باريس – (رياليست عربي): مؤتمر المناخ الذي افتتح يوم الأحد في شرم الشيخ- مدينة السلام، بأرض الفيروز- سيناء، والذي ينظر إليه العالم أجمع بكل أركانه الأربعة بأهمية بالغة وخطيرة.
بطيئاً معقداً وغير فعال، الذي تحكم واتسمت به العديد من الأنشطة ونتائج المؤتمرات السابقة حول المناخ، وان معظم الدول لا تحترم التزامها بالحفاظ على مقياس الحرارة دون المستوى المشؤوم البالغ درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن.
من هذا المنطلق، هل يستطيع COP27، ومن مدينة شرم الشيخ “مصر” إنقاذ كوكب الأرض؟
منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، تخللت مؤتمرات الأطراف [مؤتمر الأطراف لمؤتمر الأطراف] المناقشات حول المناخ على المستوى الدولي، يُفتتح مؤتمر COP27، اليوم الأحد 6 نوفمبر وحتى 18 منه، في شرم الشيخ في مصر تحت رعاية الأمم المتحدة بحضور 200 دولة، وكذلك بحضور الشركات والمنظمات غير الحكومية والعلماء والصحفيين، أكثر من 40 إلف مشارك، وأغلب رؤساء وملوك دول العالم، تحت رعاية الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، والحكومة المصرية.
التحديات والانتقادات
من المفترض أن تستجيب هذه الجماهير الكبيرة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، ومع ذلك يتم تمييزها بانتظام بسبب افتقارها إلى النتائج، يتجلى ذلك في كم الانتقادات التي وجها الخبراء والباحثين والمهتمين التي وصفت مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ بأنها “آلات الغسل الأخضر، لا تعني حقاً تغيير النظام”.
وأحد أهم الأسباب الرئيسية لهذه الانتقادات هو أننا لا نرى الآثار الملموسة للالتزامات التي تم التعهد بها “هناك نقص في المتابعة والمساءلة “بشأن الوسائل التي تم الالتزام بها”، كما قرر خبراء المعهد من أجل التنمية المستدامة والعلاقات الدولية (IDDRI)، واللذين يبرهنوا علي ذلك بمثال الاتفاق بشأن الميثان أو التحالف بشأن التمويل في COP26 في غلاسكو في عام 2021، هدفت هذه المبادرة الأخيرة إلى حشد المؤسسات المالية الكبرى ضد تغير المناخ.
بالنسبة لمنتقديها، لم تخدم مؤتمرات الأطراف سوى غرض ضئيل أو بلا غرض والدليل: زادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45٪ منذ بداية التسعينيات، وفقد التنوع البيولوجي أرضه فقط بينما تسارع الاحترار العالمي مما تسبب في موجات حرارة شديدة وحرائق مدمرة وفيضانات تاريخية- باكستان والهند وإندونيسيا على سبيل المثال.
والأسوأ من ذلك، لم يتم الوفاء بالتزامات الدول، حيث تم التوقيع في عام 2015 خلال COP21 ، اتفاقية باريس، التي خططت للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لم يتم احترامها، مع السياسات الحالية، تلوح كارثة + 2.8 درجة مئوية في الأفق، وفي نهاية أكتوبر، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قائلاً: “لا أرقى إلى مستوى الوظيفة”.
من الصعب تصديق أن مؤتمر الأطراف سيكون قادراً على عكس الاتجاه في سياق أزمة الطاقة والتوترات بين أكبر ملوثين على هذا الكوكب: الصين والولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى.
![صورة.تويتر](https://arabic.realtribune.ru/img/uploads/2022/11/كوب-27-شرم-الشيخ-1024x576.jpg)
ما أهمية ما يسمى “التحول والانتقال” COP.؟
إذا لم نتوقع حدوث معجزة في نهاية الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، فإن هذا الاجتماع الجديد مفيد من عدة نواحٍ: يجب أن تساعد في تمهيد الطريق للمواعيد النهائية المستقبلية، في الواقع، مفاوضات المناخ معقدة للغاية لدرجة أنها تتطلب بانتظام ما يسمى بمؤتمرات الأطراف “الانتقالية”.
