التحدي الأيديولوجي الأكثر خطورة على نقاء الإسلام الروسي، يتمثل في الإسلام الراديكالي، الذي يسميه المستشرقين و الباحثين الروس “السلفية” أو ” الوهابية ” فلا فرق عندهم بين هذين المفهومين سواء على المستوى الأكاديمي أو المستوى الأمني. و وفقاً لدراسة أجراها “أنطون شيكوف” باحث في دائرة السجون الروسية في عام 2016 ، فإن 95٪ من موظفي الوحدات التشغيلية لنظام تنفيذ القانون في روسيا لا يستطيعون التفرقة بين مفهوم “السلفية” و مفهوم “الوهابية” ، فالمفهومان مرادفان لمصطلح ” الإسلام الراديكالي”.[1]
الحركة السلفية في روسيا تمثل تحدي كبير لأجهزة الأمن الروسية و للمجتمع الروسي ككل، فبصعود الحركة السلفية في روسيا فى العشرية الأخيرة من القرن العشرين بعيد تفكك الاتحاد السوفيتي، كان على القيادة الروسية العمل بشكل جدي مع صعود هذه الحركة التي كانت تنتمي لها العديد من الحركات الإنفصالية فى الشيشان و شمال القوقاز لمنع تأثير الحركة السلفية على الحياة الإجتماعية و السياسية الروسية. و بعد بدء الحرب السورية فى ٢٠١١ و صعود الجماعات الإرهابية فيها و أيضا في ليبيا، أصبح التحدي أصعب مما كان عليه فى تسعينيات القرن الماضي و العشرية الأولى من القرن الحالي، خصوصا و أن أعداد كبيرة من الشباب الروسي فى مناطق شمال القوقاز، داغستان، الشيشان و حتى فى موسكو ذاتها ينضمون للحركة السلفية بسبب ظروف إقتصادية و إجتماعية صعبة. فتسعى هذه الورقة البحثية إلى:
1- رصد مراحل تشكيل الحركة السلفية في الإتحاد الروسي؛
2- البحث عن أسباب جذب الحركة السلفية للعديد من الشباب الروسي المسلم؛
3- التطرق لسبل مكافحة الحركة السلفية و مستقبلها داخل الإتحاد الروسي.
مراحل تشكيل الحركة السلفية في الاتحاد الروسي
بدء تغلغل الحركة السلفية على الأراضي الروسية يعود إلى نهايات الحقبة السوفيتية، عندما ظهرت بعض الجماعات التابعة لها في شمال القوقاز. ففي الفترة ما بين 1982-1984 قامت السلطات السوفيتية و على رأسها جهاز “الكي جي بي” و “وزارة الداخلية” بقمع هذه الجماعات، إلا أن ذلك كان بشكل مؤقت. فبنهاية ثمانينيات القرن الماضي تغير الوضع داخل الإتحاد السوفيتي بشكل كبير، عندما أضعفت البيريسترويكا الحدود الخارجية للبلاد و أضعفت أيضا الحالة الأمنية الداخلية للبلاد، فتسلل أول أمراء السلفية-الوهابية من خلال أفغانستان الذين أسسوا خلاياهم في طاجيكستان و وادي فرغانة.[2]
و لم تعد لجنة أمن الدولة( الكي جي بي) قادرة في السنوات الخمس الأخيرة من عمر الإتحاد السوفيتي على إكمال حركة القمع تجاه هذه الجماعات، مما أعطى الفرصة لظهور السلفية-الوهابية في شمال القوقاز. و من حينها إنتشرت تعاليم “السلفية-الوهابية” بسرعة كبيرة.
و من الجدير بالذكر أن جهود المملكة العربية السعودية في نشر السلفية في الاتحاد الروسي ليست موضع شك. فأعطت المملكة اهتماما خاصا بالبرامج التعليمية المصممة لرفع مستوى الأئمة السلفيين و تشكيل جيل جديد من القادة الروحيين بينهم. و منذ عام 1989، ذهب شباب مسلمون من جمهوريات شمال القوقاز و من مناطق روسية أخرى، إلى مئات المدارس العربية لتعزيز إحياء الإسلام الروسي. إذ كان معظم أولئك الشباب يعودون وقد اعتنقوا تعاليم النسخة “السلفية” من الإسلام. و إرتبط التزايد الواضح في عدد السلفيين خلال منتصف التسعينات بعودة المجموعات الأولى من أولئك الطلاب الذين كانوا يدرسون في الخارج، مما شكل العمود الفقري للحركة السلفية فى روسيا.
ففي عام 1990 أسست عدة حركات متطرفة ” حزب النهضة الإسلامية لعموم الاتحاد السوفيتي” الذي انقسم فيما بعد الى عدة أحزاب لعبت دورا في بعض النزاعات التي دارت أو مازالت تدور في دول الإتحاد السوفيتي السابق.[3]
و حتى عام 1994 كانت آسيا الوسطى، المنطقة ذات الأولوية في برنامج “تصدير الوهابية” السعودي. و لكن في نفس الفترة تم تحقيق نتائج ملموسة من خلال أنشطة هذا البرنامج على الأراضي الروسية. ففي عام 1991 عرضت المؤسسات الخيرية السعودية تقديم مساعدات مالية على “الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا” ، إلا أن طلعت تاج الدين مفتي روسيا الإتحادية رفض التعاون مع هذه المؤسسات.
