باريس – (رياليست عربي): من سنن وقواعد الملكية وأصولها هي الملكية الخاصة والملكية الفردية، ثم يأتي بعدها أنواع الملكية والإدارة الأخرى، كالملكية العامة والمشتركة، والتعاونيات وحق المنفعة، والاحتكار، وحق الامتياز وغيرها من المفاهيم الأخرى مثل BOT PPP إلخ.
فالخصخصة تقوم على الملكية الخاصة، والتأميم عكسها، فهي تعني ملكية الدولة للإدارة وأدوات الإنتاج، وأساليب الخصخصة متنوعة ومتعددة، تأتي سياسية تخلي الدولة عن ملكيتها والتخارج من بعض القطاعات والمجالات الاقتصادية لصالح القطاع الخاص، والملكية الخاصة بالبيع في مؤخرة تلك الأساليب.
وقيام الدولة بتنفيذ سياسية الخصخصة بالتركيز على البيع وملكية الغير فقط، هي سياسة تنبأ بقلة الحيلة، وقصور الرؤيا والافتقار للمهارات الإدارية الأساسية لإدارة وتنفيذ برامج الخصخصة، والتي تحتاج إلى رؤيا شاملة محليا وإقليمية ودولية.
فسياسات الخصخصة ليست فقط بيع، لذا، على أي مسؤول المراجعة، والاستعانة والاستفادة من أهل الذكر إذا كانوا لا يعلمون .
أما سياسة التأميم ، فقد ينتقد طرحها الكثير الآن، خاصة وأن كافة القوانين الوطنية والدولية تجرم التأميم the nationalization ، وهو رأي قد يهاجمه الكثير، ولكن من دواعي الصدق والأمانة المهنية والعلمية، أستطيع أن أوكد بل و أجزم أنه لن ينجح أي برنامج خصخصة أو سياسة لتوسيع الملكية الخاصة مقابل تقليص أو انكماش الملكية العامة، إلا بزيادة الملكية الوطنية والملكية العامة والتي هي أساسية وضرورية لنجاح الاقتصاد الكلي للدولة سواء خاص أو عام أو مشترك .
إذاً ما هو المطلوب؟
المطلوب هو العناية بكيفية التطبيق والتنفيذ مع الأخذ في الاعتبار التوقيت الزمني والظروف الجيوسياسية والديمغرافية، المحلية والإقليمية والعالمية، في الزمن القريب والمتوسط والبعيد، سياسة الخصخصة، وإيجاد الخلطة والتوليفة السحرية بين الملكية الخاصة والعامة، هي علم وفن ومهارة ليست متوفرة لكثير من الناس.
وجدير بالذكر أنه من خلال التعامل مع بعض المؤسسات اليابانية مثل الجايكاJICA ، الجيترو (هيئة المعونة اليابانية)، والـ JETRO (هيئة التجارة الخارجية اليابانية)، حيث تقوم المدرسة اليابانية على مفهوم أساسي أولي هام جداً، ألا وهو أن دورة حياة أي مشروع غالبا لا تزيد عن 4 سنوات، الثلاث سنوات الأولى فقط لدراسة المشروع، ثم في السنة الرابعة والأخيرة فقط للتنفيذ، لذا الدراسة والعلم والإدارة أسلوب حياة للتقدم والرقي.. انتبهوا أيها السادة الكرام.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.