قال الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية اللبنانية – حزب الله، إن تشكيل حكومة جديدة هو المخرج الوحيد للبلاد من الأزمة المالية، محذراً من أن حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) لن تدوم وستفشل، مشككاً في كيفية تنفيذ الحكومة الجديدة للإصلاحات المطلوبة لتنفيذ اتفاق صندوق النقد الدولي، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
استغل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مناسبة “يوم الجريح المقاوم” التي يحتفل بها حزبه من كل عام، للدخول على مجرى الأحداث السياسية المحلية معرجاً على التطورات في الساحتين الإقليمية والدولية.
على الصعيد المحلي
يبدو أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، ومن الممكن القول إنها خرجت فعلاً، حيث بات مشهد قطع الطرقات اللبنانية مشهداً بارزاً يتصدر شاشات الأخبار ووكالات الأنباء العالمية، وبدون أية تبريرات من جانب الأمين العام، إن الأزمة كلها تقع على عاتق “حزب الله” لجهة الضغوطات التي يتعرض لها لبنان كلها بسبب عدم تسليم سلاحه، وعلى إثر ذلك جاءت الأزمة المالية وأزمة المصارف، والتلويح بحرب أهلية مقبلة لا تحتاج إلا لتحديد تاريخها للاشتعال، وبالتالي هذا الفراغ الحكومي نتيجة طبيعية لمآلات الضغط الدولي ضد الحزب الذي وبحسب رئيسه أنه مع كل الحلول التي تقترحها الحكومة اللبنانية لتشكيل حكومة وحل الأزمات المتفاقمة وأبرزها الأزمة المالية.
التوجه شرقاً
في ظل الانقسامات الكبيرة التي يعاني منها لبنان، من شأن ما ذكره نصر الله حول الاستثمار مع الصين وروسيا وإيران في ضوء التطورات الأخيرة بين هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية، أن يعجل بوتيرة إشعال لبنان، فلن يقبل خصوم نصر الله بأن تكون إيران أو الصين أو روسيا المنقذ لبلدهم، فمن جهة هناك حسابات سياسية كبيرة وخوف أكبر من واشنطن إزاء التعامل مع طهران على سبيل المثال بالليرة اللبنانية ما يعني أن جانب العقوبات سيطالها لتقع في عزلة وتغرق في وحل ظروف لن تخرج منها بسهولة، خاصة بعد التصريحات الفرنسية الأخيرة التي اتهمت فيها بشكل مباشر الساسة اللبنانيين وعجزهم عن احتواء أزمتهم وحلها، يُضاف إلى ذلك من جهةٍ أخرى، أن هناك حساسية معينة في لبنان من الأفرقاء الآخرين تجاه إيران وأن ذكرها بنوع من التعاون سيجعل المشهد يتطور إلى منحى أشد خطورة عما هو عليه الآن، زد على ذلك، التوترات الأخيرة بين واشنطن وموسكو، وبالطبع لن تسمح أمريكا للصين الاقتراب من تلك المنطقة، وبالتالي قد تكون الحلول التي وضعها نصر الله من وجهة نظره وجماعته حلول من شأنها إنقاذ لبنان، لكنها فتيل حرب أهلية قد يشتعل في أية لحظة.
أخيراً، لم يوفق نصر الله في توقيت خروجه على العلن ووضع رؤى وحلول من ضمنها حليفه الأهم “إيران”، وهذا المبدأ بطبيعة الحال سيزعج الأوساط الدولية، فبدل أن يتم تسخير الجهود لحل الأزمة اللبنانية، سيكون الوضع إلى مزيد من التعقيدات، لعل بادئ ما فيها فشل اجتماع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، برئيس الجمهورية ميشال عون يوم الاثنين القادم، وخلاصة القول، إن الأمور لن تنتهي إلا برضوخ حزب الله، وهذا الأمر لن يتحقق، وبالتالي الأمور إلى مزيد من الفوضى والتي يُخشى أن تتحول إلى فوضى دموية.
فريق عمل “رياليست”.