باريس – (رياليست عربي): بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون جولته الأولى إلى القارة الأفريقية، منذ إعادة انتخابه رئيساً لفرنسا.
وسيلتقي الرئيس الفرنسي، نظيره الكاميروني، بول بيا لبحث إمكانيات الاستثمار الفرنسي في الزراعة الكاميرونية، ومناقشة التهديد الإرهابي في شمال الكاميرون، حيث تقع بحيرة تشاد سيئة السمعة، في المنطقة التي تعمل فيها بوكو حرام وولاية غرب إفريقيا.
ومن المرجح أن يكون موضوع المفاوضات هو إمكانية إجراء عمليات محدودة للقوات الفرنسية من أراضي النيجر، حيث لا يزال لدى الجمهورية الخامسة أكثر من ألف جندي وطائرة.
كما من المتوقع أن يكون الموضوع الرئيسي للمفاوضات في بنين هو النشاط الإرهابي في شمال البلاد، والذي بدأ في النمو في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حيث بدأت خلايا جماعة نصر الإسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة في شن هجمات منتظمة على الحدود ونقاط الشرطة والجمارك بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.
يشار إلى أن هذا يحدث أيضاً من خلال خطأ فرنسا، التي لم تتمكن منذ 2013 (أو بالأحرى لم ترغب) في القضاء تماماً على التهديد الإرهابي في مالي، مما يسمح للإسلاميين الراديكاليين بالتسلل إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين، ومؤخراً لبدء توسع كامل في دول خليج غينيا، ومن المرجح أن تكون فرنسا هي التي استفزتها لتلعب على صورة دولة تحارب الإرهاب في إفريقيا، حيث تم تنفيذ مخطط مماثل في عام 2013 لإطلاق عملية سيرفال في مالي.
لا توجد عملياً أي مشاكل مع الإسلام الراديكالي في غينيا التي سيزورها ماكرون أيضاً، لكن الوضع العام على مدى السنوات القليلة الماضية كان متوتراً للغاية على الدوام، ويرجع ذلك إلى الصراع المستمر داخل النخب السياسية، بما في ذلك من أجل السيطرة على الموارد وتهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا.
في أوائل فبراير/ شباط 2022، وقعت محاولة انقلاب فاشلة في بيساو، حاول خلالها المتآمرون عزل الرئيس الحالي للبلاد، أومارو شيسوكا إمبالو، وفي مايو/ أيار، حل رئيس الدولة البرلمان والحكومة، عيّن رئيساً جديداً، لم يشمل حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا بيساو.
ومع ذلك، على الرغم من عدم الاستقرار السياسي العام في الدولة الأفريقية، فإن هذه الزيارة مهمة لماكرون، حيث سيتولى عمرو سيسوكو إمبالو قيادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
النوايا الفرنسية
بعد هزت سلسلة الانقلابات في المستعمرات الفرنسية السابقة والانسحاب القسري للقوات من مالي بشكل خطير موقف الجمهورية الخامسة في القارة السوداء ووجهت ضربة لسمعة ماكرون نفسه، لذلك، فإن جولة الرئيس الفرنسي ليست مجرد حدث رسمي، بل ربما كانت محاولة لاستعادة النقاط من خلال تعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة الذين لا يزالون في فلك النفوذ الفرنسي.
وهي أيضاً محاولة لرسم خطوط حمراء جديدة وتعيين تلك المناطق التي لا ينبغي للمعارضين الجيوسياسيين تسلقها، لأنه على الرغم من تكاليف السمعة، لا يزال الفرنسيون اقتصادياً يمسكون بالساحل بقبضة حديدية.
خاص وكالة رياليست.