موسكو – (رياليست عربي): أصبحت روسيا السوق السياحي رقم 1 في رأس الخيمة، وفي نهاية العام الماضي، ارتفع تدفق السياح إلى الإمارة الشمالية لدولة الإمارات العربية المتحدة من الاتحاد الروسي بنسبة 80٪: استقبلت رأس الخيمة أكثر من 200 ألف روسي، وفي موسم الذروة القادم، تأمل سلطات الإمارة في تجاوز الرقم القياسي ويرجع ذلك في المقام الأول إلى إطلاق رحلات جوية مباشرة من موسكو.
ورأس الخيمة هي الإمارة الواقعة في أقصى شمال دولة الإمارات العربية المتحدة، في الواقع، يتم ترجمة اسمها من اللغة العربية على أنها قمة الخيمة، بالإضافة إلى ذلك، فهي أيضاً المنطقة الأكثر خضرة في البلاد: بفضل هطول الأمطار من جبال الحجر، فهي تتمتع بالتربة الأكثر خصوبة في البلاد، وهذا هو المكان الذي تنمو فيه معظم التمور، ثم تذهب بعد ذلك إلى سوق الإمارات العربية المتحدة.
كما لا يوجد نفط في رأس الخيمة، لذا تعد السياحة أحد مصادر الدخل الرئيسية للإمارة، وتعمل السلطات الإقليمية الآن بنشاط كبير على تطوير هذا القطاع.
ورأس الخيمة تختلف تماماً عما يراه السياح في دبي أو أبو ظبي، لا توجد متنزهات ترفيهية ضخمة أو ناطحات سحاب ترتفع إلى السحاب، ولا تحاول سلطات رأس الخيمة أن تذهل العالم بمشروع خارق آخر.
وكما يقول الخبراء، تمكنت الإمارات من تحديد مكانها بوضوح على الخريطة السياحية للعالم وتقاتل من أجل السياح ليس فيما بينها، ولكن مع الدول الأخرى، على سبيل المثال، تجتذب دبي الابتكارات وكل “الأفضل” الموجود على هذا الكوكب؛ واعتمدت العاصمة أبوظبي بفضل متاحفها الفريدة (مثل متحف اللوفر) ومساجدها وحدائق الأطفال (عالم فيراري، وارنر براذرز وغيرها)، على السياحة التعليمية والترفيهية؛ وتم الاعتراف بالشارقة من قبل اليونسكو كعاصمة ثقافية للعالم العربي، كما أن رأس الخيمة، بفضل شواطئها وجبالها الرملية الواسعة، تضع نفسها كمنتجع لقضاء العطلات العائلية وسياحة المغامرات.
وتعتمد الإمارة في استراتيجيتها التنموية على العائلات التي لديها أطفال، لذلك تقع معظم الفنادق هنا على الساحل الأول، وتعمل بنظام وجبات من ثلاثة أطباق، “شامل كلياً” أو “شامل كلياً للغاية”، تقول أولغا إيفانوفا، ممثلة شركة الرحلات السياحية Fun&Sun: “تحتوي الفنادق على نوادي للأطفال حتى يتمكن الكبار من تكليف أطفالهم برسامي الرسوم المتحركة، ويمكنهم هم أنفسهم تخصيص الوقت لبعضهم البعض”.
واستقبلت رأس الخيمة في نهاية عام 2023، أكثر من 200 ألف سائح من روسيا، بزيادة مقارنة بعام 2022 تجاوزت على الفور 80%، وفي موسم الشتاء القادم 2024/25، تتوقع هيئات السياحة في الإمارة رقماً قياسياً جديداً، لأسباب ليس أقلها استئناف الرحلات الجوية المباشرة من الاتحاد الروسي.
وانطلق برنامج رحلات خطوط أورال الجوية من موسكو إلى مطار رأس الخيمة مطلع أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى مايو/أيار، أي أنه سيعمل خلال ذروة الموسم السياحي في الإمارات، وأصبح هذا حجة أخرى للسياح الروس لاختيار رأس الخيمة على الإمارات الأخرى.
ورأس الخيمة، على الرغم من أنها تعتبر أصغر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة (كانت آخر دولة انضمت إلى الدولة الموحدة في عام 1972)، إلا أن الناس عاشوا هنا منذ 7 آلاف عام، وفي العصور الوسطى كانت هناك مدينة تجارية ومركز لإنتاج الفخار، وفي وقت لاحق، قاتل البريطانيون والبرتغاليون وحتى القراصنة من أجل السيطرة على رأس الخيمة، ولذلك، كانت أراضي الإمارة محصنة بالعديد من أبراج المراقبة والحصون، ولكن حصن دايا فقط هو الذي نجا حتى يومنا هذا، ويعتبر هذا الحصن هو الحصن الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يرتفع على تلة يبلغ ارتفاعها 70 متراً، ولزيارتها يجب صعود 239 درجة، كما توفر القلعة إطلالة بانورامية رائعة على مزارع التمر وجبال الحجر.
مكان آخر يجب رؤيته في الإمارة، يسميه الخبراء قرية جامعي اللؤلؤ الجزيرة الحمراء. ذات مرة، كان صيد اللؤلؤ هو المصدر الرئيسي للدخل للسكان المحليين، والقرية الباقية هي المكان الوحيد من نوعه في المنطقة، حيث تم الحفاظ على الكثير من القرن السابع عشر تقريباً، عندما غادرها الناس.
لكن السمة الفريدة لرأس الخيمة مقارنة بالإمارات الست الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة هي أنه هنا فقط لا توجد شواطئ وصحراء فحسب، بل توجد جبال أيضاً، حيث تمتد سلسلة جبال الحجر لمسافة 700 كيلومتر من عمان عبر رأس الخيمة إلى مسندم، وهي منطقة عمانية في شبه الجزيرة العربية.
وبالطبع الصحراء: جولات لزيارة الجمال والبدو، وكذلك ركوب سيارات الجيب عبر الكثبان الرملية – وهي الرحلة الأكثر شعبية بين السياح في رأس الخيمة، بالمناسبة، تختلف رمال الإمارة كثيراً عن جيرانها: تشتهر الكثبان الرملية المحلية بـ “تأثير الحرباء” – اعتماداً على زاوية سقوط أشعة الشمس، يتغير لونها من الأحمر إلى الطيني، هذه الظاهرة لا تحدث في أي مكان آخر في العالم.