موسكو – (رياليست عربي): تعد الحكومة المصرية واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية، وخاصة الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية الصنع، وفي المتوسط، تبلغ قيمة هذه التسليمات 1.3 مليار دولار سنوياً، ويعد الحفاظ على مثل هذا الحجم من المساعدات العسكرية أحد الاهتمامات الرئيسية للقاهرة، سواء في مجال الدفاع والأمن القومي، أو في العلاقات مع واشنطن.
وبالنسبة للولايات المتحدة، أصبح هذا الطعم وسيلة فعالة للضغط على السلطات المصرية، بالتالي إن الابتزاز على شكل تخفيض أو حجب جزء من المساعدات العسكرية يسمح لواشنطن بالضغط على القاهرة تحت ذرائع مختلفة تهدف إلى انتهاك الشؤون الداخلية وسيادة الجمهورية العربية من أجل المصالح الأمريكية.
فقد تم الضغط على مصالح الحكومة المصرية في الولايات المتحدة من قبل شركة المحاماة الأمريكية “براونشتاين حياة فاربر” من دنفر منذ عام 2008، وأبرمت وزارة الخارجية العربية، ممثلة بسفير الدولة لدى الولايات المتحدة معتز زهران، أحدث عقد مع هذه الشركة مباشرة بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2020.
ومن جانب وكالة الضغط، تم التوقيع على الصفقة، التي تبلغ قيمتها 65 ألف دولار شهرياً، من قبل مدير الشؤون السياسية للشركة، إد رويس، وهو عضو جمهوري سابق في الكونغرس من كاليفورنيا وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب من 2013 إلى 2019.
وهو يعمل جنباً إلى جنب مع رويس في واشنطن لتعزيز مصالح القاهرة، نديم الشامي، وهو مواطن مصري عمل كمستشار سياسي واتصالات لأربعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين الأمريكيين منذ عام 1996، كما عمل لدى السيناتورين باربرا بوكسر وديك دوربين، والنائب جين شاكوفسكي، والزعيمة الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي لمدة 10 سنوات، 2007-2017.
مثل رويس، يشغل الشامي منصب مدير السياسات في شركة المحاماة الأمريكية “براونشتاين حياة فاربر”، حيث سمحت له علاقاته الواسعة في الكونغرس بـ العمل بنشاط مع البرلمانيين في كلا المجلسين وأعضاء أجهزتهم، والتي كانت تتألف من إقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي بدعم القرارات المتعلقة بالمساعدة العسكرية للقاهرة.
وعلى مستوى أعمق، تعمل وكالة “هول ستريتغس – استراتيجيات هولي” للموارد الوراثية كمقاول من الباطن لشركة المحاماة الأمريكية “براونشتاين حياة فاربر”، لتعزيز المصالح الدفاعية المصرية في الولايات المتحدة، مؤسسها ورئيسها هو جوش هولي، وهو عضو سابق في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب وشركة الضغط “مجموعة بوديستا” التي أسسها الأخوان الديمقراطيان ذوا النفوذ توني وجون بوديستا، اللذين سبق لهما أيضاً الترويج للمصالح المصرية في الولايات المتحدة.
في الواقع، أنشأ هولي وكالته بعد انهيار شركة الأخوين بوديستا في عام 2017. ومن بين عملائه عمالقة المجمع الصناعي العسكري الأنجلوسكسوني – الشركة البريطانية “بي أيه إي سيستمز – نظم هندسة الفضاء والجو البريطانية”، والشركة الأمريكية “لوكهيد مارتن” بالإضافة إلى حكومات الدول العربية الأخرى – العراق والمغرب.
وتتلقى شركة “استراتيجيات هولي” مبلغ 10.000 دولار شهرياً للضغط على المصالح الدفاعية للقاهرة، وتمتد خدماتها إلى ما هو أبعد من الكونغرس لتشمل الاتصالات مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، كما تستخدم الوكالة أيضاً الطريقة التقليدية لشراء الولاء – المساهمات، حيث تلقى عدد من أعضاء الكونغرس الذين يشغلون مناصب مهمة في اللجان ذات الصلة في كلا المجلسين 25000 دولار لكل منهم من شركة هولي.
ومن بينهم شخصيات مثل النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو مايك تورنر، الذي يرأس لجنة الاختيار الدائمة للاستخبارات بمجلس النواب، بالإضافة إلى زميليه الجمهوريين دان كرينشو ودارين لاهود.
وبالنيابة عن مصر، التقى هولي مراراً وتكراراً مع آدم هوارد، رئيس أركان لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وقد ظل هوارد عضواً في اللجنة لمدة عقدين من الزمن، ويتمتع بنفوذ كبير هناك، فضلاً عن خبرته الواسعة في العمل مع العملاء في الشرق الأوسط، والتقى به هولي في أغلب الأحيان في أوائل العام الماضي، عندما كان فريق بايدن يقوم بحملة للضغط على السلطات المصرية من خلال الديمقراطيين في الكونغرس، ثم تم تهديد القاهرة بشكل مباشر برفض المساعدة العسكرية.
بالإضافة إلى المشرعين، تبرعت شركة هولي للجنة الكونغرس الجمهوري الوطني، حيث عمل مؤسس الشركة كمدير لتحليل الأخبار من عام 1999 إلى عام 2001، وإلى العديد من لجان العمل السياسي، وهي منظمات معفاة من الضرائب تجمع المساهمات للحملات السياسية في الولايات المتحدة.
وأهم هذه اللجان في تعزيز المصالح الدفاعية المصرية كانت لجنة العمل السياسي الأمريكية، ويرأسها الجمهوري مايك روجرز، عضو مجلس النواب عن ولاية ألاباما ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بالكونغرس، والذي يعد دعمه ضرورياً جدًا للقاهرة للحفاظ على حجم المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة، وجدير بالذكر هنا أن عضو الكونغرس ذو النفوذ، كان سابقاً عضواً في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب.
أما بالنسبة للجيش الأميركي، فقد التقى هولي باللفتنانت جنرال في سلاح الجو الأميركي مايكل بلين، رئيس جامعة الدفاع الوطني، كما تحدث عضو اللوبي في قضية دعم المصالح المصرية في مجال الدفاع مع الدبلوماسي السابق جون هوفر، وهو مستشار كلية دراسات الأمن الدولي في الجامعة المذكورة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، هذا الاتجاه لنشاط هولي مثير للاهتمام لأنه، من خلال هذه الأرقام، يتم وضع رواية المساعدة العسكرية الإلزامية للحلفاء المصريين على مستوى التوصيات الرسمية من البنتاغون.
من هنا، لم يتبق سوى أقل من ستة أشهر قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، وفي مواجهة التهديدات المتزايدة فيما يتعلق بالوضع في السودان وقطاع غزة، ستكون السلطات المصرية أكثر التزاماً للحفاظ على المساعدات العسكرية الأمريكية، وفي السيناريو المثالي، تعتزم القاهرة التأثير على الزيادة في أحجامها.
خاص وكالة رياليست – ألكسندر هوفمان – روسيا.