تحطَّمت، فجر الأربعاء الماضي 8 يناير/كانون الثاني 2020، طائرة أوكرانية من طراز بوينغ في العاصمة الإيرانية طهران، كان على متنها 176 شخصاً ماتوا جميعاً، في حادثة أثارت تكهنات عدة، وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد نقل بيانا عسكريا جاء فيه أن إيران أسقطت “عن غير قصد” الطائرة الأوكرانية بعد دقائق من مغادرتها مطار الإمام الخميني في طهران، وبرر ما حصل بما أسماه “خطأ بشريا”. طبقاً لوكالات أنباء عالمية.
يأتي سقوط الطائرة الأوكرانية بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران، فيما كانت إيران في حالة تأهب كبير لرد عسكري أمريكي مُحتمل بعد ساعات من إطلاقها صواريخ على أهداف أمريكية بالعراق، رداً على إغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ليؤدي سقوط الطائرة إلى مقتل جميع من كانوا على متنها جميعاً، لتخرج التصريحات الغربية موجهة أصابع الإتهام بالمقام الأول إلى إيران، فيما ضمت الإتهامات ايضاً روسيا، مع وجود فريق آخر يقول أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هي من تقف خلف هذا العمل، لإتهام طهران بالحادثة، إلا أن الجمهورية الإسلامية خرجت وإعترفت بانها خلف هذا العمل ستحاسب المسؤول حول ذلك.
قبل إعتراف طهران، لم تتهم السلطات الأوكرانية، إيران وكانت قد أعلنت انها بإنتظار إنتهاء التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة، فيما سارعت بريطانيا وكندا إلى تحديد نوع الصاروخ الإيراني الذي أصاب الطائرة في إتهام علني لها، فالطائرة كانت تحمل 82 إيرانياً بعضهم من حملة الجنسية الكندية، و11 أوكرانياً و10 سويديين، وثلاث ألمان وأربعة من أفغانستان، إلى جانب أربعة من بريطانيا، فيما إستبعدت الخطوط الجوية الأوكرانية فرضية الخلل الفني مؤكدة أنه تم فحص الطائرة بشكل دقيق، وهي من الطراز الحديث وعمرها عامان فقط.
طبقًا لمصدر خاص “برياليست”، فقد كان على متن هذه الطائرة بعض الشخصيات الإيرانية و الذين يحملون الجنسية الكندية غير مرغوب في تركهم لطهران. لذلك قام الحرس الثوري الإيراني بإسقاط الطائرة. و ذلك دون علم القيادة السياسية للبلاد.
بشكل عام، الأمر متوقف على محتوى الصندوق الأسود بحسب ما صرحت به إيران قبل إعترافها، وإذا أرادت إيران أن تكشف الحقيقة فعليها أن تتشارك معلوماته بحضور أطراف حيادية ومن بينهم بكل تأكيد أوكرانيا كونها مالكة الطائرة ومن الممكن أيضا أن يتواجد ممثلين عن الضحايا طبقاً للجنسيات المسجلة بين الضحايا. وأن تكون روسيا طرفاً مراقباً لضمان عدم تسيس التقارير من أي جهةٍ كانت وهذا فيما قبل تسجيل إعتراف طهران.
إلا أن ما قامت به طهران وإعترافها، جاء نتيجة أن الأقمار الصناعية الغربية من المؤكد أنها قد سجلت وحددت مكان إطلاق الصاروح وإصابة الطائرة المدنية، وهذا ما لن تستطيع إنكاره إيران فيما لو تأخرت بتبني الحادثة، فهي من جهة قطعت الطريق أمام تعدد الروايات ومن جهة أخرى قد تكون حفظت ماء وجهها امام الرأي العام العالمي، بتصويرها أن ذلك كان خطأ.
من هنا، لا شك أن حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية حادثاً أليمًا، قد يفتح على إيران تصعيد من نوع جديد يبدأ بتعويض عائلات الضحايا، ولا ينتهي بتعويض الخطوط الجوية الأوكرانية، فضلاً عن رؤية بعض الدول إلا أنه عملاً إرهابياً غير مبرر وغير مدروس، سيزيد من العزلة الدولية وسيضيف عقوبات جديدة على طهران لكن الـ 176 ضحية هي من دفعت ثمن سياسات إيران والولايات المتحدة الأمريكية معاً.
فريق عمل “رياليست”