في عام 1992 حدث إنقسام داخل الإدارة الروحية للمسلمين فى داغستان، فإنفرد كل مفتي بمجموعة من مسلمي هذه الجمهورية، الأمر الذى أدى إلى ضعف المجتمع الإسلامي التقليدي، مما أعطى الفرصة للتيار السلفي لنشر العقيدة السلفية دون أى عقبات. إلا أن الأساليب السلفية المشهورة في فرض أحكامهم و التى تبدأ برفض العادات و التقاليد الخاصة بالمجتمع، دفعت الأمور إلى مواجهات مسلحة بينهم و بين باقي المجتمع الإسلامي الداغستاني. و إستمرت هذه المواجهات في الفترة ما بين 1992 و 1995 في مناطق “كيزيليورت” ، “كازبك” و “محج قلعة”. و كانت أهم عقبة في توسع الحركة السلفية في داغستان هو ظهور الحركة الصوفية، التي تمثلت في الطريقة الشاذلية، الطريقة النقشبندية و الطريقة القادرية.
المناطق السكانية في “كرماخي”، “شعبانماخي” و “قادار” في إقليم “بويناكسكي” كانت ساحة معارك كبيرة بين التيار السلفي و التيار الصوفي، ففي خريف 1998 أتم السلفيين إجراءات الإستيلاء على هذه المناطق و تم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، من خلال دعم مادي “سعودي” و من خلال دعم المقاتلين الشيشانيين الذين ساعدوا بالسلاح.
حاولت السلطات في داغستان، التي شعرت بقلق بالغ إزاء تطور الوضع، التفاوض مع القرى المتمردة، لكنها لم تنجح. الحكومة الفيدرالية في موسكو كانت في موقف لا تحسد عليه، بسبب إعلان إنفصال القرى الثلاث عن الفيدرالية الروسية، لكنها لم تقدم على أي خطوة إنتقامية، إلا بعد يوم 21 أغسطس1998 الذى أغتيل فيه رئيس الإدارة الروحية في داغستان “محمد سعيد أبو بكر” و الذي كان يعارض التيار السلفي-الوهابي في الجمهورية. منذ تلك اللحظة، أطلقت الحكومة الفيدرالية بالتعاون مع السلطات في داغستان و القادة الروحانيين المسلمين حملة واسعة النطاق للقضاء على التيار السلفي في الجمهورية.[4] باعتبارها ممثل الإسلام الرسمي بادرت الإدارة الدينية المحلية للمسلمين في داغستان بطلب للبرلمان الداغستاني لحظر السلفية-الوهابية، وهو ما استجاب له البرلمان في ١٦ سبتمبر 1999، إلا أن ذلك لم يعني إنتهاء المد السلفي في داغستان. فالحرب بين المسلميين التقليديين و الصوفيين من جانب مع السلفية من جانب آخر مستمرة حتى الأن. و إغتيال الزعيم الديني الصوفي الشهير في داغستان الشيخ “سعيد أفندي” في 2012 شاهد على إستمرارية هذه الحرب.[5]
أما في الجمهورية الشيشانية المجاورة لداغستان، ظهر التيار السلفي-الوهابي بفضل رئيسها “جوهر دوداييف”، الذي راهن على المنظمات الإسلامية الدولية في إحياء الإسلام. و شركاؤه هم المنظمات الإسلامية المتطرفة “الإخوان المسلمون” و “الجماعة الإسلامية” و “الشباب الإسلامي” وغيرها من المنظمات.
تسارعت وتيرة عملية التطرف بشكل كبير أيام الحرب الشيشانية الأولى، و التي سارع دوداييف إلى إعلانها كجهاد ضد الحكومة الفيدرالية بمساعدة المئات من المرتزقة من أفغانستان و بلدان الشرق الأوسط. و كان من بين هؤلاء، الأمير ” سيف الإسلام خطاب”.[6] و في غضون سنتين أو ثلاث، بجهود خطاب وأنصاره، أصبح معظم القادة الشيشان من أتباع السلفية-الوهابية. عرض السلفيون على أتباعهم المحتملين ليس فقط أيديولوجية جديدة ، بل كميات كبيرة من المال حسب المعايير المحلية. دخل المئات من الشبان الشيشان عن طيب خاطر إلى المعسكرات الوهابية للتدريب الشامل، بعد إضفاء الشرعية عليها بعد توقيع اتفاقات خاسافيورت التي أنهت الحرب الشيشانية الأولى. و من أشهر هذه المخيمات، مخيم “القوقاز” في منطقة سيرزين – يورت.
