موسكو – (رياليست عربي): أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف لصحيفة إزفستيا أن الحوار بين روسيا وإيران والصين بشأن البرنامج النووي الإيراني سيستمر بشكل منتظم، وأوضح أن هذا الشكل من غير المرجح أن يكون مفتوحا للاعبين آخرين.
وفي 8 أبريل/نيسان ، عقدت في موسكو مشاورات “الترويكا” بشأن الاتفاق النووي. في هذه الأثناء، اتفقت الولايات المتحدة وإيران على إجراء محادثات في سلطنة عمان، كما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران من أنها ستكون “في خطر كبير” إذا فشلت الدبلوماسية، ويطالب الجانب الأميركي الإيرانيين بتقديم تنازلات بشأن قضايا تفكيك البرنامج النووي، والقضاء على تطوير الصواريخ، والتخلي عن العلاقات مع الشركاء الإقليميين.
وأكد ميخائيل أوليانوف، الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن المشاورات الثلاثية بين روسيا والصين وإيران ستستمر بشكل منتظم، ويساعد شكل المحادثات بين موسكو وبكين وطهران على تقليل مخاطر التصعيد حول الملف الإيراني .
وأشار الدبلوماسي إلى أن ” العمل المشترك بين بلداننا الثلاثة يساهم بشكل كبير في استقرار الوضع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني ويسمح لنا بتهدئة بعض المتهورين من أجل تجنب الخطوات الجذرية غير المدروسة “.
وفي 8 أبريل/نيسان، عقدت في موسكو مشاورات ثلاثية، حيث ناقشت الصين وروسيا وإيران جوانب مختلفة تتعلق بالقضية النووية وخطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وأشار ميخائيل أوليانوف إلى أن الصيغة الثلاثية للمشاورات بين روسيا والصين وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران تشكلت منذ سنوات عديدة وتعمل بشكل رئيسي على منصة فيينا الدولية، وبحسب قوله، فإن هذا أمر مريح، لأن كل دولة من الدول الثلاث لديها بعثات دبلوماسية خاصة بها في فيينا تتعامل مع هذه القضية، بما في ذلك في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أنا واثق من أن التعاون الثلاثي سيستمر بانتظام، لا سيما وأن هذا العام يبدو صعبًا، ففي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سينتهي العمل بالاتفاق النووي، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي أقرّ الاتفاق ، حسبما قال الممثل الدائم.
وبحسب ميخائيل أوليانوف، يبدو سيناريو توسيع عدد المشاركين بهذا الشكل غير محتمل، وأكد الدبلوماسي أن “الآلية الثلاثية مكتفية ذاتيا إلى حد كبير “، حيث تلعب إيران وروسيا والصين دورا بارزا في العمل على القضية النووية لطهران على الساحة الدولية.
وأوضح الممثل الدائم أن ” هذا لا يستبعد إمكانية عقد بعض الاجتماعات في صيغة أوسع حسب الحاجة، ولكن من الطبيعي ألا تكون هذه مشاورات ثلاثية”.
وفي 14 مارس/آذار، عقدت في بكين مشاورات بشأن القضايا النووية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا والصين وإيران، وبحسب ما أوردته إدارتنا الدبلوماسية، اتفقت الأطراف على بذل الجهود لإيجاد حلول تفاوضية قابلة للتطبيق ومستدامة بشأن الملف النووي الإيراني.
إن المفاوضات في موسكو، كما هو الحال مع المشاورات السابقة في بكين، ضرورية بالتأكيد من أجل التوصل إلى موقف مشترك، كما عقدت إيران مؤخرا جولة من المناقشات مع “الترويكا الأوروبية” – بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث تم تطوير نهج مشترك، كما أوضح فلاديمير ساجين، الباحث البارز في مركز دراسة بلدان الشرق الأدنى والأوسط في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، لصحيفة إزفستيا.
لكن بحسب قوله فإن المنصة الرئيسية هي سلطنة عمان، حيث ستقام الجولة الأولى من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع، جميع هذه المشاورات مهمة لتنسيق عمليات المراقبة، لكن الأهم، بالطبع، هو الحوار في عُمان. بعد ذلك، وبناءً على النتائج، سيتمكن كلٌّ من “الترويكا الأوروبية” وروسيا والصين من بدء خطوات فعّالة لصياغة وثيقة واحدة، كما اختتم ساجين.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيكون هناك “اجتماع كبير للغاية” مع مسؤولين إيرانيين “على أعلى مستوى تقريبا” يوم السبت، لكن لم يُفصِح الرئيس عن تشكيلة الوفد الأمريكي، لكنه أكد: “نجري مفاوضات مباشرة معهم، وربما يتم التوصل إلى اتفاق، أعتقد أن الجميع مُتفق على أن التوصل إلى اتفاق أفضل من البدائل البديهية”، وفي الوقت نفسه، حذر ترامب من أنه في حال فشل الدبلوماسية، فإن إيران ستكون “في خطر كبير”.
إلا أن طهران سارعت إلى تصحيح عبارات الزعيم الأميركي. أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات مع الأميركيين مخطط لها بالفعل، لكنها ستتم بشكل غير مباشر، ستجتمع إيران والولايات المتحدة في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى، إنها فرصة بقدر ما هي تحدٍّ، وكتب عراقجي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”: “الكرة في ملعب أمريكا”، وفي مقال بصحيفة واشنطن بوست، قال وزير الخارجية: “لا يمكننا أن نتخيل الرئيس ترامب راغبًا في أن يصبح رئيسًا أمريكيًا آخر غارقًا في حرب كارثية في الشرق الأوسط”.
وبحسب “أمواج ميديا”، فإن الوفد الأمريكي سيترأسه المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فيما سيترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.
بالتالي، يعتمد مصير المفاوضات إلى حد كبير على الأهداف التي تسعى إدارة ترامب إلى تحقيقها، لكن إذا أصر البيت الأبيض على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل والقضاء على تطوير الصواريخ ورفض العلاقات مع الشركاء الإقليميين، كما تقترح إسرائيل، فإن الدبلوماسية محكوم عليها بالفشل، أما إذا ركزت واشنطن على التوصل إلى اتفاق يمكن التحقق منه ويضمن استحالة قيام إيران بتصنيع قنبلة نووية، فإن المفاوضات لديها فرصة للنجاح.