بيشكيك – (رياليست عربي): ستقيم بيشكيك والدوحة تعاونا في المجال العسكري. وقد اعتمدت اللجنة البرلمانية القيرغيزية المعنية بالشؤون الدولية والأمن والدفاع والهجرة مشروع القانون هذا في القراءة الثانية، والآن أضافت قطر مصالحها العسكرية إلى مصالحها الاقتصادية في المنطقة.
وتم التوقيع على اتفاقية للتعاون المستقبلي بين قيرغيزستان وقطر في يونيو 2023 خلال زيارة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بيشكيك، وبالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لهذا الاجتماع، تم إبرام وتوقيع ما مجموعه 13 وثيقة ثنائية.
وعلى وجه الخصوص، اتفاقيات إنشاء وتشغيل المراكز الثقافية، والتعاون في مجالات الرعاية الصحية والطب البيطري والتحقيق ومكافحة المخالفات الجمركية، في مجال الرياضة، في المجال القانوني، وما إلى ذلك.
وكما صرح الرئيس صدير جباروف حينها ، أصبح الشيخ أول زعيم عربي يزور قيرغيزستان، ووفقاً له، فإن هذه الزيارة “كانت لها أهمية تاريخية كبيرة” بالنسبة للعلاقات مع العالم العربي ككل، ويأمل في رفع مستوى التعاون إلى مستوى الشراكة الشاملة.
بشكل عام، لم تهتم قطر بمنطقة آسيا الوسطى إلا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفي عام 2012، توجه وفد من قيرغيزستان إلى الدوحة لأول مرة بدعوة من الأمير، ثم اتفق الطرفان على إنشاء صندوق استثماري بمبلغ 100 مليون دولار لتنفيذ المشاريع المختلفة في الجمهورية.
كما اقترح الرئيس الأول لأوزبكستان، إسلام كريموف، مشروعاً طموحاً إلى حد ما لممر النقل بين أوزبكستان وتركمانستان وإيران وعمان وقطر كبديل للمشروع الروسي، لكن هذه الفكرة لا تزال في مرحلة المناقشة.
الآن، كجزء من الوثيقة الموقعة، كما أشار نائب وزير الدفاع في قيرغيزستان إيرليس تيرديكباييف، ستتاح للأفراد العسكريين المحليين الفرصة للمشاركة في المشاريع التعليمية والدورات قصيرة المدى والتمارين والتدريب والمسابقات.
بالإضافة إلى ذلك، “قد يتم البدء في مشاريع لتحسين البنية التحتية وبناء المرافق للقوات المسلحة القرغيزية وتقديم المساعدة العسكرية الفنية المجانية من الجانب القطري”.
بالتالي، إن التركيز في هذه الحالة ينصب على العامل العسكري، عندما تشارك دول الشرق الأوسط في مشاريع اقتصادية أو صناعية، بما في ذلك في بلدان آسيا الوسطى أو القوقاز، فإن هذا لا يثير عموماً مثل هذا الاهتمام الكبير، لأن هذا يحدث بانتظام، كما أن الدول العربية – سواء كانت قطر أو الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية – تقوم باستثمار أجنبي مباشر في مشاريع مختلفة، هذا فعال سواء من حيث زيادة الدخل أو من حيث تعزيز النفوذ وتحسين الوضع في بعض البلدان، بالإضافة إلى ذلك، بما أن هذه العلاقات لا تهم روسيا، فإن قطر في هذه الحالة لا تخاطر بالوقوع تحت أي عقوبات أمريكية.
كما أن توازن القوى في الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص، فإن أقرب حليف وشريك لقطر هو الجمهورية التركية، كلا الدولتين لديهما خلافات مع السعودية ومصر، وهناك عدة خطوط للمواجهة هنا، ويجب ألا ننسى الأزمة الدبلوماسية القطرية، لقد تم حل المشكلة بطبيعة الحال، وتوصلت الأطراف إلى توافق في الآراء، ولكن ظلت بعض الرواسب قائمة، هذه الأزمة كشفت عن خط التفاعل الصدامي بين دول الشرق الأوسط، وهذا يرتبط بحركة الإخوان المسلمين المحظورة في روسيا والسعودية ومصر، وفي الوقت نفسه، تعمل بشكل قانوني في قطر وتركيا.
بالنسبة لقطر فهي قادرة على تطبيق التوجه الإسلامي، وتركيا تؤثر بنشاط على دول آسيا الوسطى: كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، في هذه الحالة، فإن إقامة علاقات بين قيرغيزستان من جهة، وتركيا وقطر من جهة أخرى، قد يسمح للأتراك في المستقبل بأن يكونوا مستفيدين.
بالإضافة إلى ذلك، إن التعاون بين قطر وقرغيزستان في المجال العسكري تم الاتفاق عليه بين الدوحة وأنقرة، حيث تساعد هاتان الدولتان بعضهما البعض بنشاط في المجال العسكري، فمن غير المفاجئ لو كانت هناك بعض التدريبات المشتركة بين قيرغيزستان وقطر وتركيا في وقت لاحق، ومن ثم قد تنضم إليهم أوزبكستان، لكن بشكل عام، يعد هذا اندماجاً واسع النطاق في المنطقة.
بالنسبة لروسيا، بشكل عام، تتمتع روسيا وقطر بعلاقات سلسة إلى حد ما، بغض النظر عن القضية مع جماعة الإخوان المسلمين، ومن غير المرجح أن تنظر روسيا إلى نشاط قطر على أنه تهديد، خاصة وأن الجيش القطري يتكون بشكل رئيسي من الأجانب ولا يصل عدده إلى 100 ألف فرد، لكن المجموعة بشكل عام ستكون صغيرة جداً، كما أن الصين ستلتزم على الأرجح بموقف مماثل.
روسيا تؤيد عالم متعدد المراكز، وقطر لن تهدد مصالح روسيا في المنطقة بأي شكل من الأشكال، نحن نتحدث عن شراكة وتعاون طبيعيين تماماً، بالتالي هناك لمسة تركية معينة، لكنها محدودة للغاية حتى الآن.
بالتالي، من الناحية النظرية هناك احتمال لتطور سيناريوهات سلبية، نظراً لعدم الاستقرار النسبي في قيرغيزستان، حيث تسعى الدول الغربية إلى استعادة نفوذها في المنطقة، لكن زيارات الممثلين الخاصين والسياسيين لدول المنطقة لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن، لذلك هناك احتمال أن تحاول الدول الغربية استخدام حلفائها، مثل قطر، لهذه الأغراض.