بغداد – (رياليست عربي): من ثم تساؤلات كثيرة قد تطرح في الشارع العربي، ما هي أهداف عملية طوفان الأقصى و ما الذي حققته على كافة المستويات وهل توازي هذه الأهداف حجم التضحيات الفلسطينية الجسيمة التي قدمت لحد الآن؟ ولكن لابد أن نعرف أن عملية طوفان الأقصى رغم بعدها السياسي وتأثيرها الذي حققته من قلب المعادلة في الإعلام العالمي وجعلها لصالح قضية فلسطين بعدما كان العالم ينظر للفلسطينيين كـ “إرهابيين” وقتله بات اليوم العالم ينظر إليهم كمقاومين لهم كل الشرعية والحق في الدفاع عن أرضهم وحياتهم ومستقبلهم.

وأن إسرائيل بلد تحكمه العقليات القمعية والوحشية التي ليس لها هدف سوى قتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم والتوسع الأعمى، ربما هذا هو الهدف الذي ينظر إليه الكثيرون بأنه منجز عملية طوفان الأقصى بالإضافة إلى الأهداف السياسية مثل إعادة القضية الفلسطينية كقضية محورية لدى العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، لكن ما لا يعرفه الكثيرون والكثيرون جداً هي الأهداف العسكرية الاستراتيجية التي تحققت وفي أول 6 ساعات من بدء العملية، وقد أكدت هذه المعلومات بواسطة خبراء عسكريين ومخابراتيين عرب و حتى دوليين أكدوا أن عملية طوفان الأقصى تعد الأولى منذ تاريخ بدء الانتفاضة الفلسطينية والتي حققت أهداف كبيرة بهذه الشكل و ما أنجزته عملية طوفان الأقصى عسكرياً ومخابراتياً هو:
أولاً، اقتحام عناصر المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى لبدء العملية معبر اريز حيث يوجد في هذا المعبر مقر متقدم (الشباك) أو (أمان) وهو كما معروف (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) ومصادرة جميع بيانات الحاسبات الإلكترونية فيه والتي تحتوي على معلومات سرية جداً عن شبكات التجسس الفلسطينية داخل غزة التي تعمل لصالح إسرائيل وقائمة بـ أسماء أفراد العملاء من الذين يعملون في هذه الشبكات؛
ثانياً، اخترق المقاومون أيضاً في الساعات الأولى من بدء العملية مقر الوحدة الإسرائيلية (8200) في القطاع الجنوبي حيث تم قتل وأسر جميع أفرادها ومهمة هذه الوحدة إدارة عمليات التجسس و الاغتيالات في بلدان مصر والأردن وسوريا والعراق وإيران وتم مصادرة جميع ملفات هذه الوحدة و إرسالها في ساعات لخارج فلسطين مع قوائم بـ أسماء عملاء لهذه الوحدة في البلدان المذكورة أعلاه؛
ثالثاً، اقتحام قاعدة بادام العسكرية المسؤولة عن قيادة القوات الإسرائيلية في محيط غزة و غزة والنقب وإيلات وتم السيطرة على مركز التحكم الرئيسي فيها ومصادرة جميع أجهزة الحاسوب في هذا المركز وتفريغها بعد ذلك و كانت فيها معلومات مهمة عن خطط إدارة هذه القوات وأعدادها و أنواع أسلحتها ومعداتها وخطط الطوارئ فيها.
هذه ما سرب للإعلام من الأهداف الاستراتيجية والعسكرية التي حققتها عملية طوفان الأقصى و نشرت في وسائل إعلام عالمية ولم ترد عليها إسرائيل لحد الآن.
إذاً، هذه الأهداف والتي تعد مهمة جداً في المعايير العسكرية و المخابراتية أقلقت إسرائيل و تقلقها لحد الآن بحيث أن إسرائيل و سطت دول لمعرفة مصير المعلومات التي أخذت منها وإلى أي مدى تم إرسالها ولكن حماس رفضت أن تفصح عن أي شيء بخصوص هذه المعلومات التي تعتبرها المقاومة الفلسطينية كنزاً يمكن الاستفادة منه في التعامل العسكري والمخابراتي مع إسرائيل.
خاص وكالة رياليست – أحمد الخضر – كاتب صحفي – العراق.