الرئيس الثاني للشيشان ” أصلان مسخادوف” و مفتي الجمهورية ” أحمد قاديروف”، راقبا بقلق شديد تسارع وتيرة نشر السلفية-الوهابية. وعلى الرغم من موقعهم الرفيع بشكل رسمي، إلا أنهم لم يكن لديهم القوة الكافية لوقف هذا المد بطريقة أو بأخرى. في 15 يوليو 1998 ، هاجم مقاتلو القائد الميداني “آرباي باراييف”، أحد أتباع “السلفية-الوهابية”، ثكنات كتيبة “مسخادوف” التابعة للحرس الوطني الشيشاني. كان هذا العمل بمثابة بداية مرحلة مسلحة في المواجهة بين الوهابيين و الطرق الصوفية في الشيشان. و قامت الحرب الشيشانية الثانية في نهاية المطاف بتقسيم المجتمع الشيشاني إلى مسلميين تقليديين( من بينهم الحركة الصوفية) كانوا قد انحازوا إلى الحكومة الفيدرالية و إلى السلفيين-الوهابيين. و الكفاح ضد هذا التيار المتطرف ما زال مستمراً، لكنه لا يحمل أي ثمار إيجابية ملحوظة. و كان ضحايا الصراع مع السلفية-الوهابية الآلاف من الشيشان، بما في ذلك العشرات من الأئمة ومفتي الشيشان السابق نفسه، أحمد قديروف.
حتى وقتنا هذا تظل الخلايا النائمة التابعة للحركة السلفية في منطقة القوقاز، عاملا رئيسيا لزعزعة الاستقرار ليس فقط بسبب الأيدلوجية التى يعتنقها هؤلاء، لكن بسبب الوضع الإقتصادي و السياسي الصعب. هذه الخلايا غير مقتصرة على داغستان أو الشيشان و لكنها تمتد إلى إنغوشيا و قبردينو بلقاريا. و في هذه المناطق يرتكب السلفيون بشكل متقطع “أعمال تخويف”، و يقتلون المسؤولين، فضلاً عن شخصيات دينية إسلامية، موالية للسلطات الفيدرالية الروسية. كما أنهم يقومون بأنشطة تخريب عسكرية، و يهاجمون مراكز الشرطة، و نقاط تفتيش تابعة للجيش، و ما إلى ذلك. بالإضافة إلى العمليات الإنتحارية، التي نقلت مسارحها إلى وسط روسيا، مما يعرض موسكو لهجمات إنتحارية. الأمثلة هنا كثيرة: تفجيرات الشقق في موسكو عام 1999، و أخذ الرهائن أثناء عرض مسرحي “نورد أوست” في 2002 ، تفجيرات مترو موسكو في عام 2010، انفجارات المطار الدولي “دوموديدوفو” في عام 2011. من الواضح تماماً أن جميع الهجمات المذكورة أعلاه سعت إلى تحقيق الهدف السياسي المتمثل في إظهار ضعف العاصمة “موسكو” و ضعف السلطة الروسية أمام التيار السلفي-الوهابي.[7]
أما في مناطق محيط نهر الفولجا، إنتشرت السلفية بشكل فعال في الفترة ما بين 1990 و حتى مطلع الألفية الجديدة. فتعرضت جمهورية “تتارستان” للعديد من الهجمات الإرهابية الفترة من 2004 و حتى الأن عن طريق أعضاء الجماعات السلفية. على سبيل المثال: 19 نوفمبر 2004- انفجار أنبوب غاز بمنطقة كيروف؛ 30 يناير 2005 إنفجار أنبوب غاز في منطقة أوليانوفسك و وصولا بمحاولة إغتيال مفتي جمهورية تتارستان في عام 2012.[8]
إن الحديث عن أعداد السلفيين في روسيا أو غيرها أمر صعب، حيث لا توجد آليات معترف بها لتحديد العدد الحقيقي المنتمي للتيار السلفي في روسيا. في الأساس نجد صعوبة في تحديد أعداد المسلمين في روسيا بشكل دقيق، لذلك أي أرقام عن أعداد السلفيين سواء في بعض الكتب أو في بعض المقالات العلمية، لا أساس لها. كى نصل إلى حجم توغل التيار السلفي داخل المجتمع الروسي، كان علينا دراسة أعداد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابية المسجلة في مكتب النائب العام في روسيا الإتحادية. فإذا نظرنا للجدول التالي، سنجد أن جمهورية الشيشان، في عام 2009 وصل عدد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابية إلى 437 جريمة مسجلة. إلا أن عدد الجرائم في هذه الجمهورية بدأ فى الهبوط حتى وصل إلى 93 جريمة فقط فى 2018. و مؤشر الهبوط هذا و الذى يعكس إنحسار التيار السلفي في المجتمع الشيشاني، السبب الوحيد فيه هو الإجراءات الأمنية الشديدة التى يتبعها الرئيس الشيشاني “رمضان قديروف” في مواجهة التيار السلفي، بالإضافة إلى تحسن الوضع المعيشي في هذه الجمهورية.
