تطورات كثيرة تجتاح العالم، في مجملها سيئة، إلا أنها لم تعق إسرائيل من تنفيذ عدوانها على سوريا، في إستهداف هو الثالث خلال عشرة أيام، فهل تلقفت إيران الرسالة؟ وهل حققت تل أبيب هدفها؟ ومن المستفيد من كل هذه الفوضى؟
نفّذت إسرائيل عدواناً جوياً عبر رشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتلّ على بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية وقد تصدّت لها وسائط الدفاع الجوي السوري وأسقطت معظم صواريخ العدوان، طبقاً لوكالات أنباء.
عدوان على سوريا والهدف إيراني
تواصل إسرائيل عدوانها على سوريا، بشكل مستمر وفي كل مرة يكون أكثر دقة من سابقه، إذ يبدو أن الاستخبارات الصهيونية وأذرعها في المنطقة تنشط وبقوة، من خلال تحديد الأهداف “الحساسة”، فمجمل الاعتداءات تطال مواقع عسكرية، يُعتقد أنها تضم قوات إيرانية ولبنانية “حزب الله”.
ويتزامن هذا العدوان مع الذكرى السنوية لاغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ومذاك إلى الآن، تعالت النبرة الإيرانية المهددة للإنتقام من الجميع، حتى من حلفاء الولايات المتحدة، إضافة إلى أن هذا العدوان جاء بعد أقل من 48 ساعة من زيارة قادة من الحرس الثوري الإيراني إلى المنطقة، وهو تحدٍّ إسرائيلي واضح، أنها لن تسمح بالتمدد الإيراني على مقربة منها، لذلك كانت الضربات موجهة هذه المرة وفي المرات السابقة إلى مناطق من جنوب دمشق والسويداء والقنيطرة يتوقع أنها مقار للقوات الإيرانية وحلفائها.
لقد هددت إيران مراراً وتكراراً، إسرائيل، لكن مع كل تهديد تعمل تل أبيب على رد التهديد بعمل عسكري، بينما يبقى الوعيد الإيراني مجرد كلام وتصريحات، بينما المتضرر من هذا الأمر، سوريا، والعراق ولبنان وحتى اليمن، ما يعني أن إسرائيل في كل مرة تحقق الهدف الذي تريد، مستغلة حالة الفوضى العالمية، لتحقيق أهدافها، وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون في الأشهر الماضية إن إسرائيل ستصعد حملتها المناهضة للوجود الإيراني في سوريا، ما يعني قول وفعل.
مواقع وأضرار
طال العدوان الإسرائيلي في عدوانه الأخير مناطق عسكرية حساسة، منها كتيبة الرادار بريف السويداء جنوب سوريا والتي تضم قوات إيرانية بحسب المعلومات، وإذا ربطنا هذه المنطقة مع درعا وحالات الانفلات الأمني، يتبين أن لإسرائيل دور في ذلك، فليس من مصلحة تل أبيب أن ينعم الجنوب السوري بالأمن، رغم المحاولات الروسية من القيام بدور المصالحات مع الفصائل الإرهابية المنتشرة هناك، ايضاً، لا بد من ربط الإعتداءات مع هجمات تنظيم داعش الأخيرة التي تركزت أيضاً وسط البلاد وصولاً إلى مناطق محدودة من جنوبه، ما يعني هناك مخطط إشعال الجنوب مرة أخرى.
أيضاً إستهدفت الصواريخ الإسرائيلية موقعاً للفرقة الأولى جنوب منطقة الكسوة بريف دمشق وبصرف النظر إن كان يضم هذا الموقع أو غيره قوات إيرانية، لكن النيران التي اشتعلت في عدة مبانٍ تؤكد دقة إحداثيات الإستهداف، فعلى الرغم من تصدي الدفاعات الجوية السورية لمعظم تلك الأهداف، لكن لا رد سوري ولأسباب معروفة، أما ماذا عن الرد الإيراني، لأنه في كل مرة يكون تبرير العدوان بأنه موجه لها لا لسوريا؟!
أخيراً، إن إسرائيل مستمرة في عدوانها، وهي المستفيد الأول من كل الفوضى الحاصلة، ولذلك، إن بقي الوعيد الإيراني مقتصراً على التهديد والوعيد دون فعل، من المؤكد أن ما من شيء سيغير هذا الوضع، الذي تزامن كما أشرنا مع زيارة قادة من الحرس الثوري، فهذا يعني أن الهدف الإسرائيلي واضح المعنى، ولديه القدرة على تنفيذ اغتيالات بحجم قادة إيرانيين، فإن لم تتلقف إيران الرسالة جيداً وتحللها، فلن يكون سليماني أو العالم فخري زاده آخر الأهداف، بل القائمة تبدو أكثر مما يُعتقد.
فريق عمل “رياليست”.