وافق مجلس الأمن الدولي على دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر تركي واحد وذلك غداة انقضاء أجل عملية إنسانية استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة وذلك مما سيؤثر على ملايين المدنيين السوريين، حسب تعبير المجلس، وتصف المنظمة الدولية المساعدات المنقولة من تركيا بأنها شريان حياة للسوريين في شمال غرب البلاد، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
يبدو أنه كان هناك إصراراً دولياً على زيادة عدد المعابر غير الشرعية لإستخدامها أممياً، لأسباب تم شرحها سابقاً، إلا أن إستخدام الصين وروسيا لحق النقض – الفيتو حال دون تحقيق هدفهم في هذا الشأن، فلقد أكدت روسيا، ان معبراً واحداً يعتبر كافياً وتستطيع الدولة السورية إيصال المساعدات من داخل الأراضي السورية ولا حاجة لأكثر من معبر واحد، مشيرة إلى أن رفض بقية الأعضاء هذا الأمر هو إنحراف عن القضية الأساس دون التنسيق مع الدولة السورية.
والجدير بالذكر، أن المعابر غير الشرعية في سوريا، في مناطق سيطرة القوات الأمريكية والتركية والتنظيمات الإرهابية المسلحة، تنشط فيها عمليات التهريب، من محروقات مكررة ونفط خام ومحاصيل زراعية إلى الداخل التركي، وذات المعبر هي جسور إمداد عسكري ولوجستي للتنظيمات الإرهابية المسلحة.
فبعد كل هذا السجال في مجلس الأمن، وإنتقاماً من روسيا، تم إستهداف قاعدة حميميم الجوية الروسية ثلاث مرات بطيران مسير قادماً من ادلب، رداً وإنتقاماً على الفيتو في المجلس، فأصبح معروفاً أن الفترة القادمة ستشهد تصعيد إرهابي، ورسمياً قد بدأ حقيقةً بإستهدافات الإرهابيين المتكررة في مناطق خفض التصعيد، فهؤلاء يحتاجون إلى كل المعابر ذات الرقابة الدولية لتكون مدخلاً ومخرجاً لهم أثناء هجماتهم الإرهابية منعاً لقصفهم من سلاح الجو السوري أو الروسي.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، لقد بدأ تنظيم جبهة النصرة التمدد نحو مناطق ريف حلب، بإيعاز ومباركة تركية، فلو تم نجاح مشروع ألمانيا وبلجيكا، لكان شكل هذا الأمر خطراً كبيراً على مواقع الجيش السوري، وعلى القوات الروسية التي تسيير دوريات في مناطق خفض التصعيد، إضافة إلى المدنيين، ما يعني أن هذا السيناريو واضح ومعلوم للطرفين السوري والروسي.
ونتيجة لهذا الفشل أيضاً تم تحريك تقرير منظمة الأسلحة الكيميائية حول إستخدام سوريا لأسلحة كيميائية في منطقة اللطامنة بريف حماة، فكل هذه العوامل تشي بأن رفض مشروعهم قوبل بتصعيد من نواحي وجوانب عدة، إنتقاماً بالمقام الأول من الدولة الروسية.
من هنا، وبعد إستهداف القاعدة الجوية الروسية، بالطيران المسير، وعبر هيئة تحرير الشام، لم يعد أمام الصمت الروسي أي حجة لمواجهة تركيا، وإيجاد حل ينهي هذا الإجرام المدعوم من أنقرة، يضاف إلى ذلك أن روسيا دولة “مسيحية أرثوذكسية” وما حدث بمسألة تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، مسّ المسيحيين حول العالم، ومن بينهم روسيا، فهل أصبحت تركيا قوة عظمى وأعظم من روسيا، سيكون هذا الأمر صحيحاً إذا بقيت الدولة الروسية على صمتها، مقابل التحالف الاقتصادي الذي قد يضعفها على الساحة السياسية، فهل تفضل موسكو الاقتصاد على دورها السياسي، هذا ما سيتبين في القادم من الأيام.
فريق عمل “رياليست”.