بغداد – (رياليست عربي): التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في إيران، ليصبح بذلك أول زعيم أجنبي يلتقي بالرئيس المنتمي للمحافظين منذ تولي رئيسي المنصب في أغسطس/ آب الماضي، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
الدلالات
يُعتبر العراق ساحة صراع بين قوى كبرى على أراضيه، حيث لم يستطع منع هذا الصراع من التطور خلال عقود، خاصة بين إيران ودول الخليج، وكذلك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن واقع الحال تغيّر اليوم، إذ تحاول بغداد لعب دور الوسيط بين طهران وخصومها الخليجيين، لتقريب وجهات النظر من خلال إثبات قدرة العراق على إنجاح هذه المهمة.
قد يعتقد البعض أن الطاقة على جدول أعمال هذه الزيارة، هذا صحيح من الناحية العملية، لكن الواقع يقول إن زيارة الكاظمي إلى طهران تحمل رسائل عديدة لعلها الطلب من إيران التخفيف من حدة الدعم المقدم للجماعات الموالية لها في العراق، وما يؤكد ذلك وبنسية كبيرة، استهداف قاعدة أمريكية شمال العراق ليلة موعد زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى إيران.
الطاقة حاضرة
من المعروف أيضاً أن العراق تأخر بسداد ما يقارب 6 مليارات دولار ثمناً للعقودة المبرمة حول إمداد إيران له بالغاز والكهرابء، ما دفع الأخيرة إلى تخفيض الكميات الممنوحة للعراق بنسب كبيرة، الأمر الذي انعكس على واقع الكهرباء في المدن العراقية، بالتالي، إن ما صرح به الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي: (خلافاً لرغبة الأعداء، فإن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد نمواً في جميع المجالات)، وهذا يتناقض مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها طهران مؤخراً في هذا الجانب، لكن الانفتاج العراقي على دول الخليج واحتضانه مؤخراً قمة اقتصادية (مؤتمر بغداد للتعاون) يبين أن إيران تريد أن تتحكم بالواقع العراقي عبر منع الدول العربية الأخرى من مد العراق بالطاقة وإبقاء الأخير بحاجته، وهذا من شأنه أن يفشل المزاعم التي تتحدث عن وساطة عراقية مع دول الخليج.
ومن محاسن زيارة الكاظمي للعراق، إلغاء تأشيرات الإيرانيين الذين سيزورون العراق أواخر الشهر الحالي للمشاركة في مراسم أربعينية الإمام الحسين، هذا الأمر ستنظر له إيران بتقدير وسيكون مقابله مرضياً للعراق خاصة مع رفع أعداد الزوار الإيرانيين هذا العام، وذلك في بادرة عراقية هي الأولى من نوعها رغم الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد جراء انتشار “فيروس” كورونا”.
من هنا، إن زيارة الكاظمي عنوانها العريض لا يتوافق مع المضمون، وما هذه الزيارة إلى تبادل ببعض الملفات على مبدأ (اعطني لتأخذ)، وسيكون ثمن الطاقة تنازلات عراقية تجعل منه ساحة صراع مستمرة، لكثرة اللاعبين على المسرح العراقي.خاص وكالة “رياليست”.