مصدر الصورة: العربية
طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، بتنفيذ توصيات وخلاصات مؤتمر برلين “جميعها دون استثناء” بشأن ليبيا، معتبراً أن أي حل سياسي حقيقي في ليبيا “لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبي، دون إملاءات”، مشددا على ضرورة “الوقف الفوري” لجلب الإرهابيين من سوريا لليبيا، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية“.
جاء ذلك في معرض كلمة للوزير شكري أمام المؤتمر الوزاري المنعقد بشأن ليبيا.
ما أهمية الدور المصري في الملف الليبي؟
يأتي دور مصر في الأزمة الليبية مؤثراً لأسباب عديدة، أهمها الموقع الجغرافي للبلدين وتشاركهما في أمور عدة مثل الإرتباط بحرياً وبرياً، وتبني مصر للعديد من القمم بشأن ليبيا وموقفها من الأزمة، خاصة إتفاق القاهرة، وإجتماعاتها الكثيرة مع قوات شرق ليبيا بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
وتبدو القاهرة أنها تشجع الحل السياسي للأزمة الليبية كما كان موقفها من الأزمة السورية، على أن يكون الحل للأزمتين داخلي دون إملاءات خارجية، وبجهود عربية خالصة، لضمان إرساء الأمن للشعبين، وبالتالي ما جاء في كلمة الوزير شكري، يعكس رغبة القيادة السياسية المصرية في هذا الإتجاه.
هل كان الاتفاق النفطي مفتاح الحل السياسي؟
من المؤكد أن الاتفاق النفطي ألقى بمفاعيله منذ اليوم الأول، وأتاح إمكانية تغليب الحوار مكان الآلة العسكرية، ووقف المعارك، رغم رفض بعض الساسة في حكومة الوفاق الليبية للحل، ما يعني أن الوضع اليوم بات مؤهلاً للدفع قدماً بإتجاه الحل السياسي وفق ما يؤمن مصلحة ليبيا والشعب الليبي، لكن هذا الأمر لن يتم بالسهولة المتوقعة، فهناك أدوار إقليمية ودولية تعمل على تعطيل وتخريب الجهود الرامية للوقوف على سكة الحل السياسي، إذ أن تركيا مؤخراً نقلت عتاداً عسكرياً مؤلفاً من طائرات بدون طيار إلى حكومة الوفاق، فضلاً عن مطالبة حكومة الوفاق نفسها بإشراك من أسمتهم “الثوار” في العملية السياسية، وهذا أمر غير منطقي، لكنه لا يفسر إلا أن أنقرة تقوم بالضغط على الوفاق لإفشال التفاهمات التي سيتم العمل بها سواء إتفاق المغرب أو محادثات مونتير أو حتى ما تمخض عن مؤتمر برلين.
هنا جاء دور مصر لدعم المبادرات الدولية ودعم الجهود مع ضمان تأمين حقوق كل الشعب الليبي دون إستثناء ووقف نقل المرتزقة إلى ليبيا سواء من سوريا أو غيرها، وهذا الأمر يبدو جدياً لجهة حسم هذا الملف أسوة بحسم ملف شرق المتوسط لقطع الطريق على أنقرة فيه من خلال إنشاء منظمة دولية مقرها القاهرة.
هل ترعى القاهرة مبادرة جديدة للأزمة الليبية؟
لم تتوقف القاهرة عن دعم الدولة الليبية، وفي كل خطوة تحققها، تكون درساً تمت الإستفادة منه من خلال إخفاقات الماضي خاصة للسياسيين في ليبيا، في ضوء تحكم بعض القوى الخارجية في قرارهم ما أفشل كل المحاولات حينها، وبالتالي تنطلق مصر من منطلق حماية أمنها القومي بالدرجة الأولى، ومن منطلق تحقيق الاستقرار للشعب الليبي بعد حرب دامت عشر سنوات، وإلى الآن ليس من المعروف بعد إن كانت ستتجدد المعارك في ضوء الإنقسامات الكبيرة خاصة وأن المعطل في الحل السياسي هم من حكومة الوفاق الليبية.
من هنا، إن مصر لن تتخلى عن ليبيا وستفعل كل القنوات السياسية والدبلوماسية التي تستطيع من خلالها بمساعدة الأمم المتحدة إرساء الأمن في ليبيا وإنهاء الحقبة الدموية التي تتعرض لها، فهذا المد والجزر في الصراع الليبي – الليبي آن أوانه لأن ينتهي ولا أفضل من القاهرة لتبني الجهود السياسية والتي أثبتت أنها تستطيع إنجاح أي مبادرة للحل طالما وجدت إرادة حقيقية من الأطراف الليبية لتحقيق ذلك.
فريق عمل “رياليست”.