دعت منظمة العفو الدولية أمنستي، السلطات التركية، إلى إطلاق سراح الصحفيين والحقوقيين والمعارضين السياسيين، المحتجزين في السجون التركية، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، طبقاً لتلفزيون “سي أن أن بالعربية“.
وفي بيان أصدرته المنظمة، طالبت العفو الدولية بإطلاق سراح “المسجونين ظلما”، الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن “حياة آلاف السجناء والموظفين في السجون المكتظة وغير الصحية معرضة لخطر شديد”.
فعلى الرغم من إعلان النظام التركي نيته عن إطلاق حوالي “100” ألف سجين، إلا أن المنظمة إعتبرت أن هذا الإجراء غير كافياً، وسط إحصائيات تتحدث عن أرقام صخمة جداً إزدادت رقعتها منذ العام 2015، إبان الإنقلاب التركي الأخير، ما يؤكد أن النظام التركي لا يريد إطلاق سراح المخالفين له وممن كانوا شركاء في الإنقلاب خاصة أصحاب الرأي والمنظمات الإنسانية والضباط والجنود المنشقين.
وفي سياقٍ متصل، وبينما تجاهد كل دول العالم في محاولة منها ضبط إيقاع فيروس كورونا المستجد عبر تقديم المساعدات لمواطنيها خاصة الذين فقدوا وظائفهم جراء فرض الحظر الجزئي وإغلاق معظم أماكن العمل، وتقديم المنح التي تمكنهم من تدبر أمورهم، إلا تركيا فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يطالب شعبه بتقديم التبرعات لأجل فيروس كورونا المستجد على الرغم من أن الخزينة التركية مليئة بأموال دفعها الشعب التركي من ضرائب وغيرها، فما يقوم به هذا النظام يؤكد أن آخر إهتماماته هو الشعب، في ضوء أرقام تتحدث عن إقتراب تركيا من حاجز الـ 19 ألف إصابة وأكثر من 250 حالة وفاة.
وكان قد صرّح رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داوود أوغلو، أن ما يقوم به رئيس بلاده لم تفعله أفقر الدول التي تتعرض لإجتياح كوفيد -19، ما يؤكد أن النظام التركي يستثمر الجائحة لمصالحه رغم إيعازه بالبدء بتصنيع أجهزة تنفس إصطناعية محلية الصنع، وقولهم إن الوضع تحت السيطرة.
من هنا، إن إنتشر الوباء القاتل بين السجناء الأتراك، فهذا قد يشكل منعطفاً خطيراً خاصة وأن هناك عشرات الدعوات من الناحية الحقوقية والإنسانية على النظام التركي، الأمر الذي سيقضي عليه بشكل نهائي ما إن تنتهي هذه المحنة التي يتعرض لها سكان العالم كله، فمن جهة هو مسؤول عن اللاجئين الذين تم إطلاقهم تجاه أوروبا وما هي إلا فترة قليلة وإنتشر الوباء في أوروبا، وبالتالي إن أصيبوا فهذا النظام هو المسؤول المباشر عن ذلك.
على المقلب الآخر، ذكرت معلومات عن إصابة جنود أتراك بفيروس كورونا المستجد، وقالت السلطات التركية أنهم تعرضوا للعدوى من إختلاطهم بالجيش السوري الحر في إدلب السورية، وكان قد أنكر النظام التركي ذلك، ثم أعترف لاحقاً بهذا الأمر.
من هنا، لكل شيء نهاية، وما إن ينتهي هذا الوباء، حتى تقوم ثائرة الشعب التركي على نظامه والذي بتصرفاته مع التعاطي بأزمة كورونا، تؤكد أنه قمعي إلى حد كبير، فإطلاق السجناء تصرف قامت به معظم الدول في العالم، حتى أن البعض توقف عن متابعة الجرائم الصغيرة في بلادهم والإهتمام بالتكاتف لمواجهة العدو الذي يفتك في كل البشرية ولا يميز بين جنسية وقومية أو عِرق أو دين.
فريق عمل “رياليست”.