باريس – (رياليست عربي): الاقتصاد عمود خيمة الشعوب والأمم والحضارات، فما من أمة تقدمت، وحضارة ازدهرت إلا وكان الاقتصاد هو القاطرة التي تشد كل مكونات القطاعات الأخرى: سياسة، إنتاج، تصدير ، تطوير وتحديث، واجتماعياً وثقافياً، وفي كافة مناحي الحياة.
تصاعد قطاع التمويل الإسلامي في فرنسا وأوروبا
نشرت مؤخراً تقارير صادرة عن مؤسسات مالية وتمويلية لها قدر كبير من المصداقية في عالم المال والأعمال، والتي تضمنت التطور السريع الذي يشهده قطاع التمويل الإسلامي في فرنسا وأوروبا، مشيراً إلى أن هذا القطاع الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية يسجل نمواً سنوياً مضطرداً رغم التحديات التي تواجهه.
ورغم أنه يمثل حالياً 1% فقط من التمويل العالمي، فإن التمويل الإسلامي يواصل توسعه بوتيرة سريعة.
نمو يتجاوز الـ 600%.
وبحسب التقديرات الواردة في التقرير، تتراوح أصول التمويل الإسلامي العالمي بين 3.1 و3.6 تريليونان يورو مقارنة بحجم سوق العملات المشفرة البالغ 2.3 تريليون دولار.
أين أنتم؟
وبعد الإطلاع وتحليل تلك التقارير، تساءلت، أين السادة اقتصاديّ عالمنا الإسلامي من هذه التقارير المالية والاقتصادية المهمة؟ ولماذا يهرولون ويتسابقون غرباً وشرقاً، للانضمام لتجمعات وتكتلات اقتصادية ومالية، ولا ينتهزون الظروف العالمية التي أتتهم على طبق من ذهب، لتعزيز التضامن والتكامل الاقتصادي الإسلامي والعربي، فالعالم الغربي منقسم مع الشرق، والشمال مع الجنوب، في عالم يهيمن عليه الاستقطاب التام.
فالولايات المتحدة تعوم في مشاكل جمة داخلياً وإقليمياً وعالمياً، فبعد الانسحاب من أفغانستان، انغمست في مساندة إسرائيل في حربها في غزة، وروسيا في حرب ضروس مع أوكرانيا التي تساندها أمريكا وحلفاؤها، وعلى الجانب الآخر الصين في قلق وخوف من حربها التجارية مع أمريكا، والهند وقلق جزيرة تايوان.
وأوروبا القارة العجوز، التي أنهكها الصراع الروسي الأوكراني، والديون وضعف النمو، وابتعاد الحليف العم سام عنهم ” فقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: أن أوروبا لم تعد أولية أولى لدى أمريكا، ولكن الصين هي من أصبحت “الأولوية الأولى” لأمريكا.
فالعالم الإسلامي والعربي، يملك قوة مالية وتمويلية هائلة، ولديهم تخمة من الأموال والثروات التي تحتم عليهم حسن استغلالها واستثمارها والاستفادة منها في تدعيم وتعضيد ومساندة تأسيس نظام اقتصادي قائم علي المفاهيم والمعايير الاقتصادية الإسلامية، ودعائمها، المشاركة، والإنتاج، وزيادة ونمو التجارة وعدالة التوزيع لدخل والثروات، (ولديه ميزة العائد المتغير: وليس معدل فائدة ثابت وهو الأمر الذي فشل كثيراً في حل أزمة التضخم والدين العام وعجز الموازنة، والتمويل، وسعر الصرف، وتسبب في مشاكل اقتصادية ومالية جسيمة)، مما ينعكس على الجميع بالخير والنماء والأمن والاستقرار، ومستقبل مبشر للشباب والاجيال القادمة .
فالعالم يتبع منهجنا الاقتصادي، ولكن نحن نحبو إلى نظم اقتصادية بالية متهالكة، كانت السبب في إنهاك الشعوب، بسبب التبعية والتقليد، ونيل رضا قوي عالمي متهالكة، تحتاج إلينا، فهل نحن في حاجة إليهم؟
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – خبير اقتصادي – فرنسا.