في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب شهدت منصة « زووم » يوم الثلاثاء ٠٢ حزيران/يونيو ٢٠٢٠ ندوة عن بعد بعنوان « دور الفكر في محاربة التطرف والإرهاب ». وقد نُظمت هذه الندوة من قبل التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب بالتعاون مع دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، منظمة يورو عرب في برشلونة، المركز الحكومي الأوروبي للتواصل الإستراتيجي في بروكسيل، جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي في باريس، المركز الدولي للأفعال غير العنفية في برشلونة، موقع ليدارسيدورنا الاخباري في استوكهولم، مرصد منع الأعمال العنفية المتطرفة في برشلونة ودار غرايكات للنشر في استوكهولم.
وقد شارك في الندوة عدد كبير من الاكاديمين والسياسيين والمختصين والدبلوماسيين من عدة دول اوروبية، فرنسا، اسبانيا، وبلجيكا، روسيا، المانيا والسويد من بينهم: ميغليور غرينارو النائب في البرلمان الإيطالي، آنا سورا عضو مجلس الشيوخ الاسباني، خوسيه سيبيدا عضو مجلس الشيوخ الإسباني والجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا، البروفسور ميخائيل ريختيك، مدير معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي في جامعة لوباتشيفسكي الحكومية الروسية، البروفسور ريكارد زيباتا باريرو مدير معهد غريتيم في جامعة بومبي فابرا في برشلونة، الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الدكتورة ايفا ساينز دياز الباحثة في معهد جيرماك في الجامعة الكاثولوكية في لوفان، لوكا غرفاسوني فيا مدير المركز الدولي للأفعال غير العنفية في برشلونة ومؤسس مرصد منع الأعمال العنفية المتطرفة في برشلونة، الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم، الدكتورة رندة صايغ، أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو العاشر في مدريد وجان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس.
وركزت الندوة على موضوعات على درجة كبيرة من الأهمية، ومن بينها دور الفكر في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور التعليم الوطني في محاربة انتشار التطرف، وأهمية إعداد مواد تربوية تناسب مراحل التعليمية كافة وذلك من أجل تخفيف نسبة التطرف والإرهاب في المجتعات. حيث اكد الدكتور نضال شقیر الإستشاري الحكومي الإستراتيجي وأستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس في بداية الندوة أن « معركة محاربة الافكار المتطرفة والإرهابية لا تزال طويلة و أن هذا النشاط يأتي فى سياق حملة اوروبية كبيرة بدأت في عام ٢٠١٨ وهي تهدف للترويج لدعم الجهود الفكرية في مواجهة الافكار المتطرفة التي غزت المجتمعات الأوروبية. وأضاف الدكتور شقير أنه « في الوقت الراهن وفي ظل خطر الافكار المتطرفة فإنه من الضروري إعطاء الأولوية لتشجيع الجهود الفكرية ودمجها في إطار تعليمي قادر على إنتاج اجيال جديدة لديها مناعة قوية ضد الايديولوجيات المتطرفة».
بعدها شددت آنا سورا عضو مجلس الشيوخ الاسباني، على ضرورة وضع تعريف محدد للتطرف والارهاب، وعلى أهمية دور التعليم في المراحل كافة وذلك للتخفيف من آفة التطرف التي ضربت المجتمعات الأوروبية. وقد اشادت سورا بالتجربة التعليمية لكتاب السراب للمفكر الإماراتي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي معتبرة أنها تجربة هامة تستحق التوقف عندها والإستفادة منها.
من جهته أكد ميغليور غرينارو النائب في البرلمان الإيطالي على اهمية وجود خطاب بديل أو موازي للخطاب المتطرف الذي غزا المجتعات الأوروبية معتبراً أن كتاب السراب للدكتور جمال السويدي يمكن أن يقوم بهذا الدور لما يتمتع به من مقومات علمية وتعليمية في هذا الاطار. هذا فيما اعتبر البروفسور ميخائيل ريختيك، مدير معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي في جامعة لوباتشيفسكي الحكومية الروسية، انه من اجل الفوز في المعركة ضد التطرف والارهاب يجب خلق نوع جديد من التعاون الدولي قائم بشكل اساسي على مبدأ الامن الانساني.
اما خوسيه سيبيدا عضو مجلس الشيوخ الإسباني والجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا فشدد على أهمية دور الجهود الفكرية في مكافحة التطرف والارهاب وعلى اهمية دور المفكرين في تبيان حقيقة الجماعات المتطرفة والإرهابية مما يساهم في تخفيف من حدة انتشار الإرهاب والتطرف في العالم بشكل عام واوروبا بشكل خاص. كما اثنى سيبدا على كتاب « السراب » لسعادة الاستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي ووصفه بالموسوعة الغنية في مجاله.
وفي نفس الإطار وصف الدكتور ماغنوس نوريل الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وجود التطرف في المجتعات كالفيروس الذي لا يمكن علاجه من دون التعرف عليه والتعرف على مسبباته، معتبراً أنه هنا يأتي دور المفكرين في تعريف المجتمع على حقيقة هذا الفيروس الذي فتك في المجتمعات الأوروبية مما يساهم في الحد من انتشاره والسيطرة عليه. نوريل دعا الى الإستفادة من كتاب « السراب » للمفكر الإماراتي جمال سند السويدي لما يشكله من تجربة ناجحة وهامة في هذا الإطار. في المقابل قالت الدكتورة ايفا ساينز دياز الباحثة في معهد جيرماك في الجامعة الكاثولوكية في لوفان أن التعليم هو المفتاح الاساسي للحد من التطرف والإرهاب. الدكتورة دياز اشادت بنجاح التجربة التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة لكتاب السراب، وتمنت أن يتم إضافة هذا الكتاب إلى النظام التعليمي في دول أخرى.
البروفسور ريكارد زيباتا باريرو مدير معهد غريتيم في جامعة بومبي فابرا في برشلونة شدد هو ايضاً على أهمية التعليم للحد من آفة التطرف والإرهاب التي غزت المجمتعات، وهو نفس الامر الذي ركزت عليه الدكتورة رندة صايغ، أستاذة الثقافة واللغة العربية بجامعة ألفونسو العاشر في مدريد والتي أثنت على جهود سعادة الاستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي في هذا الإطار وبالأخص كتابه « السراب » الذي رشح لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠١٩.
من جهته أعتبر لوكا غرفاسوني فيا مدير المركز الدولي للأفعال غير العنفية في برشلونة ومؤسس مرصد منع الأعمال العنفية المتطرفة في برشلونة، ركز على أهمية بناء عدالة في المجتمعات من أجل الوصول إلى السلام والحد من التطرف والعنف. اما الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم فأكد أن للكتاب والباحثين والمفكرين مهمة محورية في مكافحة الايديولوجيات الاسلامية المتطرفة التي تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات.
هذا واختتمت الندوة بحديث جان فالير بالداكينو، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس عن التجربة التعليمية المميزة لكتاب « السراب » لسعادة الاستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي والذي شدد على مزايا هذا الكتاب الفكرية والتنورية وعن دوره الهام في اطلاع الطلاب على حقيقة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستعمل الدين لأهداف سياسية مشبوهة. كما كشف رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس عن ترشيح كتاب السراب لجائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٢٠ على أن يصدر بيان تفصيلي حول موضوع الترشيح من أستوكهولم في السادس من الشهر الجاري.