفيفة والغلبة للأحزاب التي صعدت منذ البداية، وكأنه قرار محسوم بإبعاد الأحزاب السياسية الموالية لإيران عن المشهد السياسي العراقي، وهذا مع النتائج سيكون أمر واقع من الناحية النظرية، إلا أن الناحية العملية تبين أن الوضع سيخلق أزمات جديدة إضافية إلى أزمات العراق، ما يعني أن البلاد ذاهبة نحو التفكك، ما قد ينذر باحتمالية مطالبة قوى كبيرة بالتدخل لحسم الصراع المتوقع حدوثه.
من هنا، إن مواقف المعترضين ضعيفة ولن يكون رفع السلاح هو الحل، بل لتخريب المستجدات في هذا الخصوص، فإما ستشهد نتائج الطعون تعطيلاً جديداً لخلق موازنة بين جميع مشارب العراق، تحصيل مكاسب سياسية جديدة أو الأمور لن تُحسم وستشهد البلاد موجة عنف لم يسبق لها مثيلاً.
خاص وكالة رياليست.