بيروت – (رياليست عربي): اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، عن تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الرئاسي، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه عون، ذكر الحريري في كلمة مقتضبة إنه لم يتوصل إلى اتفاق مع الرئيس، قائلاً: “من الواضح أننا لن نتمكن من التوصل إلى اتفاق”، مضيفاً، “الله يكون في عون البلد”.
يبدو ان الخلاف الذي حدث بين الحريري والرئيس ميشال عون يتعلق بجوهر التشكيلة الحكومية، فالخيارات التي طرحها رئيس الحكومة المكلف في السابق لم ترق للأفرقاء الآخرين في الحكومة، وعليه، ما حدث اليوم هو تكرار للخلاف السابق ذاته، وقال الحريري حول ذلك: (خلال كلامي مع الرئيس، كانت هناك تعديلات طلبها، اعتبرتها أنا تغييرات جوهرية في التشكيلة، وأيضا تناقشنا بالأمور التي لها دخل بالثقة، وتسمية الآخرين والمسيحيين، وغيرهم. واضح أن الموقف لم يتغير، وواضح أننا لن نتفق مع فخامة الرئيس).
لقد قدم الحريري التشكيلة الوزارية قبيل سفره إلى القاهرة داعياً الرئيس عون إلى التفكير فيها، إلا أنه وبحسب تصريحاته الأخيرة قد أضاف عليه ست شخصيات جديدة، يبدو أنها ام تُراعِ تركيبة لبنان الطائفية، وأنها ستأخذ مقاعد أكثر من طوائف أخرى، حول ذلك قال الحريري: (طرحت على الرئيس اللبناني أن يحظى بوقت أطول للتفكير، لكنه قال إننا لن نستطيع التوافق، لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة)، وأضاف، (قدمت للرئيس عون حكومة من 24 وزيراً من الاختصاصيين حسب المبادرة الفرنسية وحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالنسبة لي هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالبلد وتبدأ بالعمل على وقف الانهيار).
فإذا كانت التشكيلة الأساسية التي قدمها الرئيس الحريري، المؤلفة من 24 وزيراً تم رفضها من قبل عون، فما هي حاجة إضافة 6 شخصيات جديدة إلى القائمة التي قوبلت بالرفض أيضاً، وعليه إن هذا الاعتذار بمثابة دخول لبنان إلى وضع قاتم، سيفجر الأوضاع المتفجرة أساساً، ما يعني حقبة صراع جديدة سيتعرض لها لبنان وسط فراغ حكومي غير قادر على حل أي ملف يخفف من وطأة الأزمة المستمرة إلى الآن.