موسكو – (رياليست عربي): قررت الولايات المتحدة نشر أنظمة صواريخ أرضية متوسطة المدى من طراز تايفون في اليابان. وكان هذا محظورا في السابق بموجب معاهدة مع روسيا، لكن واشنطن تخلت عن الاتفاقية قبل خمس سنوات، ومنذ ذلك الحين، بدأت السلطات الأمريكية في تركيب أنظمة مماثلة في بلدان مختلفة من أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي هذه الحالة، يمكنهم الوصول إلى أراضي روسيا والصين وكوريا الديمقراطية.
انتهاك جميع الاتفاقيات
وتهتم واشنطن بنشر صواريخ أرضية متوسطة المدى على الأراضي اليابانية، وهي صواريخ محظورة بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، التي انسحبت منها الولايات المتحدة في عام 2019، وفق ما صرحت به وزيرة الجيش الأمريكية كريستين وارموث.
وتم توقيع معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى بين موسكو وواشنطن في عام 1987. وبموجب الاتفاقيات، تم حظر نشر منصات إطلاق الصواريخ والصواريخ الباليستية الأرضية وصواريخ كروز التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
ومع ذلك، بعد فشل معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وفقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الولايات المتحدة الآن لا تنتج الصواريخ فحسب، بل تنقلها أيضاً إلى أوروبا والفلبين.
وأشارت وارموث إلى أنها ناقشت خلال اجتماعها مع وزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا في أغسطس من هذا العام، احتمالات إشراك قوات المهام الأمريكية الجديدة متعددة المجالات في التدريبات على الأراضي اليابانية.
وأكد الوزير الأمريكي: “لقد أعربنا بوضوح عن اهتمامنا بقوات الدفاع الذاتي اليابانية”، مضيفاً أن الانتشار سيستمر وفقاً لوتيرة الحكومة اليابانية.
وكما أوضحت صحيفة جابان تايمز، نحن نتحدث عن مناورات، في حين لم تعلق طوكيو بعد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الأميركيين، وقبل ذلك، نفت سلطات البلاد احتمال ظهور مجمعات أمريكية مماثلة على الأراضي اليابانية، خوفاً من الإجراءات الانتقامية من بكين.
ويضم فريق العمل المتعدد المانحين أيضاً أنظمة الصواريخ الأرضية الأمريكية متوسطة المدى من طراز تايفون، ووقعت واشنطن عقدا لإنتاجها في نهاية عام 2020، بعد عام من خروجها من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
ويمكن لـ تايفون إطلاق صواريخ توماهوك كروز بمدى يصل إلى 1.8 ألف كيلومتر وصواريخ Standard SM-6 متعددة الأغراض بمدى يصل إلى 500 كيلومتر.
وأصبح من المعروف هذا الصيف أنه اعتباراً من عام 2026، ستنشر واشنطن صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى على الأراضي الألمانية، بالإضافة إلى ذلك، تم بالفعل إحضار منشأة مشابهة لـ أنظمة تايفون إلى الدنمارك مرتين لإجراء التدريبات.
بالتالي، إذا تم نشر المجمعات في اليابان، فسيكون هذا هو النشر الثاني للأنظمة في آسيا، وهو أمر محظور وفقاً لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، الدولة الأولى التي ظهرت فيها كانت الفلبين. وفي أبريل من هذا العام، جرت مناورة سلاكنيب 24 بمشاركة الجيشين الأمريكي والفلبيني، وفي نهاية المناورات بقيت المنشآت على الجزر.
وحذرت السلطات الروسية مرارا وتكرارا من أن موسكو سترد على تصرفات الدول الغربية. ويخشى الاتحاد الروسي أن تظل الأنظمة المحظورة في نهاية المطاف في أوروبا على أساس دائم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في افتتاح المرحلة النشطة من مناورات “أوشن-2024″، إن واشنطن “بتصرفاتها العدوانية” تسعى إلى تحقيق التفوق العسكري وبالتالي كسر البنية الأمنية وتوازن القوى في المنطقة، منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأوضح رئيس الدولة : “في الواقع، الولايات المتحدة تثير سباق تسلح، بغض النظر عن أمن حلفائها الأوروبيين والآسيويين”.
وبحسب الزعيم الروسي، فإن الولايات المتحدة تريد إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ولهذا السبب تعمل على زيادة تواجدها العسكري على حدودها.
وبهذه الحجة، حجة مواجهة التهديد الروسي المزعوم واحتواء جمهورية الصين الشعبية، تعمل الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية على زيادة تواجدها العسكري بالقرب من الحدود الغربية لروسيا، وفي القطب الشمالي وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن الولايات المتحدة وحلفائها يعلنون صراحة عن خططهم لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في ما يسمى بالمناطق الأمامية.
وإذا نفذت الولايات المتحدة خططها، فإن موسكو، كما قال الرئيس الروسي، “سوف تعتبر نفسها متحررة من الوقف الاختياري الأحادي المفترض سابقاً لنشر الأسلحة الهجومية المتوسطة والقصيرة المدى”، كما أن اليابان ستكون بمثابة حاملة طائرات مستقرة للولايات المتحدة، التي تقع في موقع مناسب للغاية، ويمكنها أيضاً تهديد كوريا الشمالية.