نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن بلاده قررت إعادة فتح سفارتها في ليبيا لكن القائم بالأعمال سيكون مقره في تونس المجاورة مؤقتاً، وذلك بعد ما يقارب الست سنوات على إجلاء روسيا لرعاياها الدبلوماسيين في العام 2013، عقب مهاجمة مجموعة إرهابية لسفارتها في العاصمة الليبية طرابلس، وفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
جاءت تصريحات لافروف في بداية اجتماع مع عقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا الموالي لحفتر. وكرر رغبة روسيا في وقف الأعمال القتالية في ليبيا وبدء حوار سياسي، مضيفاً، أن وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي اقترحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع حفتر في القاهرة في السادس من يونيو حزيران، يمكن العمل به مع القرارات التي تم التوصل إليها في مؤتمر دولي في برلين بشأن الأوضاع في ليبيا.
لم يتغير في الخطاب الروسي الداعم للحل السياسي للأزمة الليبية، الجديد وفي ظل الأوضاع المستجدة هي زيارة رئيس برلمان شرق ليبيا في هذا التوقيت، والتي تحمل أبعاداً مهمة لجهة بدء خليفة حفتر ببناء التحالفات لتمتين وضعه في ليبيا، فالزيارة ظاهرها عام، أما الواقع فيقول إن حكومة بنغازي ترى ما يمكن فعله جراء تمتين التحالف مع موسكو، على خلفية المستجدات الأخيرة وخسارتها بعض المناطق ما وضعها أمام تحدِّ جديد يجب أن يتم البناء عليه للخروج بحلول تعيد قوات شرق ليبيا إلى مسار إستعادة ما خسرته على الأقل في المراحل الأولى.
وهذا ما تحقق في هذه الزيارة، فإعادة إفتتاح السفارة الروسية بالتنسيق مع قوات شرق ليبيا، لا حكومة الوفاق وإن كانت في تونس، هو رسالة مزدوجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، تسهل على مسؤولي قوات شرق ليبيا التنسيق عن قرب مع الحلفاء سواء الروس أو المصريين والإماراتيين، ما سيدفع أنقرة وواشنطن إلى زيادة الدعم المقدم لحكومة الوفاق عبر تمتين الوجود التركي بشكل أكبر في ليبيا، هذا يعني أن الوضع مقبل على تصعيدٍ أكبر، إذ سيعتبر هذان الطرفان أن قيام موسكو بهذه الخطوة هو أمر استفزازي أكثر منه خطوة سياسية ودبلوماسية.
إلا أن هناك أمراً مهماً بما يتعلق بمقر السفارة، فكما هو معروف أن علاقة تركيا بتونس جيدة، ولم تمضِ على زيارة أردوغان إليها ولقائه نظيره التونسي قيس سعيد بضعة شهور، ما يعني أن الوضع لن يكون مريحاً، إذ قد تلتزم تونس الحياد ولا تسمح بأن يتم من على أراضيها التخطيط لأي شيء من مبدأ الحفاظ على سيادة البلاد وحدود الجوار، وهذا أمر وارد، وإن لم يحدث لكنه ممكن وليس مستحيلاً.
من هنا، بزيارة عقيلة صالح إلى روسيا، من المتوقع أن يعقبها زيارات أخرى إلى فرنسا التي لم تستسغ تصرفات تركيا الأخيرة، إضافة إلى مصر والإمارات، الأمر الي يمهد إلى تشكيل تحالف مضاد لن يكون عسكرياً في شكله، لكنه سيحبط محاولات تمدد أنقرة نحو الهلال النفطي “سرت”، وبالتالي هذه أولى خطوات الجنرال خليفة حفتر في مواجهة الخسائر الأخيرة مع خصمه فائز السراج المدعوم من تركيا.
فريق عمل “رياليست”.