كابول – (رياليست عربي): دعت حركة طالبان، اليوم الأحد، مسلحيها لاقتحام العاصمة الأفغانية كابول، بعد أن حاصرتها وسيطرت على معظم مناطق البلاد، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
مفاوضات الدوحة
يتبادر إلى الأذهان هذا التحول اللامنطقي للأزمة الأفغانية التي أنهت كل وجود رمسي للحكومة في كابول بعد مغادرة الرئيس الأفغاني، أشرف غني إلى طاجيكستان اليوم، بعد تطويق العاصمة الأفغانية بالكامل من قبل عناصر حركة طالبان، ما يعني السيطرة على العاصمة مسألة وقت من اليوم، لكن بالعودة إلى مفاوضات الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان والتي انتهت في آخر جولاتها على تحديد موعد الانسحاب الأمريكي مطلع سبتمبر/ أيلول القادم، يقودنا إلى أسئلة مهمة جداً، منها، هل حقاً سبب تواجد القوات الأمريكية كان لمحاربة الإرهاب؟ ولماذا آثرت واشنطن الانسحاب بدل البقاء والحفاظ على الحكومة الشرعية؟ وهل هناك تواطؤ بين أمريكا وطالبان؟
ببساطة، تستطيع الولايات المتحدة البقاء فيما لو أرادت ذلك، فمسألة الاتفاق على الانسحاب كانت متعلقة بمسألة إشراك طالبان مع الحكومة الشرعية لا السيطرة على البلاد، وهذه حجة كفيلة ببقاء القوات الأمريكية فيما لو أرادت ذلك، لكن ثمة تماهي ما موجود بين الجانبين، وكأنها عملية تسليم البلاد للحركة دونما مقاومة تُذكر، فالانسحاب الأمريكي هنا يبدو أنه انسحاب شكلي لا حقيقي خاصة وأن 3000 جندي أمريكي وبريطاني دخلوا البلاد تحت ذريعة تأمين البعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية في أفغانستان ما يعني أن هذا التواجد سيكون بالتنسيق مع زعماء الحركة وسيتم شرعنة التواجد مع الشكل الجديد لحكم البلاد، ما يقودنا إلى وجود اتفاقات خفية قد تكون برعاية قطر وتركيا أيضاً.
القوة العسكرية لطالبان
ذكرت مصادر عدة أن عدد عناصر الحركة ليس 60 ألف مقاتل كما يُشاع، بل عددهم يفوق الـ 200 ألف، وعكس ما يُشاع أيضاً أنهم غير مدربين ولا يملكون سوى أسلحة تقليدية فكيف لهم السيطرة على هذا البلد دونما مقاومة تُذكر، فلقد سيطروا في أوقاتٍ سابقة على مخازن للجيش الأفغاني ويملكون من الأسلحة الأمريكية تحديداً والمتطورة الكثير فضلاً عن سيطرتهم على مخازن أسلحة الاتحاد السوفيتي السابق من أنواع روسية وإيرانية وباكستانية وغيرهم.
لكن إذا كان كل هذا المد الطالباني منتشراً وقوة كبيرة، فماذا كان دور الولايات المتحدة منذ دخولها افغانستان إلى وقت انسحابها الافتراضي؟
يبدو أن الاستحواذ على أفغانستان كان بهدف تقويض كل من الصين وروسيا وإيران، فالوجود الأمريكي في آسيا الوسطى، وجود مهم جداً ولا يمكن لأي متابع أن يقتنع بفرضية الانسحاب وتسليم البلاد لمن دخلت القوات الأمريكية لمحاربته في البداية.
الواقع اليوم يقول، إن سيطرة طالبان على البلاد مؤشر خطير جداً خاصة لجوار أفغانستان وفي مقدمتهم إيران وروسيا وبدرجة أقل الصين، ومع وجود اتحاد قومي تركي وجميعهم حلفاء للولايات المتحدة، هذا يوصل إلى أن ما يُحاك للمنطقة خطير جداً وقد توقع خبراء روس منذ بداية اشتعال الوضع بين طالبان والأفغان إلى انهيار السلطة وسيطرة طالبان على البلاد، متسائلين عن الصمت الروسي حيال هذا الأمر.
خاص وكالة “رياليست”.