قال البيت الأبيض إن مسؤولين كباراُ من الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشوا المخاوف بشأن إيران في أول اجتماع افتراضي لمجموعة ثنائية استراتيجية، وهي قضية يختلف فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع إدارة الرئيس جو بايدن، وقالت إيميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مئير بن شبات كانا على رأس وفدي البلدين، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأضافت في بيان “تبادل الجانبان وجهات النظر خلال المناقشات حول القضايا الأمنية الإقليمية ذات الاهتمام والمخاوف المشتركة، بما فيها قضية إيران، وعبرا عن تصميم مشترك على التصدي للتحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة”.
ازدواجية المعايير
إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من جهة تطمح لجر إيران إلى مفاوضات بشأن الملف النووي، ومن جهة ثانية، تناقش مع شركائها الأساسيين خطر إيران والمخاوف المحتملة جراء التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك تباينات في وجهات النظر الأمريكية – الإسرائيلية من هذا الموضوع، حيث أن تل أبيب تتمنى فشل المساعي الأمريكي لسحب إيران لقبول الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي موقفه صراحةً من هذا الأمر ورفضه هذا الطرح لما يشكل على الأمن القومي الإسرائيلي بحسب تعبير الساسة الإسرائيليين.
وأن ترعى واشنطن اجتماعات لبحث المخاطر الإيرانية، هذا الأمر ستتلقفه طهران بنظرة سلبية ولن يكون داعماً لأن تعود بالسرعة المرجوة التي تريدها الولايات المتحدة، لكن المؤشرات تقول إن إنقاذ طهران من أزماتها الكثيرة مفتاح خلاصه هو القبول بالمفاوضات الجديدة، خاصة بعدما بادرت واشنطن في أكثر من ملف إلى مساعدة إيران بطرق غير مباشرة، لكن ما يضع هذا الأمر لأن تتصاعد الأحداث، هو استهداف سفينة الشحن الإيرانية الأخيرة، حيت اتهمت إيران بشكل مباشر إسرائيل، وردت الأخيرة عبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الذي قال: (إن إيران ترسل بانتظام أسلحة إلى وكلائها في المنطقة عن طريق البحر والجو والبر وهي عمليات لا بد وأن تمنعها إسرائيل، حبط إمدادات الأسلحة وأشياء أخرى تتعلق بتطوير العمليات والامكانات العسكرية جواً وبحراً وبراً)، إلا أنه لم يؤكد هذه الهجمة وبنفس الوقت لم ينفيها إذ قال تحديداً في ندوة عبر الإنترنت استضافها حزبه “أبيض أزرق”: (ولا أقول بهذا ما إذا كنا فعلنا أو لم نفعل هذا أو ذاك).
هذه الأمور من شأنها أن تزيد تفاقم الأوضاع، لكن ما خفي عن الإدارة الأمريكية وحكومة تل أبيب، أن مثل هذه الأمور تعني تصعيدات جديدة سيكون مركزها عمق الخليج، هذا ما سيحرج المسؤولين الأمريكيين لعدم اتخاذهم موقفاً حاسماً إما مع إيران للعودة إلى المفاوضات، أو إلغاء هذا الأمر الذي هو عبارة عن عملية “كَر وفَر” لا أحد رابح فيها.
أخيراً، إن الاجتماعات الأمريكية فيما يتعلق بمخاوفها وشريكتها إسرائيل من إيران ستزداد في الفترة المقبلة، فكلما زاد الضغط في المنطقة خاصة في منطقة الخليج، كلما تنازل أحد أطراف النزاع عن بعض الشروط، أو على الأقل أصبح أكثر انفتاحاً نحو الحوار، لكن في ظل الفوضى الحالية لا يمكن التكهن إلى ما ستؤول إليه الأمور خاصة بعد التطورات الأخيرة حيال استهداف مواقع حيوية سواء براً أو بحراً أو جواً، وهو تصعيد خطير، إن تكرر قد ترد إيران على إسرائيل في مواضع كثيرة، فليس من مصلحة بايدن في الوقت الحالي توسيع رقعة الفوضى إلى إحداث حرب لا يريدها أحد.
فريق عمل “رياليست”.