الرباط – (رياليست عربي): تلقى تنظيم الإخوان ضربة موجعة عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية في المغرب، حيث مُني حزب العدالة والتنمية الإخواني بخسارة موجعة بعد أن حصل فقط على 12 مقعداً من إجمالي 396 مقعداً في البرلمان، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
تجارب مريرة
لمع نجم جزب العدالة والتنمية في عددٍ من الدول العربية عقب ثورات الربيع العربي التي اجتاحت عدداً من دول المنطقة، وعادت تيارات الإسلام السياسي بقوة مستغلة فوضى الأحداث في الشارع العربي من جهة، والدعم الذي حظيت به من عددٍ من الدول الإقليمية والدولية من جهةٍ ثانية، ففي مصر تمت تجربة التيار الإسلامي إبان تولي الرئيس السابق محمد مرسي الحكم لمدة عام، وتوطيد علاقاته مع التيارات الإسلامية على الصعيد الدولي وفي مقدمتهم تركيا، إلا أن ذلك لم يلقَ ترحيباً في مصر، كذلك الأمر دور العدالة والتنمية في تونس وما لعبه هذا الحزب من التدخل في أزمات الجوار حتى وصل إلى سوريا وبالطبع ليبيا، فكانت الضربة القاصمة له عقب قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي جمد عمل البرلمان التونسي، وتراجعت أسهم رائد الغنوشي، الذي يمكن القول عملياً، إن دوره قد انتهى.
المغرب ليس استثناءً فلقد شاهدت جميع الشعوب العربية موجة الإسلام السياسي التي ترافقت مع حركات إرهابية هجينة عليهم، وبات هناك حالة خوف كبيرة من سيطرتهم على مفاصل الحكم في البلاد على غرار النموذج الافغاني وتحويل البلاد إلى إمارات كما كان مخطط لسوريا على سبيل المثال لا الحصر، فضلاً عن تنفيذ عشرات التفجيرات والاغتيالات، كل هذه الأمور أيقظت الشعوب العربية التي لا تريد إشراك أي تيارات إسلامية في مفاصل الحكم، بالتالي، انعكس هذا الأمر على واقع الانتخابات في المغرب وهُزم العدالة والتنمية بعد أن حظي بتصدر الأرقام ما بين العام 2011 و 2016، وفشله هذا يؤكد أن العقد الأخير انتهى، ولن يُسمح لهم بالعودة إلى مفاصل الدولة بالقوة التي تمتعوا بها في السابق.
من هنا، لقد رفض الشارع المغربي التيار الإسلامي متسلحاً من مواقف الدول العربية بشكل عام، ودول الجوار بشكل خاص، هذا يؤكد أن ثمة رفض شعبي كبير لهم، بالتالي، انتهى الدور الوظيفي للتيارات الإسلامية في الدول العربية الذي كان المراد منه إدخال القوى الأجنبية لتبديل موازين القوى والحكم لصالحها، وهذه مرحلة جديدة سيعود فيها توزان دولي وإقليمي خالٍ من التيارات المتشددة بعد أن فشل الغرب عبرهم من تحقيق أي نصر حتى مع استمرار الأوضاع سخونة في بعض الدول التي تعاني من ارتدادات الحروب العبثية بسبب الغرب.خاص وكالة “رياليست”.