الرياض – (رياليست عربي): وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الأحد الماضي إلى المملكة العربية السعودية في زيارة خاطفة استغرقت عدت ساعات، تعد الـ 15 له إلى المملكة الذي زارها أربعة عشر مرة منذ توليه السلطة عام 2014.
وحسب وسائل إعلام محلية فى البلدين، إن الرئيس السيسي وصل المملكة للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بهدف بحث العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وتوسيع نطاق الاستثمارات، فيما تحدث أخرى عن ترتيب الملفات الإقليمية المبعثرة وفى قلبها ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية والأزمة اليمنية واللبنانية.
بعيداً عن التصريحات البرتوكولية حول الزيارة فى الإعلام الرسمي، تبرز على السطح أهميتها خصوصاً أنها جاءت بعد أشهر من الحديث المتعلق بتوتر العلاقات بين القاهرة والرياض من جهة وأبو ظبي والرياض من جهة أخري، استبقها تناوش إعلامي عكس مدى تردي العلاقات الثنائية.
وشهد الفضاء الإلكتروني سجال إعلامي ورسائل مبطنة وانتقادات مباشرة بين إعلاميين محسوبين على النظامين فى القاهرة والرياض، في تحول يعكس حالة من المسكوت عنه ويكشف عن توتر مكتوم وإن لم يصل إلى الشكل الرسمي لأسباب عدة بهدف الحفاظ على شعرة معاوية وترك الباب موارب للعودة.
وفي 23 أغسطس/آب 2022 غاب الأمير محمد بن سلمان عن لقاء العلمين الذي استضافتها مصر وحضرها قادة الإمارات والبحرين والأردن، التي ناقشت الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وكان ولي العهد السعودي على رأس الحضور وفق بعض وسائل الإعلام، لكنه لم يحضر.
وعزز وجود الخلافات بعدها غياب ولي العهد السعودي عن قمتي أبو ظبي والعلمين، وتصريحات وزير ماليته محمد الجدعان التى أدلى بها يوم 18 يناير/كانون الثاني الماضي، خلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي قال فيها: «نفرض ضرائب على شعبنا ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدًا، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم».. وفسرت على أنها موجهة ضد مصر رغم عدم ذكر دولة بعينها، ولحق به تصريحات مناهضة للمؤسسة العسكرية المصرية أطلقها الأكاديمي السعودي، تركي الحمد، المقرب من ولي العهد.
علاوة على ذلك كشفت تقرير لموقع «أكسيوس» الأمريكي، عن تعطيل مصر تسليم جزيرتي «تيران وصنافير» إلى الجانب السعودي وفق الاتفاقات السابقة حول وضعيتهما بين البلدين، وأرجع مراقبون للمنطقة التوتر الحادث إلى هذه القضية خصوصا مع إعلان ولى العهد السعودي ملامح مشروع «نيوم» والتى تقع الجزيرتين المتواجدين فى البحر الأحمر ضمن خطتها.
ووفق مصادر تحدث عن توقيت الزيارة، أنها جاءت بهدف احتواء للخلافات القائمة بين البلدين والمتعلقة بعدد من الملفات المشتركة والملفات الإقليمية، ومن جهة أخري طمأنة على صحة العاهل السعودي الملك سلمان الذي تتكتم المملكة حول تدهور حالته الصحية مؤخرا وعلى ما يبدو أن الزيارة التي جاءت بالطريقة العربية زيارة مريض مستغلة يشملها شق سياسي.