مينسك – (رياليست عربي): عُقد اجتماع وزراء خارجية دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مينسك وكان الموضوع الرئيسي زيادة تعميق التعاون بين الدول. نتيجة للمناقشات المطولة خلف الأبواب المغلقة، ووقع المشاركون الستة عدة اتفاقيات تهدف إلى تحسين الرابطة واعتمدوا أيضاً بيانين مشتركين: حول منع سباق التسلح في الفضاء والوضع في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب قمة المنظمة، إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، على عكس الناتو، لا تدعي أنها تلعب دوراً رائداً في القارة الأوراسية.
بالتالي، إن أحد الأهداف الرئيسية، بحسب الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، يجب أن يكون التخلص من الاعتماد على توريد المنتجات المستوردة، بالإضافة إلى ذلك، خلال المحادثة، شدد رئيس بيلاروسيا على أن الوضع الحالي في العالم لا يدع مجالاً للشك في أن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بحاجة إلى البقاء معاً.
في الوقت نفسه، لتعميق التفاعل مع المنظمات الدولية، ولا سيما مع الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى ذلك، يجب على المنظمة أن تبني معلوماتها وإمكاناتها التحليلية وأن تتحدث في كثير من الأحيان نيابة عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي في المحافل الدولية.
لقد كان تحديد سبل تعميق التعاون هو ما تناوله رؤساء الوفود في الاجتماع، الذي عقد في معظمه خلف أبواب مغلقة، فقد ذهب الدبلوماسيون إلى الصحافة فقط للتوقيع على عدد من الوثائق، مكرسة بشكل أساسي لتحسين أنشطة هيئات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، في الوقت نفسه، اعتمد المشاركون في القمة بيانين هامين: حول منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي، وحول الوضع في أفغانستان.
وزير الخارجية البيلاروسي سيرجي ألينك: “لقد أكدنا على عدم جواز وضع أسلحة في الفضاء الخارجي، والتهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي”، وأضاف أن أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي مهتمون بتخفيف التوترات على المستويين الإقليمي والعالمي، وفي حديثه عن أفغانستان، أشار الوزير إلى أن الوضع في هذا البلد لا يزال يمثل تحدياً خطيراً للأمن والاستقرار في منطقة مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، نظراً لحدودها المشتركة مع طاجيكستان.
من جانبه، قال لافروف، بعد هروب تحالف الناتو من أفغانستان، تركت البلاد في حالة يرثى لها، ولم يتم القضاء على الأسباب التي تحافظ على أراضي هذا البلد كإقليم تزدهر فيه المظاهر الإرهابية وتزدهر تجارة المخدرات، وأوضح الوزير أن كل هذا بالطبع يؤثر بشكل مباشر على المصالح المشروعة لبلادنا.
وفي حديثه عن منع سباق التسلح في الفضاء، أشار وزر الخارجية إلى أن موسكو تروج لهذه الفكرة مع الصين في مؤتمر نزع السلاح في جنيف.
كما تحدث لافروف عن التطور المستقبلي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولا سيما كقوة موازنة محتملة لتحالف شمال الأطلسي، وقال: لا أعتقد أننا يجب أن نعطي منظمة معاهدة الأمن الجماعي نوعاً من الكتلة التي تعارض أحداً، تتطور منظمة معاهدة الأمن الجماعي على أساس المصالح الأمنية المشروعة للدول الأعضاء، كما لا تدعي منظمة معاهدة الأمن الجماعي أنها تلعب دوراً رائداً في القارة الأوروبية الآسيوية بأكملها، بل “الناتو يفعل ذلك بالضبط”.
بالتالي، عن الدول الأعضاء في المنظمة تلتزم بمسار زيادة تعميق التعاون، عى سبيل المثال، إن الأحداث التي وقعت في كازاخستان (في بداية عام 2022) أظهرت للتو فعالية منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي لا تستطيع منع الانقلاب فحسب، بل أيضاً تستطيع العمل على استقرار الوضع العسكري والسياسي في المنطقة.