باريس – (رياليست عربي): افتتح مؤتمر المناخ COP 29 في باكو عاصمة دولة أذربيجان، والمقرر في الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024 في استاد باكو .
وهو المؤتمر المعني بقضايا المناخ والبيئة وحرارة الأرض، والذي يعقد سنوياً بتنظيم ورعاية الأمم المتحدة.
ويعقد المؤتمر هذا العام، لمناقشة المساعدات المالية للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل المعرضة للاحتباس الحراري العالمي وهو ما يلقي بظلاله بالفعل على هذا المؤتمر والذي سيحضره زعماء ورؤساء ومسؤولين عن أكثر من 200 دولة .
وقد صرحت السيدة آن هاريسون، مستشارة سياسات المناخ في منظمة العفو الدولية:
“يجب علي هذا المؤتمر أن يساعد هذا في تحديد مسار ناجح ، من خلال وضع حقوق الإنسان في صميم جدول أعماله، بما في ذلك من خلال تحديد مسار واضح للتخلص التدريجي الكامل والسريع والعادل والممول من مصدري الوقود الاحفوري ويعني هذا، من الناحية العملية، وجوب أن يركز المؤتمر على زيادة جهات التمويل المناخي بشكل كبير، وبالدرجة الأولى من الدول التي تُعدّ أكبر مصدّر تاريخي لانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، وغيرها من الدول التي في وسعها ذلك، لا سيما مجموعة العشرين، والدول ذات الدخل المرتفع وخاصة المنتجة للوقود الأحفوري”.
“يجب أن تساعد “هذه الدول” في تمويل تدابير التكيف اللازمة، والانتقال العادل إلى الطاقة المتجددة في الدول ذات الدخل المنخفض، وأن تقدم تعهدات ملزمة لتزويد صندوق الخسائر والإضرار ، برأس مال كافٍ، وهو صندوق مزمع إنشاؤه بهدف لمساعدة المجتمعات والأفراد الذين يعانون من الآثار الحتمية للاحترار العالمي”.
كمًا أضافت السيدة / آن أنه ينبغي على الدول أن تحترم وتحمي دائمًا الحقوق في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع السلمي”. ومع ذلك، يتم استضافة مؤتمر كوب 29 في دولة نفطية استبدادية ذات سجل مروع من انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها قمع الاحتجاجات البيئية واعتقال الصحفيين وندعو أذربيجان إلى وضع حد لهذه الانتهاكات، وإجراء إصلاحات مجدية قبل المؤتمر وبعده للوفاء بالتزاماتها إزاء حقوق الإنسان”.
مؤتمر وهم وخيال
1-المؤتمر يعقد برعاية وتنظيم الأمم المتحدة ، التي فشلت في وقف الصراعات المسلحة أو حتي وقفها في أماكن كثيرة حول العالم ، وان أمينها الحالي أصبح شخص غير مرغوب فيه من بعض الدول ، كما ان قوات حفظ السلام ومنظمات الإغاثة ورعاية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تعتدي عليها ليل نهار دون تحرك قدر انملة من السيد الأمين او المنظمة: سوى الشجب والتنديد.
2-يبدوا ان السيدة آن تعيش في كوكب تاني ( مع الاعتذار للمطرب الجميل: مدحت صالح)، أي حقوق انسان تتحدث عنها، وأي حماية الصحفيين، ونحن نسمع نرى على وسائل الأعلام المختلفة قتل للصحفيين والاعتداء عليهم ومنعهم من أداء مهامهم الصحفية في نقل وبث الاخبار ، ناهيك عن انتهاكات وسياسات التجويع التي تمارس ليل نهار.
ألم تسمع أو تشاهدها السيدة آن؟
3-ما هي العلاقة بين حقوق الانسان وحرية التعبير، ومشاكل وقضايا المناخ والبيئة؟؟؟؟، أرجو أن تفيدنا السيدة آن او أحدٍ ممثلي السيد الامين العام للأمم المتحدة، وهم بالعشرات عن هذا السؤال.
4-أن تمويل مشروعات الطاقة الدائمة والمتجددة ، تحتاج الي عشرات التلريونات، بل إن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو صرح أن التخلي عن النفط كمصدر رئيسي لطاقة يحتاج الي تمويل يزيد عن 200 تريلون دولار أمريكي، وان العالم يعتمد علي الوقود الاحفوري بنسبة 83 % وشكك في إمكانية تحقيق zéro انبعاثات بحلول عام 2050.
5-في كافة مؤتمرات المناخ السابقة يتم الإتفاق على مبالغ تمويل للدول الاكثر احتياجا والنامية والناشئة، ولا ينفذ منها شيئاً.
6-الدول الكبري والاكثر معدل إنتاج حول العالم ، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية ، والصين وغيرهم ، هم المتسبب الاول في قضايا المناخ والاحتباس والبيئة ، هم أقل الدول تقدم تمويل ، بل انها أكثر الدول تنصلًا من الالتزام بمعايير النفايات والمخلفات المتسبب الرئيسي في ارتفاع حرارة الأرض.
7-من العجيب والغريب، ان الدول المتقدمة والاكثر انتاجية ، يلقون بالتبعية والمسؤولية علي الدول الفقيرة، بل يريدونها تحمل ما أفسدوه الكبار
ومن تجارب لأسلحة الدمار الشام، والتجارب النووية والتي تسببت أحداث تغيرات مناخية لم يشهدها العالم من قبل من ارتفاع حرارة الجو، والأعاصير، والفيضانات، وحرائق للغابات والمحاصيل الزراعية، وغيرها من كوارث الطبيعة.
وهو الأمر الذي إدي الي ارتفاع إسعار الحبوب والغذاء وتكلفة النقل والتأمين علي الدول النامية في أفريقيا وأسيا وامريكا اللاتينية.
وأخيرا وليس آخراً ، فإن مؤتمر باكو COP29 ، كغيرة من المؤتمرات السابقة، اجتماعا، وورش عمل، وكلمات ووعود وتعهدات من هذا المسؤول او ذاك، وبيانات وتصريحات، هي والعدم سواء، تذهب أدراج الرياح، ويتم التقاط الصور مصحوبة ابتسامات وضحكات زائفة ومصطنعة، امام عدسات وشاشات البث، وحفلات وسهرات، وكل ذلك تحت رعاية الأمم المتحدة ومسؤوليها ومبعوثي السيد الأمين العام، الذي يروجون الوهم والخزعبلات لشعوب العالم، الذي أظن انه اعتاد وأدمن كلام وحديث هؤلاء المشعوذون.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.