و على العكس نجد أن جمهورية داغستان، كان عدد الجرائم فيها لا يتعدى 44 جريمة فقط في عام 2009. إلا أن هناك مؤشر صعود خطير في هذه الجمهورية من حيث عدد الجرائم، فنجد أن عدد الجرائم وصل إلى 966 جريمة في عام 2016 و إلى 531 جريمة في 2017 ، حتى وصل في الفترة ما بين يناير إلى يونيو 2018 إلى 262 جريمة. بهذا المؤشر التصاعدي من حيث عدد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابية فى داغستان، نرى أن توغل التيار السلفي فيها أخذ في الإزدياد، و أن المداهمات الأمنية المستمرة لا تجدى نفعا.
أما بالنسبة لمدينتي موسكو و سانت بطرسبرج، نرى أن عدد الجرائم يزداد عام بعد عام. و ذلك يعكس دور و إن كان غير خطير للتيار السلفي في هاتين المدينتين حتى الأن. لكن عندما يكون عدد الجرائم قد وصل إلى 120 جريمة في 2017 و إلى 80 جريمة في عام 2018، فذلك يعكس خطورة تنامي التيار السلفي في العاصمة السياسية و العاصمة الروحية لروسيا.
إقليم | 2009 | 2010 | 2011 | 2012 | 2013 | 2014 | 2015 | 2016 | 2017 | يناير حتى يونيو2018 |
جمهورية داغستان | 44 | 36 | 220 | 295 | 365 | 472 | 679 | 966 | 531 | 262 |
جمهورية الشيشان | 437 | 320 | 218 | 127 | 66 | 121 | 208 | 187 | 256 | 93 |
جمهورية قباردينو – باليكاريا | 4 | 26 | 48 | 67 | 93 | 157 | 110 | 139 | 143 | 69 |
جمهورية إنغوشتيا | 41 | 35 | 67 | 38 | 34 | 64 | 54 | 105 | 67 | 32 |
جمهورية قراتشاي – تشيركيسيا | 6 | 13 | 19 | 30 | 16 | 41 | 69 | 90 | 57 | 37 |
إقليم ستافروبول | 0 | 3 | 2 | 8 | 4 | 21 | 38 | 50 | 41 | 27 |
جمهورية شمال أوسيتيا وألانيا | 1 | 4 | 2 | 0 | 1 | 7 | 10 | 35 | 51 | 15 |
جمهورية تتارستان | 3 | 10 | 2 | 6 | 10 | 32 | 43 | 45 | 37 | 33 |
موسكو و سانت بطرسبرج | 18 | 17 | 11 | 15 | 11 | 27 | 43 | 80 | 112 | 80 |
جدول رقم (1)- هذا الجدول من تصميم المؤلف.[9]
عوامل إنتشار التيار السلفي في الاتحاد الروسي
لدراسة العوامل التي أثرت بشكل كبير في إنتشار السلفية في روسيا، نجد أن هناك عوامل خارجية و أخرى داخلية. بالفعل كان هناك دور ملموس للتأثير الخارجي، خصوصا بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي. فى روسيا الإتحادية بعيد تفكك الإتحاد السوفيتي، حدث فراغ أيديولوجي كبير، بعد إلغاء الأيديولوجية الشيوعية. حتى الإسلام التقليدي لم يستطع سد هذا الفراغ في المناطق السكانية الإسلامية في شمال القوقاز و محيط نهر الفولجا. لأن الإسلام التقليدي كان عبارة عن خليط من الشعائر الإسلامية الرئيسية و التقاليد و العادات الشعبية، ففي هذه الفترة لم يكن على الساحة الإسلامية الروسية أي مركز روحي فعال قادر على صد التأثيرات السلبية القادمة من الخارج.
العوامل الخارجية التي أثرت على في إنتشار العقيدة السلفية في روسيا، تمثلت في نشاط هياكل تنظيمية أجنبية على الأراضي الروسية و أيضا في نشاط المفتيين القادمين من الخارج من برامج تعليمية و تدريبية سعودية.
في السنوات الأولى من التجربة الديموقراطية الروسية في بدايات التسعينيات، تم إفتتاح العديد من المكاتب التمثيلية و الفروع لمختلف الصناديق الإسلامية و المراكز و المنظمات الخيرية على أراضي روسيا الإتحادية. و من خلال هذه الصناديق و المنظمات تم تقديم دعم مادي لا محدود لرجال الدين في هذه الفترة، مما أدى إلى ظهور فساد مالي بين هؤلاء، من ناحية، ظهور عوامل ضغط خارجي على أولئك الذين يتلقون هذا الدعم، من ناحية أخرى.
