أعلنت لجنة الانتخابات الإيرانية فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية بحصوله على 62% من أصوات الناخبين، أي 17,8 مليون صوت من أصل 28,6 مليون ناخب شارك في التصويت، وبحسب وزير الداخلية “جمال عرف” تم فرز أكثر من 90% من الأصوات.
وسيحل رئيسي خلفاً لحسن روحاني كرئيس لإيران الذي يشغل المنصب منذ أغسطس/ آب 2013. إذ لم يشارك روحاني في الانتخابات بحسب القانون الإيراني ولا يحق له الترشح لولاية ثالثة.
في هذا الشأن، علق الباحث الإيراني فاسيلي بابافا لوكالة “رياليست” على نتائج الانتخابات ووصف الرئيس الإيراني الجديد: سيد إبراهيم رئيسي هو رئيس إيران الجديد، رجل دين محافظ، له سمعة بأنه شخص غير مستعد لتقديم تنازلات. ففي عام 2016، ترأس رئيسي إحدى أغنى مؤسسات العالم الإسلامي “أستانا قدس رضوي” (ضريح الإمام الرضا) ، مما يجعله بلا شك أحد الشخصيات المؤثرة في الهيكل السياسي لإيران.
يشير التعيين في هذا المنصب إلى أن رئيسي يحظى بدعم المرشد الروحي لإيران آية الله علي خامنئي. كما أنه يتمتع أيضاً بعلاقات وثيقة جداً مع القوى الدينية والسياسية الرئيسية في الجمهورية الإسلامية، من المرشد الأعلى إلى الحرس الثوري.
بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، حصل رئيسي على عدد كافٍ من الأصوات للحفاظ على مستقبله السياسي، مما سمح له بالقيام بحملة مرة أخرى للمنصب. يجب أن نتذكر أن القوة الحقيقية في إيران في أيدي رجال الدين الشيعة الذين يحكمون البلاد بعد انتصار الثورة الإسلامية. إنهم يسيطرون على جميع هياكل السلطة في البلاد، ولا شك أنهم يتمتعون بدعم مثير للإعجاب بين سكان البلاد.
توضح القيادة العليا لإيران أن لكل سياسي إيراني يدعو إلى تطبيع العلاقات مع الدول الغربية: إن تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللذين تتعارض مصالحهما الإقليمية مع مصالح إيران الوطنية شيء واحد. المصالح في المنطقة، وموقف إيران المبدئي من محاربة الجماعات الإرهابية وحماية المصالح الإقليمية للبلاد.
كما أن النظام السياسي في إيران مصمم بطريقة تستبعد بشكل أساسي إمكانية حدوث تغيير حاد في السياسة الخارجية للبلاد. وهذه نقطة مهمة. ستستمر إيران في التطور وفق تعاليم آية الله الخميني، ولكن مع بعض الاعتبار للواقع الجديد. الاتجاه الرئيسي لتطور الدولة – الحفاظ على الاستقلال الوطني وحماية مصالح الدولة – سيبقى الفضل الثابت للنخبة الدينية والسياسية الإيرانية.