بروكسل – (رياليست عربي): إن دول الناتو ليست مهتمة بالمواجهة المباشرة مع روسيا، لذلك لن تقبل كييف في المنظمة في الوقت الحالي، واجتماع مجلس أوكرانيا-الناتو، الذي عقد اليوم في 29 نوفمبر لأول مرة على المستوى الوزاري في بروكسل، يعني فقط أن كييف ستحصل مرة أخرى على الدعم المعنوي بدلاً من الدعوة للانضمام إلى الحلف، وأعرب الأمين العام للكتلة ينس ستولتنبرغ، عقب اليوم الأول لاجتماع وزراء خارجية الناتو، مع وزير الخارجية الأمريكي، عن دعمه لكييف في المواجهة مع روسيا.
بدأ اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل. وهذا نوع من التحضير لقمة الذكرى السنوية عام 2024 التي ستعقد في واشنطن، ويتميز الاجتماع بحقيقة أنه في 29 نوفمبر، ولأول مرة، سيُعقد اجتماع لمجلس أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي على مستوى رؤساء وزارات الخارجية، والذي سيشارك فيه أيضاً وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، وسيتفق الاجتماع على توصيات لكييف بشأن الإصلاحات على الطريق نحو عضوية الناتو، وبالتالي تنفيذ القرارات التي اتخذت في قمة فيلنيوس.
وفي الوقت نفسه، أكد ستولتنبرغ بحكم الأمر الواقع أن أوكرانيا لم تتم دعوتها بعد إلى الناتو، وقال الأمين العام إن زعماء الكتلة “قرروا دعوة أوكرانيا للانضمام عند استيفاء جميع الشروط وموافقة الحلفاء”، ومع ذلك، وفقا للخبراء، هذا مجرد وعد آخر.
بالتالي، إن إنشاء مجلس أوكرانيا-الناتو، والأشكال المختلفة للتكيف مع أوكرانيا، بما في ذلك تشكيل التوصيات، لا تحل محل العملية متعددة المراحل لدخول الدولة إلى الكتلة، والتي تشمل، من بين أمور أخرى، التكامل العسكري لدولة ما، وبالإضافة إلى الجانب الرسمي للأمر، هناك جانب عسكري سياسي: دول الناتو غير مهتمة بالمواجهة المباشرة مع روسيا، مما يعني أنها لن تسمح لأي طرف في صراع عسكري بالانضمام إلى الحلف، بالإضافة إلى ذلك، فإن اهتمام المجتمع السياسي والأكاديمي الآن يغير توجهه من الوضع في أوكرانيا إلى الصراع المشتعل في قطاع غزة.
كما ينبغي لاجتماع وزراء خارجية الناتو أن يسلط الضوء على توقيت انضمام السويد إلى الحلف. سارع ينس ستولتنبرغ إلى اتخاذ قرار بشأن تركيا والمجر، الحليفين الوحيدين لجميع الحلفاء الذين لم يصدقوا بعد على انضمام السويديين.
وفي الوقت نفسه، أعلنت المجر بالفعل أنها ستوافق على انضمام السويد مباشرة بعد تركيا، لذلك يتركز كل الاهتمام الآن على تصرفات رئيسها رجب طيب أردوغان، وفي الواقع، أعطى الزعيم التركي موافقته بالفعل، وقدم حزمة من وثائق التصديق إلى البرلمان في 23 أكتوبر، وتجري المناقشة بنشاط، ولكن تم تأجيل التصويت، وكانت المشكلة الكردية هي حجر العثرة لفترة طويلة، حيث طالبت أنقرة بإعلان المنظمات الكردية إرهابية وتسليم الأشخاص المرتبطين بها.
وسيناقش الوزراء أيضاً الوضع في غرب البلقان، وفي هذه المنطقة، يدرس حلف شمال الأطلسي زيادة عدد القوات على أساس دائم “للحفاظ على السلام”، وخلال زيارة قام بها مؤخرا إلى المنطقة، قال ستولتنبرغ إننا نتحدث عن البوسنة والهرسك، فضلا عن جمهورية كوسوفو المعترف بها جزئياً.
كما يرى الناتو تهديداً آخر لاستقرار الناتو في الصين، وقال الأمين العام: “الصين ليست خصماً، لكن تصرفات بكين تمثل تحدياً لأمننا”.