أما بالنسبة لنشاط المفتيين، الذين تلقوا تعليما أو تدريبا في المدارس و المعاهد الإسلامية في المملكة السعودية، مصر و سوريا. فنجد أن هؤلاء، كان لهم دورا كبيرا في نشر الأيدلوجية السلفية بين الشباب الروسي المسلم، بعد عودتهم. ففي روسيا حوالى 2000 إمام في المساجد، تلقوا تعليما أو تدريبا في الخارج. ففي عام 2011، كان هناك أكثر من 3000 طالب روسي في جامعات و معاهد إسلامية في بعض الدول العربية، إلا أن الأهم هنا أن الجزء الأكبر من هؤلاء الطلاب، تتراوح أعمارهم بين 20-25 عام.[10]
ومع ذلك ، ليس من الصواب تمامًا أن نحصر أسباب انتشار السلفية في روسيا الإتحادية في العوامل الخارجية. مما لا شك فيه أن هناك عوامل داخلية خلقت أرضية “خصبة” لانتشارها.
في رأينا، هناك عدد من العوامل الداخلية التي أثرت بشكل واضح على إنتشار الفكر السلفي داخل المجتمعات الإسلامية في روسيا الإتحادية. و أول هذه العوامل- إنخفاض مستوى التنمية الإجتماعية و الإقتصادية بشكل عام في روسيا و بشكل خاص في مناطق شمال القوقاز، إرتفاع نسبة البطالة بين الشباب، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من سكان هذه المناطق تحت خط الفقر. لذلك انتشرت السلفية، كقاعدة عامة، بين الشرائح المحرومة مالياً واجتماعياً من السكان في شمال القوقاز و منطقة الفولغا؛ 2) إرتفاع مستوى أمية سكان شمال القوقاز؛ 3) إنخفاض تأثير دور الدين التقليدي في حياة المجتمع، فليس أمام الشباب الروسي المسلم سوى طريقين، الأول – الصوفية و الثاني- السلفية. و بما أن الطرق الصوفية، مقربة جدا للسلطة الفيدرالية في موسكو، فلا يجد الشباب المسلم سوى السلفية كملاذ، نظرا لعدم ثقة الشباب في السلطة السياسية المحلية و الفيدرالية و نظرا لبساطة الفكر السلفي و سهولة تداركه؛ 4 ) جهل اللغة العربية، لغة القرءان و الأحاديث النبوية. مما يولد عدم فهم كامل لمعاني الآيات القرءانية و الأحاديث النبوية؛ 5) مستوى عال من السخط على السلطة في أوساط المجتمعات المسلمة في شمال القوقاز، بسبب الإضطهاد الإجتماعي و السياسي؛ 6) ضعف هياكل الدولة، لا سيما وكالات إنفاذ القانون و الأجهزة المخابراتية في مناطق شمال القوقاز ؛ 7) وجود نسبة كبير من سكان هذه المناطق دون سن الثلاثون؛ 8) بسبب الظروف الإقتصادية و الإجتماعية في مناطق شمال القوقاز، تزداد نسب الهجرة الداخلية من هذه المناطق إلى المدن الكبرى ( موسكو، سانت بطرسبرج و قازان) مما يجعل إنتشار السلفية في عموم الإتحاد الروسي غير صعب.
في بدايات 2010 أصبحت الهجرة من آسيا الوسطى عاملاً مهماً يؤثر على مسألة إنتشار الأفكار السلفية في روسيا الإتحادية. فوفقا لمصادر مختلفة تتراوح أعداد المهاجرين الأوزبكستانيين من 800 ألف مهاجر إلى 1.2 مليون. أما المهاجرين الطاجيك تصل أعدادهم إلى مليون مهاجر، في حين يصل أعداد المهاجرين القرقيزين إلى حوالي 500 ألف مهاجر. و يستقر هؤلاء المهاجرين في محيط نهر الفولغا، في جبال الأورال، و كذلك في شمال البلاد و حتى في الشرق الأقصى. [11]
و لا تتوقف الأمور على حد الأعداد الكبيرة لمهاجري آسيا الصغرى، لكن تشهد نسب المواليد داخل هذه الأسر إرتفاع غير طبيعي بالمقارنة بالسكان الروس. فمثلا في تتارستان فقط، وفقا للبيانات الرسمية، كل عام يولد حوالي 1000 طفل في الأسر المهاجرة.[12]
أيضا هناك عامل مهم في زيادة تأثير الأفكار السلفية في مناطق شمال القوقاز. و هو عامل هجرة السكان الروس من هذه المناطق، ففي الفترة ما بين 1989 و 2002 إنخفض عدد السكان الروس بنسبة تصل إلى 27%، هناك تقديرات أخرى تقر بهجرة حوالي 420 ألف روسي من من هذه المناطق، لتتحول المجتمعات في شمال القوقاز إلى مجتمعات إسلامية خالصة، لتكون تربة خصبة لزيادة تأثير التيار السلفي.[13]
مكافحة الحركة السلفية و مستقبلها داخل الاتحاد الروسي
الإسلام المسموح به داخل حدود روسيا الإتحادية، هو الإسلام الوسطي، البعيد كل البعد عن أي فكر متطرف أو أي فكر إنفصالي يهدد الإتحاد الروسي. فالنشاط الديني و السياسي للحركة السلفية في روسيا يهدف إلى تأسيس نموذج حكم إسلامي على أراضي الإتحاد الروسي، مستخدمة في ذلك أساليب التخويف، فهي بالفعل تشن حربا حقيقية ضد الحكومة الفيدرالية في كل من داغستان و أنغوشيا، في حين تتمتع بحضور طاغي في كل من قباردينو- بلقاريا. بالإضافة لذلك تعززت مواقفهم بشكل واضح في كل من تتارستان و بشكيريا، أما في الآونة الأخيرة ، تمتلك هذه الحركة بالفعل وجود في موسكو. لذلك السلطات الروسية تعمل على مكافحة الفكر المتطرف الإسلامي الذي تمثله الحركة السلفية، ليس على مستوى التشريعات القانونية المعمول بها داخل الإتحاد الروسي أو على مستوى الأجهزة الأمنية فقط ، لكن أيضا على المستوى الأيدلوجي.
