واشنطن – (رياليست عربي): وقف الرئيس الأميركي جو بايدن، أمام حشد من أنصاره قبيل انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، معلن صراحة نية بلاده تحرير إيران قريباً جداً.
تصريح الرئيس الأميركي بتحرير إيران، وكأنها ولاية تابعة لبلاده وقعت تحت الاحتلال، أثار علامات استفهام كثيرة حول نية واشنطن تحريك الاحتجاجات وإسقاط النظام الإيراني الرسمي، بذريعة دعم الديمقراطية والحريات وهي الورقة التي تجيد استخدامها مع خصومها، بينما تتغافل عنها مع حلفائها.
بدوره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، رد على نظيره الأميركي بعد إعلان دعم حركة الاحتجاج في البلاد وقال حينها: “قبل ساعات قليلة، تم إعلامي بأن رئيس أميركا قال غافلاً: “سنحرر إيران قريباً جداً”، لقد تحررنا قبل 43 عاماً ولن تكون إيران يوماً بقرتك الحلوب”.
واتهم رئيسي، الولايات المتحدة بالسعي لتدمير وحدة بلاده الوطنية وتماسكها وتكرار سيناريو ما حدث في ليبيا وسوريا ودول أخرى، في بلدنا.
استغلال الاحتجاجات الشبابية في إيران ودعمه بكافة الوسائل، لدرجة الطلب من الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» تفعيل أقمار «ستارلينك» التابعة لشركته لتقديم خدمات الإنترنت للمتظاهرين في إيران، وهو الأمر الذي وافق عليه ماسك الذي بات ذراعاً تنفيذياً لنشر الفوضى الإلكترونية لصالح أجندة بلاده الخارجية، وتحول إلى وجه ناعم لمخططات البيت الأبيض والبنتاغون.
وانتهج الديمقراطيون خلال أعوام حكم الرئيس الأسبق، باراك أوباما، سياسة إسقاط الأنظمة بالقوى الناعمة عبر الثورات الملونة ويعاونهم في ذلك منظومة متكاملة من أجهزة الاستخبارات للدول المتعاونة معها، إضافة إلى استغلال شبكات التواصل الاجتماعي الواقعة تحت سيطرتها الفعلية تساندها منظومة إعلامية متكاملة، تسيطر على الإدارة الأمريكية من خلف ستار لتأجيج الأوضاع في بلدان العالم بإشعال الثورات الملونة، ونجحت الوصفة السحرية في دول الشرق الأوسط التي تعاني ويلات ما اسمته أميركا «الربيع العربي»، أكثر من عقد من الزمان منذ 2011 تعانى هذه الدول من أوضاع اقتصادية وأمنية صعبة نتيجة الفوضى الخلاقة التي يجيد البيت الأبيض صناعتها عن بعد.
وعلى ما يبدو أن بايدن بسبب معاناته في مستوى التركيز، وسط ترجيحات حول إصابته بالزهايمر، كشف ما يحاك خلف الجدران في معامل السياسية الأميركية تجاه إيران، بعدما فشلت في إسقاط نظامها بالعقوبات ومصادرة أموالها على أمل إدخال الدولة بيت الطاعة.
حالة الجدل التي تبعت تصريح الرئيس الأمريكي، دفع متحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي إلى محاولة التوضيح في اتجاه آخر بقوله: إن الرئيس جو بايدن كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره “سنحرر إيران”.
وكانت السلطات الإيرانية، اتهمت في نهاية أكتوبر/ تشرين الماضي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ووزارة الخارجية الأميركية بـ”لعب دور رئيسي في الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها إيران “من خلال الاجتماع والتعاون مع قادة إقليم كردستان الإيراني، خلال شهر سبتمبر/ إيلول”.