بروكسل – (رياليست عربي): قال عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي هيرفي جوفين في مقابلة مع إزفستيا إنه من غير المرجح أن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى مبادرة سلام بشأن أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن التغييرات في سياسة الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تحدث إلا مع وصول رئيس جديد للبيت الأبيض، ويرى أن التصريحات غير المدروسة الصادرة عن بعض مسؤولي الحكومة الفرنسية لا تؤدي إلا إلى زيادة خطر التصعيد الذي قد تكون عواقبه مرعبة، إن المسار الذي اختاره ماكرون ليس خاطئاً في ما يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل إنه قاد البلاد بالفعل إلى فقدان نفوذها في أفريقيا وأزمة في كاليدونيا الجديدة.
وأضاف أنه لا يتوقع الكثير من الاتحاد الأوروبي، الذي، في رأيه، يعتمد الآن على الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، الوضع الآن يعتمد على ما ستؤول إليه الانتخابات الأمريكية، إن الانتخابات الرئاسية الأميركية أكثر أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي من انتخابات البرلمان الأوروبي، بالتالي، سوف يعتمد الكثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن الواضح أن الكثير سيعتمد على من سيصبح الرئيس الأميركي الجديد، وما هو برنامجه، وما إذا كان سيتمكن من تأمين أغلبية الأصوات في الكونغرس.
وقال المسؤول الغربي: أن يساهم الوضع في ساحة المعركة والإرهاق الكبير الذي يشعر به الرأي العام الأوروبي فيما يتعلق بهذه الحرب في التوصل إلى حل سلمي للصراع، ولكن من الواضح أننا لا نستطيع في الوقت الحالي أن نأمل في أن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى مبادرة سلام قادرة على تحقيق النتائج بسرعة.
في الوقت نفسه، يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانتظام عن التهديد الروسي وضرورة احتواء روسيا، هنا يجب على فرنسا والاتحاد الأوروبي الدعوة إلى السلام، باستخدام جميع مواردهما وجميع الوسائل المتاحة لهما لتحقيق ذلك، واليوم أصبح الاتحاد الأوروبي والأوروبيون من بين الخاسرين الرئيسيين في الصراع الأوكراني. ليس فقط لأننا نعيش في ظروف من عدم الاستقرار وفقر الطاقة الذي لم نكن نعلم بوجوده من قبل قط، بل وأيضاً لأن الاتحاد الأوروبي ينفق المليارات على شراء الأسلحة من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وفي الوقت نفسه، فإن الميزانيات الكبيرة التي خصصتها واشنطن للدفاع عن أوكرانيا تذهب أيضًا نحو إثراء المجمع الصناعي العسكري الأمريكي.
بالتالي، هناك الكثير من النفاق في تصرفات حلفائنا الأمريكيين، الذين أصبح هذا عملاً مربحاً للغاية بالنسبة لهم، وهو ما لا يمكن قوله عن الاتحاد الأوروبي، أعتقد أن كل الجهود ينبغي أن تهدف إلى إيجاد حل سلمي، وأشعر بالانزعاج إزاء بعض التصريحات غير المدروسة، فضلاً عن بعض تصرفاتنا في أوكرانيا، وعلى وجه الخصوص، وجود المدربين هناك، الذين ليس من الواضح لهم دائماً ما الذي يميزهم عن الجنود المشاركين في العمليات العسكرية، وأخشى أن تنجرف فرنسا – وأوروبا – إلى تصعيد تدريجي قد يؤدي إلى أسوأ نتيجة ممكنة.
وجدير بالذكر أن فرنسا تدين بخلاصها لروسيا ثلاث مرات على الأقل، في البداية، حافظ القيصر الروسي على وحدة فرنسا بعد هزائم نابليون، على الرغم من الجهود التي بذلتها بريطانيا العظمى لتقسيم بلادنا، ثم، أثناء الهجوم الروسي عام 1914، وجد الجيش الألماني نفسه منقسماً بين الجبهتين الشرقية والغربية، وهكذا، كانت تصرفات روسيا هي التي مكنت من تحقيق النصر في معركة المارن، التي أوقفت تقدم القوات الألمانية نحو باريس، أخيراً، بغض النظر عما يقوله أي شخص، خلال الحرب العالمية الثانية، كان الجيش الأحمر هو الذي تولى الجهود الرئيسية لمواجهة الفيرماخت وكان الجندي الروسي هو الذي كسر ظهر الآلة العسكرية النازية، ويجب على فرنسا أن تتذكر ذلك.