أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تتطلع إلى محطة “الضبعة” النووية للاستخدامات السلمية كصرحٍ جديد يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققها التعاون المصري – الروسي المشترك عبر التاريخ، وأشاد السيسي بالعلاقات التاريخية الممتدة والمتميزة التي تجمع بين روسيا ومصر، وذلك خلال استقباله مدير عام المؤسسة الروسية للطاقة النووية “روس أتوم”، أليكسي ليخاتشوف والوفد المرافق، طبقاً للمعلومات.
ما فوائد تحقيق هذا الإنجاز لمصر؟
إن مصر تسير بخطى ثابتة وهادئة نحو التنمية المستدامة من خلال إنتقاء الشركاء الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي، لتطوير البلاد، خاصة بعد التهديدات الكثيرة التي شهدتها البلاد جرّاء الظروف التي تحيط بها إن كان في ليبيا أو مشكلة سد النهضة مع أثيوبيا والسودان.
مشاكل كبيرة وتهدد الأمن القومي والمائي معاً لمصر، وبالتالي البلاد بحاجة إلى تحقيق تنمية آمنة ومستدامة من خلال إنجاز مشاريع على غرار الدول الكبرى، مستفيدة من خبرات شركائها في تجنب أي كوارث مستقبلية، فلقد تمت دراسة كل المشاريع الضخمة والتي بدورها ستنقل مصر نقلة نوعية على مستوى التكنولوجيا السليمة.
إن إنجاز محطة “الضبعة” النووية صرح مصري كبير وإنجاز فاق التوقعات، فأغنى دول الجوار المصري، لم تتجرأ في هذه الظروف على الإقدام على هذه الخطوة الكبيرة وسط إنهيار لإقتصادات العالم جراء جائحة “كورونا”، على عكس الدولة المصرية التي لاقت إشادات عالمية حيال تعاملها مع ملف الجائحة على المستوى الداخلي المصري.
وبالتالي سيحقق مشروع محطة “الضبعة” النووي القديم – الجديد حلاً لمشكلات الكهرباء، خاصة وأن التقنيات التكنولوجية المستخدمة في هذا المشروع تنتمي إلى الجيل الثالث وهي مصممة ضد مخاطر الأعاصير والسيول وبالتالي أمينة الإستخدام بحسب الشريك الروسي، وإن إطلاقها سيكون على الموعد المتفق عليه بينهما.
لي هذا فقط، فقد تم إفتتاح أول مدرسة متخصصة بالعلوم النووية في مصر والشرق الأوسط واسمها “مدرسة الضبعة النووية”، للسنة الثانية على التوالي، في إطار سعيها إلى تأمين كوادر فنية مدربة للعمل في محطة الضبعة.
متى سيبصر المشروع النور؟
وبحسب شركة التشغيل الروسية، فإن إنجاز المشروع سيمر بأربع محطات زمنية؛ والبداية ستكون بتشغيل المفاعل الأول في 9 فبراير/ شباط 2026، بينما سيشغل المفاعل الثاني في 12 أغسطس/ آب 2026، أما المحطة الموالية، فستشهد تشغيل المفاعل الثالث في 12 أغسطس/ آب 2027، قبل المرور إلى المرحلة الأخيرة وتشغيل المفاعل الرابع في 9 فبراير/ شباط 2028.
إلى ذلك، يعتبر هذا المشروع صديقا ًللبيئة، وبنفس الوقت يخدم رؤية مصر الاستراتيجية للتنمية المستدامة للعام 2030، والتي تسعى فيها إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتبلغ 44% بحلول عام 2030.
هذا المشروع قديم منذ خمسينيات القرن الماضي، تم إجهاضه مع حرب العام 1967، وحرب 1973، لكن الدولة المصرية بقيت محتفظة فيه حتى آن أوان تحقيقه بالتعاون مع الشريك الروسي.
أخيراً، إن تحقيق هذا المشروع كما أشرنا أعلاه، إنجاز حضاري وإقتصادي وتكنولوجي كبير سيوفر لمصر والشعب المصري الراحة على مختلف المستويات، لكن وبنفس الوقت لم يُعرف بعد كيف ستنظر الولايات المتحدة إلى هذا الأمر وشركائها كتركيا، فهل سيتم إستكماله وفق المخطط المرسوم له، أم ستجتاحه عقبات للتعطيل، رغم أن مصر وأمريكا حليفين لكن وجود روسيا بينهما قد يكون العقبة الأساس، هي إحتمالات، لن يتبين مدى صحتها من عدمه إلا في القادم من الأيام.
فريق عمل “رياليست”.