الخرطوم – (رياليست عربي): أصدر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق ركن محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”، بياناً حسم فيه موقف قوات الدعم السريع العاملة تحت قيادته بمعزل عن المؤسسة العسكرية النظامية، وحمل البيان مفردات مفادها نية الرجل الثاني في الدولة الابتعاد عن الحياة السياسية ووضع قواته ضمن الإطار الشرعي للدولة.
ورغم اشتمال البيان على عدة نقاط مهمة متعلقة بالأزمة السودانية ودور القوات الأمنية سواء السياسي أو العسكري، قال الكاتب والخبير السوداني، عثمان ميرغني، إن بيان الجنرال دقلو يعد أخطر البيانات التي يصدرها، وأرجع ذلك طبقاً لقراءة بنوده، أنه حمل موافقة صريحة على دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وحث القوى المدنية على الإسراع بتولي الحكم لإنقاذ البلاد من مخاطر التفكك والانهيار.
وأشار ميرغني إلى الفقرة المعنية التى جاء فيها: (كما أؤكد التزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني، وكل المخلصين الوطنيين الحادبين الالتزام بمهامها الدستورية والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان بما في ذلك بند الترتيبات الأمنية المنصوص وصولاً لجيش واحد مهني).
واستهل الجنرال السودانس بيانه الذي شغل دوائر التحليل فس المنطقة، بالترحم على كل نفس ازهقت بغير حق في النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان وفي الخرطوم وكل بقعة من بقاع هذا الوطن العزيز، و أخاطبكم اليوم وبلادنا تمر بأزمات هي الأخطر في تاريخها الوطني الحديث، أزمات تهدد وحدتها وسلامتها وأمنها ونسيجها الاجتماعي، وتفرض علينا جميعاً وقفة أمينة وصادقة مع النفس، وتحملاً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية.
مؤكداً، إن انتشار الصراعات القبلية على امتداد البلاد وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس التي حرم الله المساس بها وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية ستقود بلادنا حتماً للانهيار، وهو ما لن نكون جزءاً منه ولن نصمت أو نسكت اطلاقاً عن كل من يهدد هذه البلاد وإنسانها.
وتابع فى بيانه، أنني أراقب وأعلم تماماً المخططات الداخلية والخارجية التي تتربص بالبلاد وأدعو من هذا المنبر كل الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية للتكاتف الانتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن الحالية، فقد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي والذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شراً.
الشعب السوداني الكريم، لعلكم تابعتم القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو الماضي، هذه القرارات التي عملنا على صياغتها سوياً وعبر تشاور مستمر وبروح الفريق الواحد وبنية صادقة أن نوفر حلولاً للأزمة الوطنية مهما كلفنا من تنازلات، فنحن لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا، لذا فقد قررنا سوياً إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية أن يتجاوروا ويتوافقون دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون.
لذا ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، وسأبذل قصارى جهدي لتذليل أي صعاب قد تواجههم في سبيل الوصول لما يخرج بلادنا لبر الأمان.
لقد أمضيت الأسابيع الماضية في دارفور وسأعود إليها مرة أخرى لمواصلة ما بدأته هناك و تنفيذ اتفاق السلام و إستكماله.لقد صدمت بحجم الدمار الذي خلفته سنوات الحروب والتهميش هنالك وحجم الصراعات والخلافات بين مكونات الإقليم وانتشار الفقر وسوء الخدمات وغياب الدولة، وقد بذلت جهوداً كبيرة بدأت تظهر نتائجها بصورة مبشرة، لذا سأواصل مع رفاقي الآخرين العمل الذي شرعنا فيه حتى ينعم كل شبر من بلادنا بالأمن والاستقرار وحتى ننهي خطابات العنصرية والكراهية بصورة نهائية لا عودة لها، وأدعو كل أبناء وبنات هذا الشعب لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والوعي بتعدد بلادنا وتنوعها وضرورة إنهاء كل أشكال التمييز فيها، فكل البشر متساوون ولا فرق بين جهة وأخرى أو قبيلة وأخرى أو عرق وآخر. كلنا بشر خلقنا الله من طين وسنعود إليه ليجزينا عن عملنا فيجازي من أحسن خيراً ويعاقب من أساء بآثامه.
ختاماً إنني أجدد التأكيد ومن موقع مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية، التزامي التام بالعمل من أجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وحماية المرحلة الانتقالية حتى تقود لتحول ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة، كما أؤكد التزامي التام بالعمل مع الجيش السوداني، وكل المخلصين الوطنيين الحادبين الالتزام بمهامها الدستورية والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان بما في ذلك بند الترتيبات الأمنية المنصوص وصولاً لجيش واحد مهني ويعكس تعدد السودان وتنوعه، ويحافظ على أمن البلاد وسيادتها ويصد كل أشكال العدوان ضدها ،كما نجدد الدعوة للأخوة حملة السلاح للانضمام للسلام .
خاص وكالة رياليست.