- فوفقا للمادة 13 من الدستور الروسي ” يُحظر إنشاء الجمعيات العامة ذات الأهداف والأنشطة الموجّهة نحو التغيير القسري لأساس النظام الدستوري وانتهاك سلامة الاتحاد الروسي، أو تقويض أمنه، أو إنشاء وحدات مسلحة، أو التحريض على الفتنة الاجتماعية أو العرقية أو القومية أو الدينية، وكذلك تُحظر أنشطتها. “، أما الفقرة الثانية من المادة 29 من الدستور ” الدعاية أو التحريض اللذان يثيران الكراهية والعداء الاجتماعي أو العرقي أو القومي أو الديني محظوران. والدعاية للتفوّق الاجتماعي أو العرقي أو الوطني أو الديني أو اللغوي محظورة أيضاً”.[14] أما القانون الفيدرالي رقم 125 الصادر في 26 سبتمبر 1997″ قانون حرية الضمير و الجمعيات الدينية ” فينص في المادة الرابعة على ” الاتحاد الروسي دولة علمانية. لا يمكن تأسيس أي دين للدولة أو دين إجباري. يتم فصل الجمعيات الدينية عن الدولة وتكون متساوية أمام القانون “. و في الفقرة الخامسة من نفس المادة ” يحظر على الجمعيات الدينية أن تؤدي وظائف السلطات العامة والهيئات الحكومية الأخرى ومؤسسات الدولة وهيئات الحكم الذاتي المحلية ؛ لا تشارك في الانتخابات للسلطات العامة وهيئات الحكم الذاتي المحلية ؛ لا تشارك في أنشطة الأحزاب السياسية والحركات السياسية و لا تقدم لها مساعدات مادية أو غيرها “[15]
و بالنسبة للقانون الفيدرالي رقم 25 الصادر في 11 يوليو 2001 “قانون الأحزاب السياسية” فيحظر في مادته التاسعة تأسيس الأحزاب على أساس ديني.[16] ينص أيضا قانون العقوبات الروسي في مادته “63” على أن أى جريمة جنائية ترتكب بدافع الكراهية الدينية، تعامل كظرف مشدد للعقوبة.
هناك أيضا بعض القوانين المحلية في جمهوريات الإتحاد الروسي التي سنت لمكافحة التطرف الديني (قانون جمهورية داغستانالمتعلق بحظر الوهابيةالصادر في 22 سبتمبر 1999، قانونقبردينو-بلقاريا الصادر في 1 يونيه عام 2001 بشأن حظر الأنشطة الدينية المتطرفة.)
و بتحليل هذه التشريعات نجد أنها تركز فقط على مكافحة الأنشطة و ليس مكافحة الأيدلوجية، لذلك نجد برغم صدور قانون حظر الوهابية في داغستان في عام 1999، إلا أن التغلغل السلفي-الوهابي يتزايد بشكل مخيف في هذه الجمهورية. أيضا نجد غياب حظر نشاط التيار السلفي-الوهابي على المستوى التشريعي الفيدرالي،فالسلطات الروسية تهاب القدوم على هذه الخطوة خوفا من أن يؤثر ذلك على العلاقات الروسية – السعودية.
- أما على مستوى الأجهزة الأمنية، فمنذ عام 1999، بدأت وكالات إنفاذ القانون الروسية حملة واسعة ضد الإسلام الراديكالي، في سياقها تم إغلاق الفرع الروسي لمنظمة “الحرمين” و “طيبة” ، و تم إغلاق شبكة من المؤسسات التعليمية التركية التابعة لمؤسسة “سلميانديجار” و “نوردجولار”. تم وقف نشاط أكثر من دور نشر كانت تطبع كتب متطرفة، بالإضافة لعمليات اعتقال جماعية لأتباع حزب التحرير.
