موسكو – (رياليست عربي): للمرة الأولى، سمحت الولايات المتحدة بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، حسبما زعمت وسائل إعلام غربية، وبحسب ما ورد سيتم تنفيذ الضربات ضد أفراد عسكريين من روسيا وكوريا الشمالية، الذين يُزعم أنهم يشاركون في الأعمال العسكرية في منطقة كورسك.
وفي مساء يوم 17 نوفمبر، ظهرت أنباء مفادها أن فرنسا وبريطانيا العظمى، بعد الأمريكيين، منحت أذونات مماثلة، ولم يكن هناك تأكيد رسمي لهذه المعلومات حتى منتصف الليل، وتحدث جو بايدن قبل افتتاح قمة مجموعة العشرين عن حماية غابات الأمازون، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في وقت سابق أن استخدام أسلحة غربية بعيدة المدى على الأراضي الروسية سيعني مشاركة دول الناتو في صراع مع موسكو، ويصف الخبراء القرارات المحتملة للولايات المتحدة والدول الأوروبية بأنها تصعيد متعمد – هكذا تحاول إدارة البيت الأبيض المنتهية ولايتها تدفئة الوضع قدر الإمكان قبل وصول ترامب.
وقبل شهرين تقريباً من انتهاء ولاية جو بايدن، منحت الولايات المتحدة لأول مرة الإذن بضرب الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS بعيدة المدى، ويُزعم أن هذا القرار قد تم النظر فيه لعدة أشهر، على الأقل هذا ما ذكرته عدة منشورات غربية في وقت واحد، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، أنه من المرجح أن تُستخدم الأسلحة ضد القوات الروسية “لحماية القوات الأوكرانية في منطقة كورسك”، وكذلك القوات الكورية الشمالية، وزارة الخارجية واثقة من أن الجيش الكوري الشمالي يشارك في الأعمال العسكرية ضد القوات الأوكرانية في المنطقة، ولم تؤكد موسكو ولا بيونغ يانغ هذه المعلومات.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن استخدام أوكرانيا لمثل هذه الصواريخ قد يدفع روسيا إلى استخدام القوة ضد الولايات المتحدة أو شركائها، وفي وقت سابق، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى على أراضي بلادنا سيعني مشاركة دول الناتو في حرب مع روسيا، لأن أوكرانيا غير قادرة على تنفيذ مثل هذه الضربات بمفردها، ووفقا لرئيس الدولة، فإن مثل هذه العمليات تتطلب بيانات من الأقمار الصناعية لحلف شمال الأطلسي، وهو ما لا تملكه كييف.
وقال الرئيس في سبتمبر/أيلول: “نحن نتحدث عن اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت دول الناتو متورطة بشكل مباشر في صراع عسكري أم لا”، مشيراً إلى أن موسكو بدورها ستتخذ القرارات المناسبة بناءً على التهديدات التي ستنشأ.
ويمكن اعتبار عامل خطر آخر في هذا الوضع هو حقيقة أن استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية بعيدة المدى قد يندرج تحت النسخة المحدثة من العقيدة النووية الروسية، وتنص النسخة المعدلة من الوثيقة على أن العدوان على روسيا من قبل أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، يعتبر بمثابة هجوم مشترك على الاتحاد الروسي.
ورفض البيت الأبيض التعليق على تقارير وسائل الإعلام، على الرغم من أن كييف تخطط، وفقاً لرويترز، لشن الضربات الأولى باستخدام نظام ATACMS قريباً.
في الوقت نفسه، ذكر الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين في محادثة مع إزفستيا، أن القوات المسلحة الروسية اعترضت بالفعل صواريخ ATACMS خلال الهجمات قبالة ساحل القرم.
على عكس Storm Shadow البريطاني وSCALP الفرنسي، فإن ATACMS هو سلاح أرضي، ويمكن استخدامه بواسطة قاذفة HIMARS، لذلك من الضروري تحديد موقع مجمعات الإطلاق وضربها، كما يعتقد الخبير.
ومن جانبها، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن أحد أكبر هجمات العدو باستخدام صواريخ ATACMS على الأراضي الروسية كان قصف سيفاستوبول في 23 يونيو.
ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة يمكن أن ينظر إليها على أنها “خطأ الملاذ الأخير” من جانب الديمقراطيين، الذين لم يتبق لهم سوى بضعة أيام لتقديم المساعدة إلى كييف، ولم يوضح الرئيس المنتخب دونالد ترامب رسميا موقف إدارته القادمة بشأن أوكرانيا، لكن خطابه الساخر تجاه زيلينسكي وادعاءاته – وإن كانت لا أساس لها – حول إمكانية حل الصراع في 24 ساعة تلقي بظلال من الشك على استمرار المساعدة العسكرية.
يقول المؤرخ الأمريكي والأستاذ السابق في جامعة هارفارد فلاديمير بروفكين: “يريد جو بايدن أن يضع ترامب في موقف ميؤوس منه”، قد تنجر أمريكا إلى حرب وسيتعين على ترامب تنظيف الفوضى التي بدأها بايدن”، وتعتبر الموافقة على هذه الضربات بمثابة تصعيد بين روسيا والولايات المتحدة، وهو أمر مقصود.
وكتبت صحيفة بوليتيكو أن البيت الأبيض يخطط أيضاً لإرسال حزمة أموال جديدة بقيمة 6 مليارات دولار إلى أوكرانيا بشكل عاجل لشراء الأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، كما قال إيجور توروبوف، الموظف في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية، لإزفستيا، فإن غياب الحاجة إلى إعادة انتخابه والنهاية الوشيكة لسلطاته يحرر بايدن من إملاءات الناخبين ويمنحه بالفعل يد حرة في تنفيذ إجراءات سياسية ذات توجهات أخلاقية وتاريخية.
وعلق حليف ترامب، رجل الأعمال إيلون ماسك، المنخرط بشكل متزايد في السياسة الأمريكية، بقسوة على قرار إدارة بايدن، وبحسب رجل الأعمال، فإن «الليبراليين يحبون الحرب»، وهو ما يفيد «الحكومة الكبيرة».
وفي الوقت نفسه، قد يعيد ترامب النظر في قرار بايدن، حسبما صرح ممثل الفريق الانتقالي للرئيس المستقبلي لوكالة تاس.
وأولئك الذين حذروا من أنه في الفترة التي سبقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، كانت الاستفزازات ممكنة من قبل أولئك الذين لا يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، تبين أنهم كانوا على حق، ومن بين المحرضين في المقدمة كانت لندن وباريس وجزء من المؤسسة في واشنطن، بما في ذلك الجمهوريون والأمريكيون ورئيس الجامعة الأمريكية في موسكو، إدوارد لوزانسكي، لصحيفة إزفستيا.
ومع ذلك، لا يزال هناك لاعب رئيسي آخر في اتخاذ مثل هذه القرارات – ألمانيا – لا ينوي تزويد كييف بصواريخ كروز من طراز توروس، وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إنهم على أقل تقدير لم يكونوا ليغيروا الوضع في الصراع في أوكرانيا.