موسكو – (رياليست عربي): بعيداً عن التحالفات التي تختارها أو تسعى لها الأنظمة العربية مع الخارج، تظل روسيا حالة فريدة في عقول وقلوب الشعوب بعيداً عن الحسابات السياسية.
حالة ارتباط تجمع شعوب المنطقة بالدولة الروسية، لدرجة الشغف بصور وتصريحات الرئيس فلاديمير بوتين، وتتمتع موسكو بوضع خاص شعبياً فى المنطقة، بدون توقيع اتفاقات بين الزعماء أو بيانات بين الوزراء.
اللافت أيضاً في هذه المعادلة، هو هوس شعوب الشرق الأوسط بشخصية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حتى الجوانب الشخصية في حياته البعيدة عن السياسة، فرحلات صيد بوتين ومشاركته فى مباراة جودو، أو مواقفه الصلبة مع زعماء العالم، أخبار تجد صدى واسع لدى العرب.
وجاءت تصريحات بوتين الأخيرة خلال مؤتمره الصحفي السنوي، التي دافع فيها عن نبي الإسلام محمد، ورفض إهانته بذريعة حرية التعبير احتراماً لمشاعر المسلمين، بمثابة تتويج لحالة العشق الشعبي بين شعوب العرب والرئيس الروسي، لدرجة دفعت بعضهم لاستبدال صور الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بصور رئيس روسيا الاتحادية.
ويعود هذا الشغف بروسيا ورئيسها على المستوى الشعبي، لكون العرب يعتبرون روسيا أقرب إليهم في التمسك بالطقوس الدينية، وعدم التهاون بالعمليات المنصوص عليها بالأديان، واحتفى العرب أيضا بتصريحات بوتين المهاجمة للمثلية الجنسية التي يسعى الغرب لفرضها بطرق ملتوية على الشرق الأوسط.
ولا تفارق ذاكرة هذه الشعوب فترات الاحتلال على يد الجيوش الغربية، وتتملك منهم حالة كراهية واضحة ضد أمريكا، وتعد من أقوى أسباب الإعجاب بروسيا، التي يرونها قوى عظمى أخرى تناطح النفوذ الأمريكي بما تملكه من قدرات عسكرية فرضت هيبتها، ونفوذ سياسي دولي يقف حائط صد أمام الصلف الأمريكي في المنظمات الدولية.
اللافت أنه خلال الأيام الماضية منذ تصريحات بوتين المدافعة عن نبي الإسلام، لم تتوقف مظاهر الحفاوة بالتصريح عن حدود دولة، وتبادله مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف جنسياتهم فى الشرق الأوسط، مرفقة بتعليقات تعكس الشعبية التى يتمتع بالمنطقة بالرغم من اختلاف اللغة.
ويرى مراقبون، أن روسيا تفوت فرص التطبيع الشعبي المتوفر له الأرض الخصبة، على العكس من أمريكا التى تغازل الشعوب رغم قناعتها بعدم احتلالها مساحة وجدانية مقارنة بالروس، لكن اختيار موسكو التعامل على المستوى الرسمي فقط بدون يفقدها سلاح ناعم تملكه في المنطقة العربية لا يحتاج ذخيرة سوى حزمة برامج تنموية على النهج الغربي في الصحة والتعليم والتكنولوجيا والفنون.
خاص وكالة رياليست.