موسكو – (رياليست عربي): تشهد العلاقات الأميركية – الروسية توتراً تتصاعد حدته، تمثل في طرد متبادل للدبلوماسيين واتهامات متبادلة بالتصعيد في البحر الأسود قبيل لقاءين مرتقبين بين وزيري خارجية ورئيسي البلدين، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
حالة من التصعيد السياسي والعسكري معاً ومن الممكن وصفه بأنه تصعيد غير مسبوق تتعرض له تلك المنطقة، في محاولة غربية واضحة لتقويض القدرات الروسية والإطباق عليها عبر خواصر يمكن وصفها بالرخوة، كما أوكرانيا من جهة وكذلك بولندا من جهةٍ أخرى، وعلى مدار تاريخها، لم تقف بوصلة العلاقات بين قطبي الحرب الباردة روسيا والولايات المتحدة، في اتجاه واحد، لكن ملفات خلافية تراكمت في السنوات الأخيرة، لتضع تلك العلاقة على فوهة بركان، رغم أن المؤشرات ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، كانت تقول، إن الأوضاع ستسير على طريق الاستقرار حتى ولو كان وقتياً.
ففي ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت التوترات الأمريكية – الروسية تقتصر في غالبيتها على منطقة الشرق الأوسط، والتي بدا أنها غير مهمة بالنسبة لخلفه بايدن، الذي يريد الاستحواذ على طرق الطاقة والغاز أو على الأقل عرقلة روسيا في هذا الاتجاه، سواء بالعقوبات أو بالاحتلال غير المباشر تحت ذرائع مختلفة، انطلاقاً من أوكرانيا وأوروبا، بالتالي، هذا التصعيد عنوانه الأبرز عسكري، لكنه تصعيد اقتصادي بحت، فالإدارة الأمريكية تريد تعويض خسائرها بأي طريقة، فهي إلى الآن فشلت أمام احتواء التنين الصيني، لذلك بدأت تقلّم أظافر موسكو، لكن هذا لا يمكن له أن ينجح أمام التقدم الروسي حتى لو اشتعلت حرباً عالمية ثالثة.
وعلى مدار الأيام الماضية، تزداد حدة نبرة التصريحات الصادرة من كييف وموسكو وواشنطن وبروكسل، مع حشود عسكرية تنذر بحرب على ضفاف البحر الأسود التي أصبحت ساحة للحشد العسكري، من موسكو من جهة، وحلف شمال الأطلسي المؤيد بقوة لكييف في المقابل، هذا الانقسام الواضح وتوحيد ورص الصفوف في وجه روسيا، سبق وأن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حياله، لكن لا يزال تصميم الحلف الآخر على المواجهة مستمراً، متناسياً أن في جعبة روسيا الكثير من أوراق القوة، ليست بالضرورة أن تكون في حدودها مع أوروبا أو أوكرانيا من الناحية العسكرية، بل هناك ورقة الطاقة، فالقارة الأوروبية بما فيها بروكسل مقر الناتو، يعتمدون على الغاز الروسي، وسبق أن هدد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بقطع الغاز عن أوروبا في أزمته مع بولندا عندما وقف الغرب الأوروبي ضده.
كذلك لدى روسيا أوراق قوة كثيرة في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا، كذلك تستطيع استمالة إيران بطريقة ما فيما يتعلق بالعراق، وفي وسط آسيا أيضاً، بما يتعلق بأرمينيا، هناك أوراق كثيرة تستطيع المناورة بها، لكنها تأمل أن تنتهي الأمور بطريقة ودية لا تصعيدية، لكنها جاهزة في حال أبى الغرب أن يذهب إلى التهدئة.
فهل المواقف الغربية نابعة من خشيتهم من غزو روسي جديد لأوكرانيا الحليفة لواشنطن ما يحرج أكبر قوة عسكرية بالعالم كما حدث معهم في أفغانستان؟
خاص وكالة رياليست.