طرابلس – (رياليست عربي): تصطدم رغبات شخصيات وتيارات مختلفة بتعطيل الانتخابات الليبية القادمة بإصرار المواطنين في ليبيا ورغبة المجتمع الدولي بإجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد.
وبحسب مراقبين فإن رغبات التأجيل أو التعطيل تختلف من جهة إلى أخرى وبين شخصية وثانية، فتيار الإسلام السياسي يريد الانتخابات وفق آلية تقصي أي شخصية تقف ضدها، بينما تحاول شخصيات أخرى تعطيلها لأنها لا تستطيع الترشح بحكم تعهدات سابقة مثل رئيس المجلس الرئاسي الليبي الحالي محمد المنفي وكذلك رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة.
ويحاول رئيس الحكومة الحالية عبد الحميد الدبيبة أن يفلت من طوق التعهد الذي وقعه قبل وصوله لرئاسة الحكومة عبر مؤتمر جنيف، والذي يمنعه من الترشح للرئاسة.
وتُظهر تصرفات الدبيبة الأخيرة التي تعطي انطباعاً معاكساً لما تم التعهد به بعدم التقدم لأي منصب رسمي في هذه الانتخابات، ويحاول الدبيبة الآن أن يستغل وجوده على رأس الحكومة بالدعاية لنفسه عبر آلية في سابقة قانونية خطيرة، وهي استغلال منصبه للدعاية لنفسه، واستعمال المال العام في تمويل هذه الدعاية.
تجاوزات الدبيبة حركت عدة شخصيات من أعضاء لجنة الحوار التي أوصلت الدبيبة للسطة، وذلك بتقديم هذه الشخصيات مذكرة للبعثة الأممية باستغلال الدبيبة لمنصبه، محذرين من إقدامه على نقض تعهده الموقع عليه سابقاً قبل تسلمه لمقاليد رئاسة الحكومة الحالية.
ويبدو من خلال تحركات الدبيبة أنه يسعى وفق مؤشرات قوية للوصول إلى نقطة تعطيل الانتخابات وذلك من خلال تحالفات مع تيارات متشددة وقيادات إسلامية وميليشياوية ظهرت في تصريحات ومواقف عديدة.
ومن أكثر هذه المؤشرات وضوحاً التقارب الأخير للدبيبة مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وقادة الجماعة الليبية المقاتلة وداعمي الإرهاب من أمثال سامي الساعدي والصادق الغرياني، والذين أيدوا دعوة الدبيبة لإسقاط البرلمان.
هذا التقارب يسعى لأن يتم إسقاط البرلمان قبل انتهاء مدة الحكومة الحالية، وإتاحة الفرصة أمام المجلس الأعلى للدولة ليكون جهة التشريع بدلاً من البرلمان وبالتالي تحديد مصير البلاد، والذي سيكون في اتجاهين الأول تأجيل الانتخابات واستمرار حكومة الدبيبة، والثاني تشريع قوانين انتخابية تتواءم مع تيار الإسلام السياسي وشركائه.
ويحاول الدبيبة حالياً استغلال منصبه الحالي، وعقده تحالفات مع أطراف عديدة لتأجيل الانتخابات، وكذلك محاولة إقصاء الشخصيات القوية من الترشح للانتخابات القادمة.
وفي إطار تحركات الدبيبة لعرقلة الشخصيات القوية التي من المحتمل تقدمها للانتخابات تقديمه دعم مباشر إلى رئيس التحالف الليبي الأمريكي عصام عميش ليقود حملة تشويه ضد القائد العام المشير خليفة حفتر في دوائر السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي، بهدف التأثير على الحظوظ الانتخابية للمشير حفتر في حال أعلن ترشحه للرئاسة.
ووفق مصادر إعلامية فإن عميش يتلقى دعما ماليا ضخما من الحكومة الليبية، عن طريق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد صوان الذي ترك حزب الجماعة السابق العدالة والبناء، وأسس حزباً جديداً باسم الحزب الديمقراطي، وبينت المصادر أن التمويل يتم من خلال حوالات مالية من إسطنبول، كما يعقد الاثنان اجتماعات دورية في تركيا.
وأوضحت المصادر بأن الأموال التي يتلقاها عميش من صوان، يتم دفعها لشركات العلاقات العامة للترويج ضد المشير حفتر، ولشركات محاماة تحاول تلفيق قضايا ضده في محاولة استباقية لتشويه صورته قبل انطلاق الانتخابات.
يُذكر أن الملتقى السياسي في جنيف، وضع خارطة طريق تقضي بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وإنهاء الانقسام السياسي وتوحيد المؤسسات وإرساء السلم والأمان بعد سنوات من الصراع المستمر في البلاد.
خاص وكالة “رياليست” – عبدالعزيز الرواف – كاتب وصحفي ليبي.