يشرح مدير حملة المناخ هذا التقييم العالمي الأول في عام 2023، والذي ينبغي أن يقيّم تنفيذ اتفاق باريس، ويشمل ذلك تحديد المعايير المستخدمة لقياس التقدم المحرز، قبل ساعات قليلة من مغادرته إلى شرم الشيخ.
مؤتمر الأطراف الأول الذي سيعقد في “إفريقيا، القارة الأقل تلويثاً” على هذا الكوكب، يجب أن يكون الاجتماع علامة فارقة في تاريخ العدالة المناخية، تنوي الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ أن تتحد في هذا الاجتماع لمحاسبة الدول الصناعية.
ففي عام 2009، تعهدت الدول الغنية بدفع 100 مليار دولار سنوياً لأفقر الدول اعتباراً من عام 2020 لتمويل إجراءاتها في مكافحة تغير المناخ، لكن اليوم، تم تحديد حد أقصى لهذه المساعدة عند 80 مليار، وهو بعيد كل البعد عن 340 مليار سنوياً اللازمة للتكيف بحلول عام 2030، وفقاً للأمم المتحدة-” أزمة ومشكلة تمويلية ” فالعالم يحتاج الي عشرات التريليونات من الدولارات لتقليل الاحتباس الحراري ودرء أضرار تغير المناخ.
“وقال ديشفير سباستيان تراير: “نحن في لحظة جيوسياسية معقدة للغاية حيث تظهر دول الجنوب عدم ثقتها بالدول الغربية، ونأمل أن تأتي ألمانيا وكندا، اللتان تقودان مجموعة دول الشمال حول هذا الموضوع، بالتزامات أكثر دقة بكثير، استعادة الثقة مع الجنوب، الذي لديه احتياجات استثمارية هائلة”.
ما هي نقاط القوة في COP27 ؟
وهذه بلا شك واحدة من أعظم نقاط القوة في مؤتمرات المناخ هذه:
أولاً، السماح للدول الأكثر ضعفاً بالتحدث على قدم المساواة مع الدول المتقدمة، “إنه المنتدى المتعدد الأطراف الوحيد الذي تجري فيه هذه المناقشة حقاً”، يؤكد كليمان سينشال، الوجه الآخر للعملة: يتم اتخاذ القرارات بالإجماع، “لكل دولة حق النقض، لذلك فإننا عادة ما نصل إلى أدنى قاسم مشترك”.
ثانياً، المنتدى متعدد الأطراف غير كامل ولكنه أفضل ما لدينا”، لأهمية “التوصل إلى اتفاقيات على أعلى مستوى” لتسريع التحول البيئي، وتعبئة المجتمع المدني، وتوعية الرأي العام، ومؤتمرات الأطراف لها ميزة خلق ثقافة مشتركة حول قضايا المناخ الرئيسية بين دول مختلفة للغاية.
ثالثاً، يشجع مؤتمر الأطراف “التعلم الجماعي وتبادل الخبرات”، كما إن صعوبة الخروج من الفحم المستخدمة في جنوب إفريقيا، وفي إندونيسيا، وهي موجودة في ألمانيا، ومن المهم أن تتمكن هذه البلدان من التحدث عنها وفهم كيفية إطلاق مفاوضات سياسية واجتماعية معقدة لبدء الانتقال” والتحول نحو الطاقة والاقتصاد الأخضر.
رابعاً، تساعد مؤتمرات الأطراف أيضاً في إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة حول الموضوعات التي لها آثار جيوسياسية حرجة، ويؤدي تغير المناخ إلى نزوح السكان وتوترات حول الموارد الطبيعية ويدعو إلى التشكيك في المصالح القوية “بدون ذلك البديل هو اندلاع الحروب والصراعات المسلحة” .
العالم يعقد كل الآمال على مؤتمر “COP27 الأطراف” على اتخاذ السياسات العملية على أرض الواقع لإنقاذ كوكب الأرض والبشرية من نتائج عبث البشر الذي أضر بالنبات والبحار والهواء والمناخ، فقد حان، “وقت العمل لا الكلام”، وقت الأفعال وليس الأوهام، من أجل بقاء الحياة على كوكب الأرض.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر.