باريس – (رياليست عربي): يعود شهر أكتوبر مرة واحدة كل عام، لتحل معه ذكرى أيام انتصارات غالية علينا جميعاً، واسترجاع قصص الأبطال من أصغر جندي إلى أعلى قائد.
لنتذكر التفاف الناس حول الراديو فور الإعلان عن بيان عسكري أو قيام استضافة بطل من أبطال القوات المسلحة أو المراسلين الحربيين، وكذلك مشاهدة التلفاز للقاء أحد القادة العظماء من أول الزعيم الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل والجمسي والشاذلي وكوكبة اللواءات: الرئيس الراحل حسني مبارك، وأحمد بدوي وغيرهم الكثير، رحمهم الله جميعاً وجزاهم خيراً على عملهم الذي سوف تفتخر به الأمة العربية إلى نهاية العالم، فقد منحونا القدوة والدروس والعبر في التفاني في العمل والتخطيط والتحضير والتكتيك والتدبير والخداع الاستراتيجي والشؤون المعنوية، وتأمين الجبهة الداخلية والخارجية والعمل الدبلوماسي والتشريعي والإمداد والتمويل وضبط النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية (مالية واقتصادية) والاجتماعية والفنية والأدبية والإدارية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك منظومة، وفرقة موسيقية من أمهر العازفين والموسيقيين لعزف أجمل وأعظم لحن هو لحن انتصارات أكتوبر العظيم.
كم أنت عظيم يا أكتوبر
كان هناك تلاحم عظيم بين القيادة والشعب والحكومة والمواطن بكافة أطيافهم وعلى اختلاف اتجاهاتهم وميولهم ومعتقداتهم، وكل ذلك العمل الخالد وهذه الملحمة العظيمة تم في صمت وكتمان وهدوء، دون ضوضاء أو ضجيج إعلامي أذهلت العالم كله حتى يومنا هذا (دون أي ضوضاء أو ضجيج إعلامي).
50 عاماً على انتصارات أكتوبر
إن حلول الذكرى الـ 50 على انتصارات اكتوبر، لها طعم ومذاق فريد، ليس بسبب عودة الذاكرة إلى لحظات وأيام جميلة، فأوقات العزة والفخر والكرامة، عندما تراها في عيون الشعب والمواطنين الذي عانى من مشاكل والمعاناة، من أجل وطنه وبلده وأمته، من أجل أولاده وأحفاده: كانت حالة صدق وثقة بين الحاكم والمحكوم هي نموذج لكل الأزمنة والعصور، فالتاريخ لا يذكر إلا الأفعال والأعمال.
كم أنت عظيم يا أكتوبر
يأتي أكتوبر ليبعد قليلاً عما يمر به العالم من حولنا من ظروف وأحداث ومواقف ضبابية ورمادية يبث روح الشك والريبة وعدم الأمن والاطمئنان لكثير من الناس حول العالم، لما نراه من صراعات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، وكوارث طبيعية، تعصف بكثير من الدول والبلاد، وعدم الاستقرار والأمان تهدد حاضر ومستقبل العالم الذي نعيش فيه.
وكل ما سبق ذكره، فإن أخطر الأسباب وأهمها حول تفشي الكذب والتضليل والفساد، وهو الأمر الذي نراه ليل نهار في وسائل الإعلام بكافة أشكالها والتواصل الاجتماعي، والتي تبث الشك والهلع في نفوس الناس.
من هذا المنطلق تأتي أهمية وعظمة انتصارات أكتوبر، لاسترجاع حالة الصدق والصراحة والثقة بين الناس، لننعم جميعاً بالأمن والأمان والطمأنينة، تحية لأرواح شهداء أكتوبر الذين ضحوا بأغلى ما يملكه الإنسان وهو روحه من أجل أهله وشعبه ووطنه وأولاده وأحفاده، فهل سيرد الأولاد والأحفاد الجميل لآبائهم؟ أم سوف يضيعون في حياة اللهو والهرج والمرج والمهرجانات والحفلات؟ فهل مات الشرفاء لكي يعيش السفهاء؟
كم أنت عظيم يا أكتوبر.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – مصر.