واشنطن – (رياليست عربي): لم يمضِ عام على ترك كلاً من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي غادر منصبه في يناير/ كانو الثاني الماضي، ومغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منصبه بعد سلسلة انتخابات معقدة، حتى بدأ الاثنان الحديث مجدداً عن نيتهما العودة إلى الحكم من جديد من باب الانتخابات.
دونالد ترامب ما زالت تسيطر عليه عقدة المكتب البيضاوي، رافضاً القبول بفكرة تركه البيت الأبيض، في مؤشر واضح على انهيار ما تعتبره واشنطن قيم ديمقراطية تتمتع بها دون غيرها، ومنذ أحداث الكابيتول عندما اقتحام أنصار الرئيس الجمهوري السابق مبنى مجلس النواب الأمريكي، رفضاً لنتائج الانتخابات التي اعتبروها مزورة لصالح المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن، تلك الصورة عكست مدى تمسك اليمين الشعبوي في الولايات المتحدة بالسلطة ورفضه قبول الابتعاد عنها بالديمقراطية، بطريقة وصلت لحد رفع السلاح في وجه الدولة.
لحظة 20 يناير/ كانون الثاني تاريخ لن يُنسى في الولايات المتحدة، ومنذ حينها يمارس الرئيس السابق ضغوطاً هائلة على خليفته في المنصب، لدرجة وصلت حد التشكيك في بقاء أمريكا على الخريطة مع نهاية عهده، وبالفعل بدأ ترامب في إدارة حملة انتخابية غير رسمية، تتحدث جميعها عن نيته الترشح مجدداً للمنصب في 2024، وهذا ما حذرت منه هيلاري كلينتون، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية ووزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، معتبرة أن ترشح ترامب في الانتخابات القادمة نهاية للديمقراطية الأمريكية.
وتوقعت هيلاري كلينتون، أن ترشيح ترامب مرة أخرى سيكون بمنزلة نقطة حاسمة أو فاصلة بالنسبة للديمقراطية، مشددة على أنه حال انتخب هو أو أي شخص من أمثاله رئيساً مرة أخرى، فلن نتعرف على أمريكا.
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل السابق، والمعروف عنه تناغمه مع ترامب، سارع باتخاذ نفس القرار، وقال نتنياهو في مقطع فيديو أثناء ركضه في الكنيست: “أنا فخور أن أركض دائماً من أجلكم”. إلا أن كلمة أركض في اللغة العبرية في هذه العبارة تحمل معنيين، الأول هو الركض الفعلي وهو ما قام به، أما المعنى الآخر فهو الترشح وهو ما قصده على ما يبدو.
وفاز كلاهما بالسلطة حين قام قادة قوميون شعبويون باستغلال استقطاب داخلي، فضخم نتنياهو التهديد من الفلسطينيين في عين الناخب الإسرائيلي، وشيطن ترامب السود والمهاجرين في عيون الأمريكيين.
وأيضاً كما الحال مع ترامب الذي يسيطر على اليمين في واشنطن، يحتل نتنياهو حتى الآن مكانة معتبرة في السياسة الإسرائيلية و يسيطر على اليمين هناك، لكنه يقسمه أيضاً تحسباً للعودة.
خاص وكالة رياليست.