واشنطن (رياليست – عربي): أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 150 مليون دولار لتزويد مستشفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بالكهرباء، وفي الوقت نفسه، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن عزمها إنفاق 75 مليون دولار آخر في القارة الأفريقية لحماية المناظر الطبيعية ودعم السياحة المستدامة، كما قدّمت 2.5 مليون دولار إضافي كمساعدات إنسانية للفيضانات المدمرة في تشاد.
رغم الدعم المالي والوعود التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن لزعماء إفريقيا خلال القمة الأمريكية الإفريقية في واشنطن، إلا أن القارة السمراء لا تعتبر واشنطن شريكاً موثوقاً به، بحسب صحيفة “ذا هيل” وسيكون من الصعب على واشنطن إقناع دول القارة بخلاف ذلك”.
هدف واشنطن
تهدف أمريكا من خلال التودد للقارة السمراء من مواجهة تأثير روسيا والصين في القارة. ومع ذلك، وفقاً للخبراء ستكون الَمهمّة الأكثر صعوبة أمام الإدارة الأميركية هي أن تثبت للقادة الأفارقة أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون شريكاً موثوقاً به، وطويل الأمد للقارة.
الولايات المتحدة تحاول العودة للقارة التي فقدت نفوذها داخلها بالفعل، كما تقوم واشنطن بإعادة ضبط سياستها الخارجية مع التركيز بشكل أكبر على الصين
وبلغت التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 44.9 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 22% عن عام 2019، لكنّ الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة انخفض بنسبة 5.3% إلى 30.31 مليار دولار في عام 2021.
في المقابل، ارتفعت التجارة بين إفريقيا والصين العام الماضي إلى 254 مليار دولار في العام الماضي، وزادت بنحو 35% مع زيادة الصادرات الصينية في القارة.
وقال سفير الصين لدى الولايات المتحدة، تشين جانغ، إن الصين كانت منذ فترة طويلة “صادقة في التعامل مع إفريقيا باعتبارها السوق الناشئ النابض بالحياة في المستقبل”، وأضاف: “لسنا مهتمين بآراء أي دولة أخرى حول دور الصين في إفريقيا”.
كيف خسرت واشنطن والغرب نفوذها؟
مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تناولت تراجع النفوذ الأميركي في القارة الإفريقية؛ حيث يرى معظم سكان القارة أن سياسات الولايات المتحدة تركز على الصين وروسيا، حيث البلدان الأفريقية مجرد بيادق فيما يسمى بلعبة القوة العظمى، باعتباره أمراً مرفوضاً كطريقة لبناء الشراكات.
التجارة بين الولايات المتحدة وإفريقيا استمرت في التراجع من 142 مليار دولار في عام 2008 إلى 64 مليار دولار فقط في عام 2021. في حين أن علاقة إفريقيا مع الصين غير متوازنة للغاية وأثارت احتجاجات إقليمية متكررة، وغالباً ما يفشل الدبلوماسيون الأميركيون في الاعتراف بفوائد البنية التحتية التي جلبتها الصين للدول الديمقراطية مثل السنغال حيث موّلت مشاريع “الحزام والطريق” الصينية الطرق السريعة والمراكز الثقافية، وكذلك تعمل سيشيل بنشاط على جذب الاستثمار الصيني كجزء من طموحات البلاد في أن تكون مركزاً مالياً.
بخلاف أن الاستياء من الاستعمار الجديد يؤدي إلى معارضة المطالب الغربية، فقد أدت سياسات فرنسا تجاه مستعمراتها السابقة إلى ردود أفعال متزايدة ضد الحكومة الفرنسية، وأدى الاشتباك العسكري الذي دام تسع سنوات في مالي والذي فشل في إخضاع المتطرفين العنيفين إلى الإحباط والاتهامات بقتل المدنيين في هجمات الطائرات بدون طيار، بينما أثار دعم فرنسا للنظام العسكري في تشاد غضب الشعب التشادي، الذي يريد بأغلبية ساحقة زعيماً منتخباً بصورة ديمقراطية.
خاص وكالة رياليست.