و في 14 فبراير 2003 في جلسة مغلقة في المحكمة العليا للاتحاد الروسي، بناء على طلب من المدعي العام للاتحاد الروسي، تم حظر نشاط العديد من المنظمات الإرهابية. أما في 2 أبريل 2004 محكمة “سافيلوفسكي” إعترفت بتطرف “كتاب التوحيد” لمحمد بن عبدالوهاب، صدر في 21 مايو 2007 في محكمة “كوبتيفسكي” حكم مماثل ضد كتب الكردي “سعيد النورسي” التى تسمى “رسائل النور”.[17]
و منذ عام 1999 و حتى الأن و أجهزة الأمن الروسية تقوم بعمليات عسكرية متواصلة من أجل إستئصال الخطر الإرهابي في مناطق شمال القوقاز. و كانت آخر هذه العمليات في أبريل 2018 في خمس أقاليم روسية ( داغستان، ستفاربول، أومسك، أوليانوفسك، و تترستان) ضد أعضاء منظمة “جبهة التحرير”.[18]
إلا أن أساليب العمليات القتالية لحل مشكلة الوهابية والسلفية، تعطى نتائج مرضية على المدى القصير، لكن تكون في نفس الوقت سبب من أسباب إنتشار هذا التيار.فيجب التحول إلى تقنيات أكثر استجابة، مثل التركيز على النشاط الإستخباري، إعادة هيكلة أسس تطبيق الأساليب العسكرية في البلاد و دراسة الإنجازات الحديثة للعلوم و خبرات الخدمات الخاصة في العالم، التى تشهد على إمكانية استخدام أساليب أخرى سلمية و تعطي نفس النتائج.
- هناك مستوى آخر تكافح به الحكومة الروسية إنتشار الفكر السلفي على أراضيها. و ذلك من خلال دعم أفكار الإسلام الوسطي و دعم الحركة الصوفية في شمال القوقاز، لتمثل أيدلوجية مناوئة للأفكار السلفية. و يقوم بهذا الدور شيوخ الإسلام الروسي و أئمته. فنرى مفتي جمهورية الشيشان “صالح مجييف” يقول “الأمة المسلمة الروسية تعيش أوقات صعبة، لأن الوهابية تنتشر، و وصف مفتي الشيشان التهديد الذي يواجه مسلمي روسيا في مؤتمر صحفي. “إنهم يطلقون على أنفسهم اسم السلفيين ، لكننا نسميهم” السلفيين الزائفين ” و يضيف “نحن نقول وسنقول إن كل المسلمين في روسيا يجب أن يتحدوا ، يجب على جميع المفتين و العلماء أن يتحدوا لمحاربة السلفيين”. [19]
إلا أن كل هذه السبل التي تقوم بها الحكومة الروسية من خلال تشريعات فيدرالية و محلية، من خلال عمليات عسكرية و مداهمات أمنية أو من خلال أصوات رجال الدين المسلميين المحسوبين على الحكومة الفيدرالية لم تستطع الحد من إنتشار التيار السلفي-الوهابي في روسيا، فمواجهة الفكر السلفي في روسيا أو غيرها من بلاد العالم، يجب أن تكون من خلال وجود سياسة اجتماعية و اقتصادية مدروسة تحقق للشباب الذات على المستوى الإجتماعي و المادي و الروحاني. من الضروري، رفع المستوى التعليمي للأئمة المحليين، “تنظيف” صفوفهم من العناصر السلفية-الوهابية الصريحة. يجب على الحكومة الفيدرالية دعم مجلس المفتين في روسيا وغيرها من الهياكل التي تدعو إلى الإسلام التقليدي لتعميم أنشطتهم و جهودهم. بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري الحد من ارسال الطلاب في المراكز التعليمية في الخارج . أيضا ينبغي إعطاء المزيد من الاهتمام بالعمل مع وسائل الإعلام، التي لديها الفرصة لتعميم المعتقدات الدينية التقليدية.
و لا يعني إنتشار التيار السلفي في روسيا أن يكون له دور في الحياة السياسية الروسية، بل مقابل هذا الإنتشار يتولد تحدي أكبر من جانب الأجهزة الأمنية في القضاء عليه. و هكذا منذ أن ظهر التيار السلفي في الإتحاد الروسي، فكل هياكل السلطة الفيدرالية و المحلية تقاوم هذا الوجود بكل السبل، سواء تشريعية أو أمنية أو أيدلوجية. فهناك رفض واضح لهذا التيار. و هذا الرفض مستمر ما دامت الديانة المسيحية الأرثوذكسية الروسية تمثل أكثر من 80% من الشعب الروسي. فروسيا لا تحارب السلفية-الوهابية فقط على الأراضي الروسية، لكن تحاربها أيضا في سوريا، فأهم أسباب التدخل العسكري الروسي في سوريا- القضاء على الجماعات الإرهابية.
و ينتظر في المستقبل القريب، أن يكون هناك سبل أكثر وحشية في تعامل السلطات الروسية مع هذه الحركة، خصوصا بعد السياسة الجديدة التي يتبعها ولي العهد السعودي ” محمد بن سالمان” في مواجهة التيار السلفي-الوهابي في المملكة السعودية، مما سيرفع الحرج عن الكرملين في مواجهته مع السلفيين الروس. لذلك سيكون على الجماعات السلفية-الوهابية الروسية أن تستمر بدون دعم سياسي و مالي سعودي.
