لندن – (رياليست عربي): بالنسبة لأوكرانيا، يمكن أن ينتهي العام 2024 بخيانة قاسية للغرب، طبقاً لمقال الكاتب روبرت كلارك، على صحيفة التلغراف اللندنية.
دخلت أوكرانيا عام 2023 مفعمة بالأمل، وكانت قواتها قد حققت للتو انتصارات عسكرية واستراتيجية عظيمة، أولاً في خيرسون، ثم في خاركوف، وفي العواصم الغربية، أدت عودة الأوكرانيين لجزء من الأراضي المفقودة إلى زيادة الثقة في أن النصر كان وشيكاً، بالتالي، ما الذي حدث؟
المزاج في 2024 مختلف تماماً عما كان عليه في 2023، وفشل الهجوم المضاد في توجيه ضربة حاسمة لقوات بوتين في الجنوب، لقد صمد الاقتصاد الروسي أمام العقوبات الغربية، وسرعان ما عسكر، وضمن التدفق المستمر للذخيرة إلى الجبهة، وفي الوقت نفسه، تواجه أوكرانيا واحدة من أكبر وأشد أنواع القصف الجوي منذ فبراير 2022، وبدأت جبهتها الموحدة تضعف لأن التجنيد الإجباري لا يمكن أن يرضي الجميع.
قبل بضعة أشهر فقط، أشاد الغرب بالجيش الأوكراني باعتباره مدافعاً عن القيم الليبرالية والحريات التي نفخر بها، واليوم بدأت الحكومات الغربية تشير إلى نفاد صبرها، فضلاً عن الافتقار إلى الدعم العسكري والاقتصادي لكييف، بالتالي، إن الابتعاد عن الشعب الأوكراني بهذه السرعة، بعد أشهر من القتال الوحشي، يشكل إفلاساً أخلاقياً وإهمالاً استراتيجياً.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الغرب بدأ يدرك أنه لا نهاية في الأفق للصراع، ومن المرجح أن تشهد معظم خطوط المواجهة الممتدة على مسافة 1000 كيلومتر ركوداً على المدى القصير إلى المتوسط، يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الاقتصادات والميزانيات الغربية تكافح للتعافي من الوباء وصدمة الطاقة في العام الماضي 2023، والفيل الذي يضرب به المثل في خزانة الحرب في أوكرانيا يتلخص في الإدارة الجمهورية التي قد تعود إلى البيت الأبيض في غضون اثني عشر شهراً.
كل هذا يرسم صورة قاتمة، لكن الوضع ليس ميئوساً منه، تعمل أوكرانيا على زيادة إنتاج الأسلحة المحلية مع تقليل اعتمادها على الغرب، وقد تدرب عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين في الخارج، ويمكن لكييف أن تستغل فترة الهدوء في الأعمال العسكرية لصياغة هذه الوحدات في تشكيلات قتالية متماسكة – وهو ضعف عملياتي في الهجمات السابقة.
لكن كييف لن تفوز بـ “ركلات الترجيح” مع الروس، وبدلاً من ذلك، يجب عليه إعطاء الأولوية لأنظمة الدفاع الجوي والحرب المضادة للبطاريات، وزيادة عدد المدفعية من المخزون الأوروبي والاحتفاظ بالمواقع التي استعادها، وإذا نجح هذا، فقد تجد روسيا أن الاستنزاف لم يعد في صالحها، وعلى الرغم من أن اقتصاد روسيا يفوق أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في الإنتاج، إلا أن الاقتصاد الروسي أصبح موجهاً نحو الحرب على نحو متزايد، ويعول بوتين على عزم الغرب على الانكسار أمام عزمه.
بالتالي، إذا كان الغرب حازماً فيمكنه حرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من النصر وإنهاء نظامه، وإلا فإنه سنواجه النصر الروسي، الذي لن يؤدي في عام 2024 إلى موت استقلال أوكرانيا فحسب، بل وأيضاً أي أمل في السيادة الأوروبية، وهذا ما سيحدث لأن السيناريو الذي طرحه الكاتب من شأنه أن يشعل الحرب العالمية الثالثة بشكلٍ رسمي حيننها سينتهي الجميع ولن ينتصر أي طرف وكله في سبيل دعم أوكرانيا التي دمرت المنظومة العالمية فقط لأجل تدمير روسيا لا لأجل الديمقراطية في أوكرانيا.