دمشق – (رياليست عربي): أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين الأمير حسين أمير عبد اللهيان، من قلب العاصمة السورية “دمشق”، رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع مصر وعودتها مع المملكة العربية السعودية.
تصريحات وزير خارجية إيران، جاءت خلال لقاء جمعه مع قادة فصائل فلسطينية على هامش زيارته سوريا، وعلى ما يبدو أنه تعمد إلقاء التصريحات من عاصمة عربية كدليل على صدق النوايا تجاه المنطقة وعدم الرغبة في الهيمنة على دولها أو التمدد فيها لرسم ما يسمي بـ “الهلال الشيعي”.
اللافت أيضاً في حديث عبداللهيان قوله: نرحب بتقوية وتعزيز العلاقات بين مصر وإيران والتي تعود بالنفع على المنطقة والعالم الإسلامي، وترحيبه أيضا بعودة العلاقات مع السعودية وإعادة فتح السفارات وبدء الحوارات السياسية.
تصريحات الوزير الإيراني، جاءت بعد أيام قليلة من كشف نظيره العراقي، فؤاد حسين، عن استضافة بلاده حوارات سرية بين مصر والأردن وإيران، إضافة المعروفة بين طهران والرياض وإن كانت لاتزال في طي الكتمان.
الحراك الدبلوماسي بين الأطراف الإقليمية الفاعلة وجلوس الفرقاء على طاولة الحوار برعاية عربية، تزامن الكشف عنه مع ما تروجه أميركا وإسرائيل بشأن رغبتهما في تشكيل “ناتو عربي” يضم إسرائيل بهدف مواجهة التهديدات الإيرانية حسب المزاعم الأميركية والإسرائيلية.
ووفق مراقبون أن الدول العربية المدعوة لهذا التحالف وهم دول التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، أدركوا خطورة ما يحاك تجاه قوتهم الاقتصادية والعسكرية بهدف جرهم لساحة معركة لا رابح ولا خاسر فيها باستثناء واشنطن التي ترغب في تحويل الشرق الأوسط إلى سوق مضمون لتحقيق مبيعات الأسلحة وضمان دمج حليفته تل أبيب بالقوة وسط المنظومة العربية.
وكانت مصر أفشلت خلال عام 2018 مقترحا مماثلا لتشكيل تكتل إقليمي ليكون نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو “ناتو عربي” لمواجهة نفوذ إيران، وانسحبت حينها من المقترح، لقناعتها بكلفة الحرب على الجميع وميل القاهرة انتهاج الدبلوماسية لمعالجة الخلافات.
فتح الباب للحوار والسماع للمخاوف الإقليمية المتبادلة وعرض الشروط المصرية المطالبة من الجمهورية الإسلامية الكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، ووقف تمددها عبر أذرعها الموالية لها، فرصة ذهبية لجميع الأطراف بهدف الهروب من فخ الحرب الذي ترسمه واشنطن منذ أعوام، ورغبة إسرائيل في توجيه ضربة وقائية للمفاعلات النووية الإيرانية خلف ستار من الحماية العربية بهدف محاصرة طهران خشية تنفيذه رد انتقامي من جهات مفتوحة.
خاص وكالة رياليست.