قائمة المراجع:
المصادر التشريعية:
1- دستور الاتحاد الروسي الصادر عام 1994 شامل تعديلاته حتى عام 2014.
2- القانون الفيدرالي رقم 125 الصادر بشأن “حرية الضمير و الجمعيات الدينية” في 26 سبتمبر 1997 .
3 – القانون الفيدرالي رقم 25 الصادر بشأن ” الأحزاب السياسية” في 11 يوليو 2001.
الكتب:
4- فاجابوف، ميخائيل فاجابوفيتش. الوهابية: التاريخ و الحاضر. الطبعة الأولى. دار نشر داغستان الحكومية. محج قلعة داغستان. 2000. صفحة 34.
5- سيلانتييف، رومان. التاريخ الحديث للإسلام في روسيا. الطبعة الأولى. دار نشر: ألجورتم. موسكو. 2007. صفحة 424.
6- شولتز، فلاديمير. الإرهاب في العالم الحديث. الطبعة الثانية. دار نشر: مركز أبحاث المشكلات الأمنية، أكاديمية العلوم الروسية. موسكو. 2011. صفحة رقم 389.
7- مخمتزيانوف، أيرات. البعد الاجتماعي الثقافي للأنشطة المجتمعية في منطقة الأورال. الطبعة الأولى. الناشر: جامعة قازان الحكومية. قازان. 2013. صفحة 299.
8- فايزولينا، ألبينا. مشاكل التكيف العرقي للمهاجرين. الطبعة الأولى. الناشر: جامعة قازان الحكومية. 2013. قازان. صفحة 161.
9- تيشكوف، فاليري. القوقاز الروسي. الطبعة الأولى. الناشر: روسينفورماروتيخ. موسكو.2007. صفحة 174 – 176.
الدوريات:
10- أنتون، شيكوف. “المسائل المختارة المتعلقة بتعاون النتائج التشغيلية للنظام التنفيذي الجنائي على المنظمات الدينية الراديكالية”. دورية جامعة نيجني نوفغورود الحكومية. رقم العدد 2 لعام 2016. الصفحات 181-187.
11- أرتيوم، أندرييف. ” إزدهار و إندثار أحزاب الصحوة الإسلامية في طاجيكستان”. دورية جامعة سانت بطرسبرج للعلوم السياسية. العدد رقم 6 لعام 2017، صفحة 134-138.
12- رومان، سيلانتييف. ” إنتشار الوهابية في روسيا الحديثة”. دورية جامعة ولاية تشيليابينسك. العدد رقم 16 لعام 2009. صفحة 165-171.
مصادر إليكترونية:
13- داغستان.. نحو احتقان طائفي؟، روسيا اليوم باللغة العربية، تاريخ النشر:13.09.2012،العنوان الأليكتروني:
14- الأمن الفيدرالي يصل إلى خطاب، جازيتا البرلمان ، تاريخ النشر 22 أكتوبر 1999، العنوان الإليكتروني:
15- أليكسي مالاشينكو، ” التحديات الإسلامية لروسيا: من القوقاز إلى الفولجا والأورال “، مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي، تاريخ النشر 15-03-2016، العنوان الأليكتروني: http://svop.ru/main/19318/
16- موقع ” بوابة الإحصاءات القانونية لمكتب المدعي العام للاتحاد الروسي“، العنوان الإليكتروني: http://crimestat.ru/offenses_chart
17- اعتراف المحكمة بتطرف كتب التركي سعيد النورسي، وكالة أنباء ريا نوفستي، تاريخ النشر 23 يوليو 2007. العنوان الإليكتروني:
18- في عدة مناطق تمت عمليات لمكافحة الإرهاب، موقع تي في سينتر الروسي، تاريخ النشر 27 أبريل 2018، العنوان الإليكتروني:
http://www.tvc.ru/news/show/id/136777
19- دعا مفتي الشيشان المسلمين إلى التوحد ضد الوهابية، موقع لايف الروسي، تاريخ النشر 27 أكتوبر 2016. العنوان الإليكتروني:
20- مجلس شورى المفتيين الروسي يعارض حظر الوهابية، وكالة أنباء إنترفاكس الروسية، تاريخ النشر 2 أبريل 2018. العنوان الإليكتروني:
21- مؤتمر لتعريف السنّة بالشيشان يستثني السلفيين ويثير الغضب بالسعودية، سي إن إن بالعربية، تاريخ النشر 30 أغسطس 2016، العنوان الإليكتروني: https://arabic.cnn.com/middleeast/2016/08/30/grozny-conference-islam
دكتور عمرو الديب- مدير مركز خبراء “رياليست” الروسي، النسخة العربية.
مصدر البحث: مجلة العقيدة