لا يزال المجتمع الدولي والبعثة الأممية إلى ليبيا، يتجاهلون عن عمد أو بدونه الخطوات الصحيحة، التي ستؤدي إلى نتائج ملموسة لحلحلة الأزمات الليبية المتلاحقة. وتبدو الخطوات التي تتبعها البعثة الأممية بمباركة دول ذات تأثير في الأزمة الليبية ، تتلقى العثرة تلو الأخرى ، ومن أهم هذه العثرات، الغضب العارم من قبل كيانات قبلية واجتماعية، من طريقة اختيار الشخصيات التي ستشارك بحوار تونس في نوفمبر القادم.
ووجهت شخصيات عدة وكيانات ليبية، الانتقاد لطريقة دعوة البعثة الأممية في ليبيا لشخصيات جدلية، وكيانات متأسلمة كانت السبب الرئيسي في أزمات ليبيا، لكي تحضر اجتماع تونس لإيجاد حلول لأزمات ليبيا، وعللت الجهات المنتقدة، انتقادها الموجه للبعثة الأممية، بأنه لا يمكن لمن كان سببا في الأزمة ، أن يكون سببا في الحل. في هذا الإطار وجه المجلس الأعلى لقبائل الغرب الليبي، انتقادات حادة للبعثة الأممية، لدعوتها أجسام وصفها بالمنتهية منها ، مجلس النواب، و المجلس الأعلى للدولة الاستشاري ، وكذلك حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة.
وأعرب مجلس القبائل والمدن الليبية بالمنطقة الغربية، عن رفضه كل الوجوه الحالية، والكيانات التي توجد على الساحة في ليبيا، محملا هذه الجهات مسئولية إفقار الليبيين ، معبرا عن رفضهم شكلا وموضوعا، ولابد من مغادرتهم المشهد. كما استنكر المجلس طبيعة الدعوات، التي توجهها البعثة الأممية للمشاركين في الحوارات ، مبينا بأن الحلول في ليبيا يجب أن تكون بدون وجود هؤلاء الشخوص ، وتلك الأجسام التي ساهمت في خلق الفوضى وتبديد ثروات البلد، وساهمت في استمرار انتهاك أمنه وسيادته.
وتواصلت عملية انتقادات البعثة الأممية، وطريقة دعوتها للمتفاوضين، وأسلوبها في قيادة الأزمة الليبية، ووصف المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق، أسلوب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في اختيار أعضاء لجنة الحوار السياسي ؛ المزمع عقده في التاسع من شهر نوفمبر المقبل في تونس ، بالعقيم والمهمش لعدد كبير من المناطق والكيانات الليبية. وأوضح المجلس الأعلى للطوارق بأن تغييب مكون أصيل مثل الطوارق، ومناطق غات، وغيرها في الجنوب الغربي لليبيا يعد إجحافًا وتهميشًا، مستغربا يثبت تناقض رئيسة البعثة، ستيفاني ويليامز، والتي كانت قد أشارت سابقا، بأن الاختيار سيكون شاملاً لكل المكونات والمناطق.
وتثير حفيظة الليبيين من هذه الدعوات أن أغلب الشخصيات والكيانات ترتبط بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان المسلمين أو الجماعات المتشددة، وهو أمر يتفق في مناهضته أغلب الليبيين، حتى من يختلفون في التوجهات السياسية، سواء في غرب البلاد أو شرقها أو جنوبها. وحاولت البعثة بطريقة تستهدف ايجاد اجابة في حالة أين المكون الاجتماعي والقبلي، بمشاركة بعض الشخصيات ، ذات التأثير الاجتماعي، لكن البعثة لم تعطي هذا الكيان المؤثر التمثيل اللائق به.
كما يظهر من قائمة المشاركين غياب تمثيل متوازن بين أقاليم البلاد الثلاث، (برقة – طرابلس ـ فزان ) وهذا التوزيع التاريخي والجغرافي زادت المطالب به، خلال سنوات حكم حكومة الوفاق، والتي ركزت اهتمامها وأعمالها، بإقليم طرابلس، وتحديدا شمال هذا الاقليم، وبتركيز أكبر على مدينتي طرابلس ومصراته. ولذلك ينظر سكان اقليمي برقة في الشرق الليبي ، وفزان في الجنوب، بأن تمثيلهم هامشي في لقاء تونس ، وأنه مهما كانت الشخصيات المشاركة وطنية ولديها اهتمام بمشاكلهم، إلا أنهم ونظرا لقلة عددهم، أمام تيار الاخوان، وممثلي الغرب الليبي، لن يكون صوتهم مسموعاً.
خاص وكالة “رياليست” – عبد العزيز الرواف – كاتب وصحفي ليبي.