موسكو – (رياليست عربي): أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت، عن عملية عسكرية خاصة رداً على توسع المقاومة الفلسطينية في هجومها على الأراضي الإسرائيلية.
لكن إسرائيل تواجه حربا طويلة وصعبة، وبطبيعة الحال، لم يقل نتنياهو إنها ستكون شاملة، لكنه أوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي سوف يتعامل مع التكاليف، والبلاد سوف تتعامل مع التحديات الجديدة، بالإضافة إلى ذلك، لن يثقل أحد إسرائيل بعقوبات دولية، بل على العكس من ذلك، فإن العالم الغربي ككل يؤيدها بالإجماع.
ومع ذلك، لا أحد يصف حماس والفلسطينيين بالقوميين، ناهيك عن النازيين، بالتالي، إن الشرق أمر حساس، لذا جرت العادة على إطلاق الصواريخ وإطلاقها في الشرق بطريقة لا تخل بالتوازنات الهشة حتى في فترات التفاقم كما هو الحال الآن.
الآن إسرائيل تتصرف بشكل حاسم ولكن بحذر، ويتصرف خصمها وفق حقه الشرعي، لكنه يحاول بكل قوته عدم تسليط الضوء على تورطه في الضحايا بين السكان المدنيين الإسرائيليين، على أمل الحفاظ على الدعم لنضاله وزيادته في العالم الإسلامي وإيجاد التفاهم بين بعض الأوروبيين المتسامحين، وليس من قبيل المصادفة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أجرى اتصالات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محاولاً أن ينقل إليه أطروحات حول العدالة التاريخية للمطالب الفلسطينية.
ومما لا شك فيه أن الفلسطينيين وحماس يرغبون في بناء عالم عادل حيث تقدم إسرائيل العديد من التنازلات، لكن حيثما توجد حرب، توجد قوات حفظ السلام، والآن يدعو ممثلو الصين وتركيا والاتحاد الروسي وعدد من الدول الأخرى أطراف الصراع في الشرق الأوسط إلى ضبط النفس والجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن بقدر الإمكان، فمن ناحية، فإن تسوية الوضع أمر مفيد لحماس وفلسطين، وذلك لأنهما نفذا بالفعل هجوماً غير مسبوق ضد إسرائيل ويطالبان الآن العالم بالمساعدة والإنهاء السريع للعملية الانتقامية الإسرائيلية.
في المقابل، تكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، وهم مصممون على وضع حد للمشكلة، وإغلاق الملف المؤلم نهائياً، لكن الحل الأساسي للغاية يهدد بإشراك إيران والعديد من الجماعات الإسلامية المتطرفة في الصراع.
كما إن إسرائيل ليست غريبة على الدفاع الشامل، ولكن هذه المرة النضال من أجل السلام في المنطقة لديها فرصة ألا يترك أي حجر دون أن يقلبه وأن يؤدي إلى كارثة حقيقية، لقد أصبح لدى العالم ما يكفي من العمليات العسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا، والمواجهة الجيوسياسية بين الغرب وروسيا والعلاقات الصعبة مع الصين، والآن تندفع دراما الشرق الأوسط إلى الأجندة، وهو ما قد يتبين أنه لا يمكن التنبؤ به.
وبطبيعة الحال، فإن العالم الجديد، الذي تحدث عنه رئيس روسيا فلاديمير بوتين في خطابه في فالداي، لا يمكن بناؤه دون التدمير الشامل للعالم القديم، ولكن هناك مخاطر في أن ينتهي الأمر تحت أنقاض المبنى المهدم للأمن السابق الهندسة المعمارية تنمو كل يوم، والأحداث في إسرائيل هي دليل آخر على ذلك.