باريس – (رياليست عربي): على المسلمين في العالم في جهاته الأربع، وخاصة في أوروبا، وفرنسا ومدينة باريس أن تفخر بجامع باريس الكبير، ودوره ورسالته التاريخية والحضارية في نشر الإسلام الوسطي المعتدل، من عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، وحتى تقوم الساعة بإذن الله تعالى.
طالعتنا الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية بخبر صادر من مسجد باريس الكبير أكبر وأهم منارة إسلامية في فرنسا، وفي أوروبا الغربية كلها، وهو إلزام الخطباء الأئمة والدعاة بالدعاء لفرنسا بعد خطبة الجمعة.
حيث طلب عميد مسجد الكبير في باريس السيد/ شمس الدين حافظ من أئمته أن يدرجوا من الآن فصاعداً دعاء لفرنسا في نهاية خطبه يوم الجمعة، من كل أسبوع، وذلك بناء على رسالة أرسلها إلى أئمة الجامع الكبير والجوامع الأخرى، البالغ عددهم 150، حيث طلب منهم “إدخال أدعية باللغتين العربية والفرنسية في نهاية الخطبة كل يوم جمعة”. وشدد على إيلاء “اهتمام خاص بتنفيذ هذا الطلب”.
والدعاء المقترح هو “اللهم احفظ فرنسا وشعبها ومؤسسات الجمهورية، واجعل فرنسا بلداً مزدهراً وآمناً وسالماً، يتعايش فيه المجتمع الوطني، بتنوعه ودياناته المختلفة وقناعاته ومعتقداته” في أمن وسلام.
وأهمية هذا القرار، هو نشر روح التسامح والتعايش السلمي بين جميع الفرنسيين، وخاصة المهاجرين من الجاليات العربية والإسلامية وهم بالملايين، وهو ما يبرز ويؤكد علي سماحة الدين الإسلامي وأنه دين المحبة والتسامح والسلام، وليس دين عنف وإرهاب، وهو اتهام باطل وظالم يدل علي جهل وحقد اللذين يروجون له .
وإن أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفرنسي وهم أبناء هذا الوطن كما هم أبناء وطنهم الأمم.
وهذا يخرس كثير من المتربصين من الذين يحملون في نفوسهم وقلبوهم مرض وضغينة ضد الإسلام والمسلمين، والذين ينتهزون أي حادث همجي، حتى يظهروا كرههم و عدائهم للإسلام والمسلمين، والذين للأسف يعانون من الإرهاب الأسود، أشد المعاناة منذ أحداث 11 سبتمبر، ومسرح كتابلان، وممشى مدينة نيس، وغيرها من الأحداث الإرهابية الأخرى التي حدثت في دول أوروبية أخرى، أساءت لصورة الدين الإسلامي الوسطي السمح المعتدل .
كل الشكر والتقدير للسيد/ شمس الدين حافظ، المحامي الشهير عميد مسجد باريس الكبير .
وكل الدعم والتأييد للعلماء الشيوخ الأجلاء الكرام الأئمة اللذين يعملون ليل ونهار في نشر التعاليم الإسلامية والعلوم الشرعية الدينية واللغة العربية للمهاجرين وأبنائهم من الجيل الرابع والخامس، تأكيداً على دور المسجد باريس الكبير كمركز إشعاعي وكرمز على الاندماج والتعارف بين الشعوب وذلك منذ إنشاءه في عام 1926، ملتزماً بالسير على درب و نهج رسولنا الكريم، رسول المحبة والسلام والرحمة، هو الذي قال مخاطباً أصحابه والناس ” إلا أدلكم علي شئ أن فعلتموه تحاببتم، فقالوا، ماهو يارسول الله، فقال أفشوا السلام بينكم”، وكقول الله تعالى “﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” صدق الله العظيم.. فبالسلام والتعاون والمحبة والأخوة، تحيا الأمم والشعوب.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.