القاهرة – (رياليست عربي): كشفت مصادر أن القاهرة لن تقوم برفع التمثيل الدبلوماسي مع أنقرة في الوقت الحالي، وقالت إن تركيا لم تزود مصر بمعلومات أمنية عن متطرفين عادوا من سوريا إلى تركيا، كما رفضت التوقيع علي وثائق تتعهد فيها بالانسحاب غير المشروط في ليبيا، طبقاً لموقع “العربية نت”.
وأكدت المصادر أن القاهرة تتمسك بخروج القوات التركية من ليبيا، ووقف أي عمليات لتعطيل الانتخابات في البلاد، كما طالبت مصر بتجميد ووقف نقل أي عناصر مصرية شديدة التطرّف إلى ليبيا والدول المجاورة.
قوة إقليمية
رغم أن تركيا تتميز بقدرتها العسكرية وصناعاتها العسكرية التي سمحت لها التدخل في عشرات الملفات بعضها بتدخل عسكري، كما في سوريا وليبيا، إلا أن مصر تتميز بما يفوق القوة التركية التي يبدو أنها مصحوبة بدعم أمريكي، إذ أنه لولا ذلك، لا تستطيع الزج بنفسها على الصعيد السياسي أو بقواتها عسكرياً في أيٍّ من البلاد التي تشهد توترات وصراعات.
بالتالي، تندفع أنقرة إلى التطبيع مع مصر لتأمن جانبها، نظراً لقوة مصر العسكرية ولموقعها الجغرافي الذي يشكل تهديداً حقيقياً لمصالح تركيا في ليبيا وشرق المتوسط، إلا أن السنوات الماضية كانت كفيلة لأن تعي القاهرة خطورة التدخل التركي في القضايا العربية، وتحويل الصراعات إلى احتلال تركي، شكّل مع الوقت تهديداً لأمن مصر القومي، فبات من الضروري ردع هذا التحرك، بكل الأشكال، وهنا لا بد من القول، إن الولايات المتحدة تحمي أنقرة وهذا أمر لا شك فيه، لكن وبنفس الوقت تُعتبر القاهرة أكبر ثاني مستورد للأسلحة الأمريكية، وتعد مصر سوقاً مهماً بالنسبة لواشنطن، ولا يمكن أن تفرط بتحالفها مع القاهرة بأي شكل من الأشكال، لأن التحالف التركي – الأمريكي هو مجرد حجز موقع في المنطقة عبر أنقرة، يُستفاد من ذلك مستقبلاً، بينما القاهرة قوة إقليمية يُحسب اليوم لها ألف حساب.
ويكفي ذكر القواعد المصرية الجديدة التي أنشئت في مواقع جيو – استراتيجية كقاعدة برجيس والآن قاعدة 3 يوليو، التي تعتبر الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، ما يعني أن مصر باتت المدافع والمؤمّن للقارة الأوروبية من أية أخطار تركية محتملة، فإذا ما قررت تركيا ارتكاب أية حماقة في المنطقة، فإن مصر بقوتها العسكرية ستعمل على دحر أي عدوان محتمل، بالتالي هذا السيناريو بالنسبة لتركيا لم يعد مطروحاً ولا يمكن لها حتى مجرد التفكير به.
الملف الليبي وشرق المتوسط
إن الخطوات التي قدمتها تركيا لمصر لتحسين مظهرها، ليس كافياً بالقدر المطلوب الذي تتطلع له القاهرة خاصة وأنها حددت تحديداً تلك الخطوات التي يجب على أنقرة اتباعها، ليتم التفكير جدياً بإعادة التطبيع بين الجانبين، ففي ليبيا، وإن لم يُذكر ذلك بطريقة مباشرة، لكن من مصلحة تركيا الإبقاء على الإسلام السياسي متمثلاً بالإخوان المسلمين في السلطة السياسية الليبية، ومسألة تعطيل الانتخابات إن حدثت فهم السبب في ذلك، زد على ذلك، عم سحب قواتها إلى الآن إلى جانب المرتزقة يؤكد أن القاهرة تعي تماماً مآرب التركي في المنطقة.
بالتالي، تحركت مصر في عدة اتجاهات، أفريقياً وأوروبياً، وأقامت تحالفاتها التي تشكل ردعاً مباشراً للأتراك سواء في المتوسط أو في ليبيا، ما يضع أنقرة في الزاوية، فهي اليوم مضطرة إلى تصحيح مسارها، على مبدأ الإجبار، وليس تفادياً لدرء المخاطر.
بالتالي، مع ازدياد قوة مصر على كافة الأصعدة، لا تزال ترحب بالخطوات السياسية والدبلوماسية إن ترافقت مع خطوات ملموسة من أطراف الخلاف، وهذا يعني، أن مصر تربعت اليوم على عرش قيادة المنطقة العربية كقوة إقليمية فاعلة بنت نفسها بنفسها، وباتت لاعباً كبيراً، كبرى الدول ستحسب لها الحسابات، وتركيا ليست إلا دولة تحاول بالحيلة أخذ هذا المكان لكنها فشلت، لكن في العلاقات الدولية لا مكان إلا للأقوياء.
خاص وكالة “رياليست”.