بيروت – (رياليست عربي): يجهد لبنان بمسؤولي حكومته في التعبير عن مدى الحرص على علاقات ممتازة مع الدول العربية، و بالأخص الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، فما الذي دفع بهؤلاء إلى التركيز على هذه الفكرة، رغم أن لبنان كان في يوم من الأيام غير البعيدة طفلاً مدللاً للرياض عبر ما كان يُسمى بفريق 14 آذار؟
لم تكن تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي تجاه حرب اليمن، سوى وسيلة لتظهير الموقف السعودي غير الراضي عمّا يحدث في لبنان، بدليل أن استقالة الرجل لم تحدث أي فرق في إعادة العلاقات إلى سابق عهدها.
التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والتي جدد فيها تأكيده على تمسك لبنان بعمقه العربي وبعلاقته الوطيدة بالدول العربية الشقيقة ولا سيما دول الخليج العربية، مؤشر إلى عمق الأزمة والضيق التي تمر به بيروت.
لو كانت هناك بوادر استجابة سعودية وخليجية، لما جهد ميقاتي في التذكير بموقفه المعروف للقاصي والداني في لبنان من تأييده للمملكة بل وتصنيفه كأحد منظريها هناك.
ميقاتي أعاد رفضه للإساءة لأي دولة عربية وخصوصاً السعودية، رغم أن موضوع تصريحات قرداحي لم يعد مؤثراً، فلماذا استمرار الموقف السعودي من لبنان؟
قبل تصريحات قرداحي لم تكن الرياض على وفاق مع حكومة هذا البلد، حيث قطعت مساعداتها، وأوقفت خط اتصالاتها الساخن مع زعماء تقليديين كسعد الحريري، ما يشير إلى وجود مشكلة لدى المملكة أكبر بكثير من تصريحات إعلامي وصل إلى كرسي الوزارة.
ولمن يعلم خصوصية المجتمع اللبناني والتركيبة السياسية والطائفية فيه، والسعودية ذاتها تعلم تلك الحقيقة أكثر من غيرها، فلماذا تصر المملكة على مطالبها؟
يأتي هذا المشهد، مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي و تدني قيمة الليرة اللبنانية ووصولها إلى مستويات قياسية دنيا مقابل الدولار الأمريكي، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة حكومة ميقاتي، فالأخير لا يريد لعهده الحكومي أن يوصم بعهد الحكومة التي قاطعها العرب والخليجيون، لتصبح حكومته يتيمة عربياً عموماً، وسعودياً على وجه الخصوص.
خاص وكالة رياليست.